الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
°
وسبب الخلاف:
قال ابن رشد: «هل هذا الحكم خاص بالعلة التي علله بها الشارع أم ليس بخاص: وهو أن لا يترك ورثته عالة يتكففون الناس، كما قال عليه الصلاة والسلام:(إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) فمن جعل هذا السبب خاصًا وجب أن يرتفع الحكم بارتفاع هذه العلة.
ومن جعل الحكم عبادة، وإن كان قد علل بعلة، أو جعل جميع المسلمين في هذا المعنى بمنزلة الورثة، قال: لا تجوز الوصية بإطلاق بأكثر من الثلث»
(1)
.
°
دليل من قال بالمنع:
(ح-1040) ما رواه ابن ماجه من طريق وكيع، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم، زيادة لكم في أعمالكم
(2)
.
[إسناده ضعيف جدًا، وله شواهد كلها ضعيفة، ويرجى أن يقوي بعضها بعضًا]
(3)
.
(1)
. بداية المجتهد (4/ 121).
(2)
. سنن ابن ماجه (2709).
(3)
. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (7380) والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 441) من طريق عبد الله بن وهب، عن طلحة بن عمرو المكي به.
وهذا الإسناد ضعيف جدًا فيه طلحة بن عمرو، قال فيه الإمام أحمد: متروك. العلل (3497).
وقال البخاري وابن المديني: ليس بشيء كما في ميزان الاعتدال.
وله طريق آخر رواه أبو نعيم في الحلية (4416) من طريق عقبة الأصم، حدثنا عطاء بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي رباح، عن أبي هريرة به، قال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء، لا أعلم له روايًا غير عقبة.
قلت: عقبة هذا ضعيف.
وله شواهد منها:
الشاهد الأول: حديث أبي الدرداء
رواه أحمد (6/ 440) والبزاز كما في مسنده (4133)، والطبراني في مسند الشاميين (1484) وأبو نعيم في الحلية (8121) من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة، عن أبي الدرداء بنحوه.
قال البزار: ولا نعلم طريقًا عن أبي الدرداء غير هذا الطريق، وأبو بكر بن أبي مريم وضمرة معروفان بنقل العلم، قد احتمل عنهما الحديث. اهـ
وله علتان: أحدهما: الانقطاع، ضمرة بن حبيب لم يلق أبا الدرداء، ولم يذكر المزي أبا الدرداءمن شيوخ ضمرة.
العلة الثانية: أبو بكر بن أبي مريم متفق على ضعفه، ولم يرو الحديث إلا من طريقه.
الشاهد الثاني: حديث معاذ بن جبل.
رواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 54) رقم 94 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عتبة بن حميد الضبي، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة،
عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في حياتكم ليجعلها لكم زكاة في أعمالكم.
ومن طريق إسماعيل بن عياش رواه الدولابي في الكنى والأسماء (1505)، والدراقطني في سننه (4/ 150). وهذا الحديث فيه ثلاث علل:
الأولى: في إسناده إسماعيل بن عياش، وحديثه عن غير الشاميين فيه اختلاط، وهذا منها، فإن شيخه عتبة بن حميد الضبي بصري.
الثانية: عتبة بن حميد شيخ إسماعيل قال فيه الإمام أحمد: ضعيف، ليس بالقوي، ولم يشته الناس حديثه. الجرح التعديل (6/ 2042).
وقال أبو حاتم: صالح الحديث. المرجع السابق. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= العلة الثالثة: الاختلاف في رفعه، فقد رواه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن برد، عن مكحول، أن معاذ بن جبل قال: إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم زيادة في حياتكم. يعني الوصية. وهذا رجاله ثقات إلا أنه منقطع، مكحول لم يسمع من معاذ بن جبل.
الشاهد الثالث: خالد بن عبيد السلمي.
رواه الطبراني في مسند الشاميين (1613)، وفي الكبير (4129)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1385)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4589، 4745، 2472) من طريق ابن عياش، عن عقيل بن مدرك، عن الحارث بن خالد بن عبيد السلمي، عن أبيه خالد.
قال الهيثمي في الزوائد (4/ 212): إسناده حسن.
قلت: هذا إسناد ضعيف، علته: الحارث بن خالد مجهول، ووالده مختلف في صحبته.
وجاء في البدر المنير (7/ 256): «في «معرفة الصحابة» لابن الأثير: خالد بن عبيد الله - وقيل: عبد الله - بن الحجاج السلمي: مختلف في صحبته، روى عنه الحارث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أعطاكم عند وفاتكم ثلث أموالكم. قال أبو عمر: إسناد حديثه هذا لا تقوم به حجة؛ لأنهم مجهولون. وتبعه الذهبي في مختصره، فقال: خالد بن عبيد الله بن الحجاج السلمي مختلف في صحبته، وإسناد حديثه واه».
الشاهد الرابع: حديث أبي بكر الصديق.
رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 275)، وابن عدي في الكامل (2/ 386) من طريق حفص بن عمر بن ميمون، قال: حدثنا ثور، عن مكحول، عن الصنابحي، أنه سمع أبا بكر الصديق يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله قد تصدق عليكم بثلث أموالكم عند موتكم رحمة لكم، وزيادة في أعمالكم وحسناتكم.
إسناده ضعيف جدًا، في إسناده حفص بن عمر بن ميمون، وهو متروك الحديث.
ورواه أبو عثمان البحيري في فوائده من طريق أحمد بن الوليد أبي بكر البغدادي، عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، أخبرنا محمد بن سليمان، عن برد بن سنان، عن محكول، عن الصنابحي، عن أبي بكر الصديق. =