الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
ومن السنة المطهرة حيث دلَّت وقائع وأحداث السيرة النبوية مباشرة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ومنها ما يأتي:
ب- حديث صلح الحديبية، حيث ثبت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عقد الصلح بينه وبين المشركين يوم الحديبية، على وضع الحرب بينه وبينهم، وكتب لهم بذلك كتابًا، كتبه علي بن أبي طالب (1).
4 -
ومصالحته وموادعته صلى الله عليه وسلم ليهود المدينة، فعندما استقر صلى الله عليه وسلم بالمدينة كتب كتابًا بين المسلمين واليهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم واشترط لهم (2).
النتيجة:
أن الإجماع متحقق في كون الهدنة مع الكفار جائزة إذا حققت مصلحة للمسلمين، لعدم المخالف المعتبر في ذلك، واللَّه تعالى أعلم.
[174/ 2] من تشمله المصالحة:
• المراد بالمسألة: أن الصلح إذا وقع بين إمام المسلمين، وملك من ملوك الكفار، فإن من تحت ولاية هذا الحاكم الكافر، يدخلون في هذا الصلح، فلا يجوز أن يُعتدى عليهم، بل يجب أن يُوفَّى لهم عهدهم كذلك، لأنهم من رعيته. وقد نُقل الإجماع على ذلك.
• من نقل الإجماع: ابن بطال (449 هـ) حيث يقول: (العلماء مجمعون على أن الإمام إذا صالح ملك القرية أنه يدخل في ذلك الصلح بقيتهم)(3) ونقله عنه ابن حجر (4)، وأبو عبد اللَّه المغربي (5).
• الموافقون للإجماع: وافق على ذلك: الحنفية (6)، والمالكية (7)، . . . . .
(1) أخرجه البخاري، كتاب الشروط، باب ما يجوز من الشروط في الإسلام والأحكام والمبايعة (5/ 312، برقم 2564).
(2)
أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 232)، والطبري في التاريخ (2/ 479)، وانظر: تفصيل المعاهدة تخريجًا: "المجتمع النبوي في عهد النبوة"(ص 107)، و"زاد المعاد"(3/ 65).
(3)
"شرح صحيح البخاري" لابن بطال (5/ 336).
(4)
"فتح الباري"(6/ 267).
(5)
"مواهب الجليل"(3/ 360).
(6)
انظر: "شرح السير الكبير"(5/ 2180).
(7)
انظر: "مواهب الجليل"(3/ 360).