الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
42866 -
عن أبي سعيد الخدري -من طريق عطية العوفي- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {وءات ذا القربى حقه} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، فأعطاها فَدَكَ
(1)
(2)
[3829]. (9/ 320)
42867 -
عن عبد الله بن عباس، قال: لما نزلت: {وءات ذا القربى حقه} أقطَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فَدَكَ
(3)
. (9/ 321)
تفسير الآية:
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ}
42868 -
عن أنس بن مالك، أن رجلًا قال: يا رسول الله، إني ذو مال كثير، وذو أهل وولد وحاضرة، فأخبرني كيف أُنفِق، وكيف أصنع؟ قال:«تُخرج الزكاة المفروضة؛ فإنها طُهرَةٌ تُطَهِّرُك، وتَصِل أقرباءك، وتعرف حقَّ السائل والجار والمسكين» . فقال: يا رسول الله، أقلِل لي؟ قال:{وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرًا} . قال: حسبي، يا رسول الله
(4)
. (9/ 321)
[3829] انتقد ابنُ كثير (8/ 474) هذا الحديث مستندًا إلى أحوال النزول بقوله: «وهذا الحديث مشكل لو صحَّ إسناده؛ لأن الآية مكية، وفَدَك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة، فكيف يلتئم هذا مع هذا؟! فهو إذًا حديث منكر، والأشبه أنه من وضع الرافضة» .
_________
(1)
فدك: قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل: ثلاثة. معجم البلدان 3/ 855.
(2)
أخرجه البزار -كما في كشف الأستار 3/ 55 (2223) -، وأبو يعلى في مسنده 2/ 334 (1075)، 2/ 534 (1409).
قال البزار: «لا نعلم رواه إلا أبو سعيد، ولا حدث به عن عطية إلا فضيل، ورواه عن فضيل أبو يحيى، وحميد بن حماد، وابن أبي الخوار» . وصحح ابن أبي حاتم إرساله في علل الحديث 4/ 577 (1650)، 4/ 583 (1656). وقال ابن عدي في الكامل 6/ 324 (1347) في ترجمة علي بن عابس:«ولعلي بن عابس أحاديث حسان، ويروي عن أبان بن تغلب وعن غيره أحاديث غرائب» . وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ 4/ 1987 (4570): «رواه علي بن عابس .. وعلي ليس بشيء في الحديث» . وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 135: «هذا باطل، ولو كان وقع ذلك لما جاءت فاطمة رضي الله عنها تطلب شيئًا هو في حوزها وملكها، وفيه غير علي من الضعفاء» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 49 (11125): «رواه الطبراني، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف متروك» . وقال الألباني في الضعيفة 14/ 157 (6570): «موضوع» .
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أخرجه أحمد 19/ 386 (12394)، والحاكم 2/ 392 (3374).
قال الطبراني في الأوسط 8/ 339 (8802): «لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . وقال الهيثمي في المجمع 3/ 63 (4332): «رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح» . وقال الألباني في الضعيفة 5/ 214 (2190): «ضعيف» .
42869 -
عن عبد الله بن عباس، قال: أمَر رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم من يُعطي، وكيف يُعطي، وبمن يبدأ، فأنزل الله:{وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل} ، فأمره الله أن يبدأ بذي القربى، ثم بالمسكين وابن السبيل مِن بعدِهم
(1)
. (9/ 321)
42870 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {وءات ذا القربى حقه} الآية، قال: هو أن تصل ذا القرابة، وتُطعِمَ المسكين، وتُحسِنَ إلى ابن السبيل
(2)
. (9/ 316)
42871 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق محمد بن أبى موسى- في قوله: {وءات ذا القربى حقه} الآية، قال: بدأ فأمره بأوجب الحقوق، ودَلَّه على أفضل الأعمال إذا كان عنده شيء، فقال:{وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل} ، وعلَّمه إذا لم يكن عنده شيء كيف يقول، فقال:{وإمّا تُعرِضَنَّ عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولًا ميسورًا}
(3)
. (9/ 317)
42872 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق آدم بن علي- قال: ما أنفق الرجلُ على نفسه وأهله يحتسبُها، إلا آجَره الله فيها، وابدأ بمن تَعُولُ، فإن كان فضلٌ فالأقرب الأقرب، وإن كان فضل فناول
(4)
. (9/ 318)
42873 -
عن أبي الديلم، قال: قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أفما قرأت في «بني إسرائيل» : {وءات ذا القربى حقه} ؟ قال: وإنّكم لَلقَرابة الذي أمر الله أن يؤتى حقَّه؟ قال: نعم
(5)
[3830]. (9/ 316)
[3830] اختُلِف في معنى: {وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ} في هذه الآية على قولين: الأول: أنه قرابة الرجل من قِبل أبيه وأمه. الثاني: أنهم قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ورجَّح ابنُ جرير (14/ 563 - 564) مستندًا إلى دلالة السياق القول الأول، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، وقول عكرمة، وما في معناه، وعلَّل ذلك بقوله:«أن الله عز وجل عقَّب ذلك عَقيبَ حضِّه عباده على بِرِّ الآباء والأمهات، فالواجب أن يكون ذلك حضًّا على صلة أنسابهم دون أنساب غيرهم التي لم يَجْرِ لها ذِكْر» .
ورجَّحه ابنُ عطية (5/ 465) أيضًا مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال:«والقول الأول أبْيَن، ويعضده العطف بالمسكين وابن السبيل» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مَرْدويه.
(2)
أخرجه ابن جرير 14/ 563. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (51). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(4)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (62).
(5)
أخرجه ابن جرير 14/ 563.
42874 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جريج- قوله: {وءات ذا القربى حقه} ، قال: صلته التي تريد أن تصله بها، ما كنت تريد أن تفعل إليه
(1)
. (ز)
42875 -
عن الحسن البصري، في قوله:{وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل} ، قال: هو أن تُوَفِّيَهم حقَّهم إن كان يسيرًا، وإن لم يكن عندك فقل لهم قولًا ميسورًا، وقل لهم الخير
(2)
. (9/ 317)
42876 -
عن حبيب المعلم، قال: سأل رجل الحسن [البصري]، قال: أُعطي قرابتي زكاةَ مالي؟ فقال: إنّ لهم في ذلك لحقًّا سوى الزكاة. ثم تلا هذه الآية: {وءات ذا القربى حقه}
(3)
. (ز)
42877 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ، في الآية، قال: كان ناسٌ من بني عبد المطلب يأتون النَّبي صلى الله عليه وسلم يسألونه، فإذا صادفوا عنده شيئًا أعطاهم، وإن لم يصادفوا عنده شيئًا سكت، ولم يقُل لهم: نعم. ولا: لا. والقُربى: قُربى بني عبد المطلب
(4)
. (9/ 317)
42878 -
قال مقاتل بن سليمان: {وءات} يعني: فأعط {ذا القربى حقه} يعني: صلته، ثم قال تعالى:{والمسكين} يعني: السائل، فتصدَّق عليه، {و} حق {ابن السبيل} أن تحسن إليه، وهو الضيف نازل عليه
(5)
[3831]. (ز)
[3831] ذكر ابنُ جرير (14/ 564) أن معنى: {وابن السَّبِيلِ} في قوله تعالى: {وءاتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ والمِسْكِينَ وابن السَّبِيلِ} ، أي:«والمجتاز بك المنقَطَعَ به، فأَعِنْه، وقَوِّه على قَطْعِ سفره» . ونقل قولًا ولم ينسبه: أن معنى الأَمْر «بإيتاء ابن السبيل حقَّه أن يُضاف ثلاثة أيام» .
ورجَّح مستندًا إلى دلالة العموم المعنى الأول الذي ذَكَره، وعلَّل ذلك بقوله:«لأنّ الله تعالى لم يَخْصُصْ من حقوقه شيئًا دون شيءٍ في كتابه، ولا على لسان رسوله، فذلك عامٌّ في كلِّ حقٍّ له أن يُعطاه؛ من ضيافته، أو حمله، أو معونته على سفره» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 14/ 563.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 14/ 562.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 528.