الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه، أو غفل عنه، وأن من مات ولم يحدث نفسه بالجهاد في سبيل اللَّه، ولم ينفق على الجهاد في سبيل اللَّه، مات على شعبة من النفاق.
• ب- السنة الفعلية:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد في سبيل اللَّه، وقتال الكفار حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه، فجاهد بنفسه الكريمة وقاد الغزوات في سبيل اللَّه، (1) وباشر القتال حتى شج (2) وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته، ففي غزوة أحد (3) أبلى النبي صلى الله عليه وسلم بلاءً حسنًا.
يصف سهل بن سعد رضي الله عنه ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (جرح وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة (4) على رأسه. .) (5).
ثالثًا: إجماع الأمة:
أجمعت الأمة على مشروعية الجهاد بالنفس في سبيل اللَّه، وقد نقل الإجماع غير واحد من العلماء، كما سيأتي تقريره بإذن اللَّه تعالى.
وقد جاهد الصحابة رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وجهزوا الجيوش، وفتحوا الأمصار، واستقرت سيرة الخلفاء الراشدين أن تكون لهم في كل سنة أربع غزوات في الصيف والشتاء والربيع والخريف (6).
وتابعهم من جاء بعدهم فرفعوا رايات الجهاد، ولا يزال الجهاد ماضيًا بإذن اللَّه إلى قيام الساعة.
(1) غزا صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، وقيل: سبعٌ وعشرون، وقيل: خمس وعشرون، وقيل: غير ذلك، قاتل منها في ثمان غزوات: منها: يوم بدر، وأحد، والأحزاب، ويوم خيبر، ويوم فتح مكة، ويوم حنين، انظر:"فتح الباري"(7/ 354)، و"عيون الأثر"(1/ 353).
(2)
الشجة: الجراحة وإنما تسمى بذلك إذا كانت في الوجه أو الرأس، انظر:"المصباح المنير"(305 هـ).
(3)
(أُحُد) جبل بظاهر المدينة في شمالها وتحت عنده معركة أحد في سنة ثلاث من الهجرة. انظر: "البداية والنهاية"(3/ 383).
(4)
هي الخوذة توضع على الرأس، وقيل ما يلبس على الرأس من آلات السلاح، انظر:"لسان العرب"(7/ 125)، مادة (بيض)، و"فتح الباري"(6/ 120).
(5)
أخرجه البخاري، كتاب "الجهاد والسير"، باب لبس البيضة (3/ 1066، برقم 2754).
(6)
انظر: "الحاوي الكبير"(14/ 140).