الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أحكام الآية:
43796 -
عن عائشةَ، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:«ثلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فرائضُ، وهُنَّ لكم سُنَّةٌ: الوترُ، والسواكُ، وقيامُ الليلِ»
(1)
. (9/ 417)
43797 -
عن الضحاك بن مزاحم، قال: نُسِخ قيامُ الليلِ إلا عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
(2)
. (9/ 417)
{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
(79)}
43798 -
عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، في قولِه:{عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحمُودًا} وسُئِل عنه، قال:«هو المقامُ الذي أشفعُ فيه لأمَّتي»
(3)
. (9/ 419)
43799 -
عن أبي هريرةَ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المقامُ المحمودُ:
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط 3/ 315 (3266)، والبيهقي في الكبرى 7/ 62 (13272)، وفي إسنادهما موسى بن عبد الرحمن الصنعاني.
قال البيهقي: «موسى بن عبد الرحمن هذا ضعيف جدًّا، ولم يثبت في هذا إسناد» . وقال ابن الملقن في غاية السول ص 88: «حديث ضعيف» . وقال الهيثمي في المجمع 8/ 264 (13981): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، وهو كذاب» . وقال المقريزي في إمتاع الأسماع 13/ 26: «وموسى هذا هو موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني، أبو محمد المفسّر. قال ابن عدي: منكر الحديث، وقد يقبل بابن جريج، عن عطاء، عن ابن عياش، وهذه الأحاديث بواطيل» .
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه أحمد 15/ 427 - 428 (9684)، 16/ 489 (10839)، وابن جرير 15/ 47 - 48، من طريق محمد بن عبيد، قال: ثنا داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة به.
إسناده ضعيف؛ فيه يزيد بن عبدالرحمن الأودي، قال عنه ابن حجر في التقريب (1818):«ضعيف» . وقال عن أبيه (7746): «مقبول» . لكن الحديث حسنٌ بما بعده.
الشفاعةُ»
(1)
. (9/ 420)
43800 -
عن سعدِ بنِ أبي وقاص، قال: سُئِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المقامِ المحمودِ. فقال: «هو الشفاعةُ»
(2)
. (9/ 420)
43801 -
عن كعبِ بنِ مالكٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«يُبْعَثُ الناسُ يومَ القيامةِ، فأكونُ أنا وأمتي على تَلٍّ، ويكسُوني ربي حُلَّةً خضراءَ، ثم يُؤْذَنُ لي، فأقولُ ما شاء اللهُ أن أقولَ، فذلك المقامُ المحمودُ»
(3)
. (9/ 420)
43802 -
عن عليِّ بنِ الحسينِ، قال: أخبَرني رجلٌ مِن أهلِ العلمِ أنّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «تُمَدُّ الأرضُ يومَ القيامةِ مدَّ الأديمِ، ولا يكونُ لبشرٍ من بني آدمَ فيها إلا موضعُ قدمِه، ثم أُدْعى أوَّلَ الناسِ، فأَخِرُّ ساجدًا، ثم يُؤْذَنُ لي، فأقولُ: يا ربِّ، أخبَرني هذا -لجبريلَ، وجبريلُ عن يمينِ الرحمنِ، واللهِ، ما رآه جبريلُ قطُّ قبلَها- أنك أرسلتَه إلَيَّ. وجبريلُ ساكتٌ لا يتكلَّمُ، حتى يقولَ الربُّ: صَدَقْتَ. ثم يُؤْذَنُ لي في الشفاعةِ، فأقولُ: أي ربِّ، عبادُك عبَدوك في أطرافِ الأرضِ. فذلك المقامُ المحمودُ»
(4)
. (9/ 421)
(1)
أخرجه أحمد 15/ 458 (9735)، 16/ 154 - 155 (10200) واللفظ له، والترمذي 5/ 361 (4304)، وابن جرير 15/ 47.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن» . وقال الألباني في الصحيحة 5/ 484 (2369) بعد نقله لكلام الترمذي: «وهو كما قال أو أعلى؛ فإن له شواهد كثيرة، أوردها الحافظ ابن كثير في تفسيره» .
(2)
أخرجه ابن مردويه -كما في تخريج الكشاف 2/ 285 - ، من طريق محمد بن الحسن، عن أبي حنيفة، عن عبد العزيز بن رفيع، عن مصعب بن سعد، عن أبيه به.
إسناده ضعيف؛ محمد بن الحسن هو الشيباني صاحب أبي حنيفة، قال عنه الذهبي:«ضعفه النسائي وغيره من قِبَل حفظه» . كما في لسان الميزان لابن حجر 7/ 60 - 61، وأبو حنيفة وإن كان إمامًا لكنه ضعّف في الحديث، قال الذهبي في الميزان 4/ 265:«ضعّفه النسائي من جهة حفظه، وابن عدي وآخرون» . وينظر: ما نقله الألباني من كلام مضعّفيه في الحديث في إرواء الغليل 2/ 277 - 279 (500).
(3)
أخرجه أحمد 25/ 60 - 61 (15783)، وابن حبان 14/ 399 (6479)، والحاكم 2/ 395 (3383)، وابن جرير 15/ 48، 51.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 51 (11136): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح» . وقال الألباني في الصحيحة 5/ 485 (2370) بعد نقله لكلام الحاكم والذهبي: «وهو كما قالا» .
(4)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 387، 2/ 358، وابن جرير 15/ 49 - 50، وابن أبي حاتم -كما في فتح الباري 11/ 427 - ، والحاكم 4/ 570، والبيهقي في شعب الإيمان (303). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مَرْدُويَه.
وعند ابن أبي حاتم: عن رجال، وهو عند عبد الرزاق وابن جرير مرسل، وعند الحاكم موصول من حديث جابر. قال ابن كثير 9/ 66:«هذا حديث مرسل» . وقال الحافظ في الفتح 8/ 400: «ورجاله ثقات، وهو صحيح إن كان الرجل صحابيًا» . وقال في الفتح 11/ 427: «اختلف فيه على الزهري، فالمشهور عنه أنه من مرسل علي بن الحسين» .
43803 -
عن عبد الله بن عمر: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ الشمس تدنو يوم القيامة، حتى يبلغ العرقُ نصفَ الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع ليُقْضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه الله مقامًا محمودًا، يحمده أهل الجمع كلهم»
(1)
. (9/ 422)
43804 -
عن عبد الله بن مسعود، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال:«إني لأقومُ المقامَ المحمودَ» . قيل: وما المقامُ المحمودُ؟ قال: «ذاك إذا جِيءَ بكم حفاةً عراةً غُرْلًا، فيكونُ أوَّلَ من يُكْسى إبراهيمُ عليه السلام، فيقول: اكسُوا خليلي. فيؤتى برَيْطَتَيْن بيضاوَيْن فيَلْبَسُهما، ثم يقعدُ مستقبلَ العرشِ، ثم أوتى بكِسْوَتي فألْبَسُها، فأقومُ عن يمينِه مقامًا لا يقومُه أحدٌ، فيَغْبِطُني به الأولون والآخِرون، ثم يُفْتَحُ نهرٌ مِن الكوثرِ إلى الحوضِ»
(2)
. (9/ 422)
43805 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: قيل: يا رسول اللهِ، ما المقامُ المحمودُ؟ قال:«ذاك يومٌ ينزِلُ الله تعالى فيه على عرشِه، فيَئِطُّ كما يَئِطُّ الرَّحْلُ الجديدُ من تَضايُقِه»
(3)
. (9/ 426)
43806 -
عن أبي الزعراء، قال: ذكروا عند عبد الله بن مسعود الدجالَ
…
فذكر
(1)
أخرجه البخاري 2/ 124 (1475)، وابن جرير 15/ 48 بنحوه.
(2)
أخرجه أحمد 6/ 328 - 330 (3787)، والحاكم 2/ 396 (3385)، وابن جرير 15/ 49.
وفي أسانيدهم عثمان بن عمير بن اليقظان. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . وقال الذهبي في التلخيص: «لا، والله؛ فعثمان ضعّفه الدراقطني، والباقون ثقات» . وقال ابن كثير في البداية والنهاية 19/ 452: «تفرّد به أحمد، وهو غريب جدًّا» . وقال الهيثمي في المجمع 10/ 361 - 362 (18457): «رواه أحمد، والبزار، والطبراني، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير، وهو ضعيف» .
(3)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة 2/ 594 - 595، وأخرجه الدارمي 2/ 419 (2800) مطولًا بلفظ:«كرسيه» بدل «عرشه» .
قال الألباني في الضعيفة 6/ 146 (2640) عن رواية الدرامي: «ضعيف» . وقال أيضًا عنه 13/ 739 (6333): «منكر» .
الحديث حتى قال: ثم يقوم نبيُّكم صلى الله عليه وسلم رابعًا، لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي وعده الله:{عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} ، وليس مِن نفس إلا تنتظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار
…
الحديث
(1)
. (ز)
43807 -
عن عمرِو بنِ شعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: ما المقامُ المحمودُ الذي ذكَر لك ربُّك؟ قال: «يَحشُرُ اللهُ الناسَ يومَ القيامةِ عراةً غُرلًا، كهيئتِهم يومَ وُلِدُوا، هالهم الفزعُ الأكبرُ، وكظَمهم الكربُ العظيمُ، وبلَغ الرشحُ أفواهَهم، وبلَغ بهم الجَهدُ والشدةُ، فأكونُ أوَّلَ مُدْعى وأوَّلَ مُعْطًى، ثم يُدْعى إبراهيمُ قد كُسِي ثوَبيْن أبيَضَيْن مِن ثيابِ الجنةِ، ثم يؤمرُ فيَجْلِسُ في قِبَلِ الكرسيِّ، ثم أقومُ عن يمينٍ، فما مِن الخلائقِ قائمٌ غيري، فأتكلَّمُ فيسمعون، وأَشهدُ فيُصدِّقون»
(2)
. (9/ 423)
43808 -
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا} ، قال:«يُجْلِسُني معه على السريرِ»
(3)
. (9/ 426)
43809 -
عن عبد الله بن عمر، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرَأ:{عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا} . قال: يُجْلِسُه على السريرِ
(4)
. (9/ 423)
43810 -
عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما مِن نبيٍّ يومَئذٍ -آدمَ فمَن سواه- إلا تحتَ لوائي، وأنا أوَّلُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ ولا فخرَ، فيفزَعُ الناسُ ثلاثَ فزَعاتٍ،
(1)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 157، وابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) 21/ 281 - 285 (38792)، والنسائي في الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) 10/ 153 (11232)، والطبراني 9/ 354 - 357 (9761).
(2)
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين 1/ 76 (95) مطولًا، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف 2/ 285 - ، من طريق الوليد بن الوليد، حدثني ابن ثوبان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به.
إسناده ضعيف؛ فيه الوليد بن الوليد بن زيد العنسي أبو العباس الدمشقي القلانسي، قال أبو حاتم:«صدوق» . وقال الدارقطني وغيره: «متروك» . وروى له نصر المقدسي في أربعينه حديثًا منكرًا، وقال:«تركوه» . كما في ميزان الاعتدال للذهبي 4/ 350.
(3)
أخرجه أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات ص 476 (440). وأورده الديلمي في الفردوس 3/ 58 (4159) واللفظ له.
ذكر الذهبي في كتاب العلو ص 170 (461) عن الإمام أحمد أنه قال: «أما قضية قعود نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص، بل في الباب حديثٌ واه» . وقال الألباني في الضعيفة 13/ 1043 (6465) عن رواية الديلمي: «باطل» .
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
فيأتون آدمَ، فيقولون: أنت أبونا؛ فاشفَعْ لنا إلى ربِّك. فيقولُ: إني أذنَبْتُ ذنبًا أُهبِطْتُ منه إلى الأرضِ، ولكن ائتوا نوحًا. فيأْتون نوحًا، فيقولُ: إني دعوتُ على أهلِ الأرضِ دعوة فأُهْلِكوا، ولكن اذهبوا إلى إبراهيمَ. فيأتون إبراهيمَ، فيقولُ: ائتوا موسى. فيأتون موسى، فيقولُ: إني قتَلْتُ نفسًا، ولكن ائتوا عيسى. فيأتون عيسى، فيقولُ: إني عُبِدْتُ مِن دونِ اللهِ، ولكن ائتوا محمدًا. فيأتوني، فأنطلِقُ معهم، فآخُذُ بحلْقةِ بابِ الجنةِ، فأُقَعْقِعها
(1)
، فيُقالُ: مَن هذا؟ فأقولُ: محمدٌ. فيفتحُون لي، ويقولون: مرحبًا. فأخِرُّ ساجدًا، فيُلْهِمُني اللهُ مِن الثناءِ والحمدِ والمجدِ، فيُقالُ: ارفَعْ رأسَك، سلْ تُعْطَ، واشفَعْ تُشفَّعْ، وقُلْ يُسمَعْ لقولِك. فهو المقامُ المحمودُ الذي قال الله:{عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا} »
(2)
. (9/ 423، 424)
43811 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي الزعراء- قال: يأذنُ اللهُ في الشفاعةِ، فيقومُ روحُ القدسِ جبريلُ، ثم يقومُ إبراهيمُ خليلُ اللهِ، ثم يقومُ عيسى أو موسى، ثم يقومُ نبيُّكم رابعًا ليشفعَ، لا يشفعُ أحدٌ بعدَه أكثرَ مِمّا شفَع، وهو المقامُ المحمودُ الذي قال الله:{عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا}
(3)
. (9/ 425)
43812 -
عن سلمانَ، قال: يُقال له: سَلْ تُعْطَه -يعني: النَّبي صلى الله عليه وسلم-، واشفَعْ تُشفَّعْ، وادعُ تُجَبْ. فيرفعُ رأسَه فيقولُ:«أمتي» مرتينِ أو ثلاثًا. فقال سلمانُ: يشفعُ في كلِّ مَن في قلبِه مثقالُ حبَّةِ حِنطةٍ مِن إيمانٍ، أو مثقالُ شعيرةٍ مِن إيمانٍ، أو مثقالُ حبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ. قال سلمانُ: فذلكم المقامُ المحمودُ
(4)
. (9/ 426)
(1)
أقعقعها: أحركها لتصوت. والقعقعة: حكاية حركة الشيء يسمع له صوت. النهاية (قعقع) 4/ 88.
(2)
أخرجه الترمذي 5/ 369 - 370 (3415)، وأخرجه مختصرًا أحمد 17/ 10 - 11 (10987)، والترمذي 6/ 210 (3942)، وابن ماجه 5/ 362 (4308).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن» . وقال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 239 (5509): «وفي إسنادهما -الترمذي وابن ماجه- علي بن زيد بن جدعان» .
(3)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 157، وابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) 21/ 281 - 285 (38792)، والنسائي في الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) 10/ 153 (11232)، وابن جرير 15/ 44 - 45، 3/ 34، 17/ 122، وابن أبي حاتم 8/ 2508، والطبراني (9760). وعزاه السيوطي إلى ابن مَرْدُويه.
والأثر قد أنكره الأئمة لمخالفته النصوص الصحيحة الصريحة في تقديم النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة. قال البخاري في التاريخ الكبير 5/ 221: «أبو الزعراء
…
روى عن ابن مسعود في الشفاعة ولا يتابع في حديثه». وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 330: «وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا أول شافع» ».
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 6/ 166 (30387)، وفي الإيمان ص 24 (37)، من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان به.
إسناده صحيح.
43813 -
عن حذيفة بن اليمان، قال: يُجمَعُ الناس في صعيدٍ واحدٍ، يُسمِعُهم الداعي، ويَنفُذُهم البصرُ، حفاةً عراةً كما خُلِقوا، قيامًا لا تكلَّمُ نفسٌ إلا بإذنِه، ينادى: يا محمدُ. فيقولُ: «لبَّيَكَ وسعدَيكَ، والخيرُ في يَدَيْك، والشرُّ ليس إليك، والمهديُّ منَ هديتَ، وعبدُك بينَ يدَيْك، وبكَ وإليكَ، لا ملجأَ ولا مَنجى مِنك إلا إليكَ، تباركتَ وتعالَيتَ، سبحانَك ربَّ البيتِ» . فهذا المقامُ المحمودُ
(1)
. (9/ 421)
43814 -
قال عبد الله بن سلام-من طريق سيف السعدي-: إذا كان يوم القيامة يؤتى نبيكم صلى الله عليه وسلم، فيقعد بين يدي الرب عز وجل على الكرسي
(2)
. (ز)
43815 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق كريب- في قوله: {عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحمُودًا} ، قال: مقامَ الشفاعةِ
(3)
. (9/ 426)
43816 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: {عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا} ، قال: يُجْلِسُه فيما بينه وبينَ جبريلَ، ويشفعُ لأمتِه، فذلك المقامُ المحمودُ
(4)
. (9/ 426)
43817 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق آدم بن علي- قال: إن الناسَ يصيرون يومَ القيامةِ جُثًا، كلُّ أُمةٍ تَتْبَعُ نبيَّها، يقولون: يا فلانُ، اشفَعْ لنا. حتى تنتهِيَ الشفاعةُ إلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فذلك يومَ يبعثُه اللهُ المقامَ المحمودَ
(5)
[3900]. (9/ 419)
[3900] علَّق ابنُ كثير (9/ 57) على هذا الحديث بقوله: «رواه حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم» .
_________
(1)
أخرجه النسائي في الكبرى 10/ 153 (11230)، والحاكم 2/ 395 (3384)، ويحيى بن سلام 1/ 156، وعبد الرزاق 2/ 309 (1609)، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف 2/ 286 - ، وابن جرير 15/ 43 - 44، 46 - 47 واللفظ له. وأورده الثعلبي 6/ 124.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . وقال ابن منده في الإيمان 2/ 872 (930): «هذا إسناد مجمع على صحَّته وقبول رواته» . وقال الهيثمي في المجمع 10/ 377 (18515): «رواه البزار موقوفًا، ورجاله رجال الصحيح» .
(2)
أخرجه الثعلبي 6/ 126.
(3)
أخرجه ابن جرير 15/ 44. وعزاه السيوطي إلى الطبراني، وابن مَرْدُويه.
(4)
أخرجه الطبراني (12474).
(5)
أخرجه البخاري (4718)، وابن جرير 15/ 50. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن مَرْدُويَه.
43818 -
عن أبي سعيد، في قوله:{عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا} ، قال: يُخرِجُ اللهُ قومًا مِن النارِ مِن أهلِ الإيمانِ والقبلةِ بشفاعةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فذلك المقامُ المحمودُ
(1)
. (9/ 424)
43819 -
عن جابرِ بنِ عبد الله أنّه ذَكَر حديثَ الجَهنَّمِيِّين، فقيل له: ما هذا الذي تُحَدِّثُ، واللهُ يقولُ:{إنَّكَ مَن تُدْخِلِ النّارَ فَقَد أخزَيتَهُ} [آل عمران: 192]، و {كُلَّمَآ أرادُوا أن يَخرُجُوا مِنهآ أُعِيدُوا فِيها} [السجدة: 20]؟! فقال: هل تقرَأُ القرآنَ؟ قال: نعم. قال: فهل سمِعتَ فيه بالمقامِ المحمودِ؟ قال: نعم. قال: فإنه مقامُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي يُخرِجُ اللهُ به مَن يُخرِجُ
(2)
. (9/ 425)
43820 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} ، قال: المقام المحمود: شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم
(3)
. (ز)
43821 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: {عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا} ، قال: يُجْلِسُه معه على عرشِه
(4)
. (9/ 427)
43822 -
عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قول الله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} ، قال: المقام المحمود: مقام الشفاعة يوم القيامة
(5)
. (ز)
43823 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قولِه: {عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا} ، قال: ذُكِر لنا: أنّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم خُيِّر بينَ أن يكونَ عبدًا نبيًّا أو ملِكًا نبيًّا، فأومأ إليه جبريلُ: أن تواضَعْ. فاختار أن يكونَ عبدًا نبيًّا، فأُعْطِيَ به النَّبي صلى الله عليه وسلم ثِنتَين: أنّه أولُ مَن تنشَقُّ عنه الأرضُ، وأوَّلُ شافعٍ، وكان أهلُ العلمِ يَرَوْن أنه المقامُ المحمودُ الذي قال الله تبارك وتعالى:{عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَّحْمُودًا} : شفاعة يوم القيامة
(6)
. (9/ 427)
43824 -
عن سعيد بن أبي هلال -من طريق عمرو بن الحارث- أنّه بلغه: أنّ المقام المحمود الذي ذكر الله في كتابه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يكون بين
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مَرْدُويَه.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مَرْدُويَه.
(3)
تفسير مجاهد ص 441.
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة 11/ 436، وابن جرير 15/ 47.
(5)
أخرجه ابن جرير 15/ 45.
(6)
أخرجه ابن جرير 15/ 45 - 46.
الجبّار وبين جبريل، فيغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع
(1)
. (ز)
43825 -
قال محمد بن السائب الكلبي:
…
فيأتون محمدًا، فيذكرون ذلك له، فينطلق نبيُّ الله، فيأتي ربَّ العِزَّة، فيسجد له حتى يأمره أن يرفع رأسه، ثم يسأل الله عن ما يريد وهو أعلمُ به، فيقول: ربِّ، أناسٌ مِن عبادك أصحاب ذنوب، لم يشركوا بك، وأنت أعلم بهم، يُعَيِّرُهم أهل النار بعبادتهم إيّاك، فيقول الله: وعِزَّتي، لأخرجنهم منها. فيخرجهم وقد احترقوا، فيدخلون الجنة، ثم ينضح عليهم من الماء حتى ينبتوا، تنبت أجسادهم ولحومهم، ثم يدخلون الجنة، فيسمون: الجهنميين، فيغبط
…
عند ذلك الأولون من أهل الجنة والآخرون، فذلك قوله:{عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}
(2)
. (ز)
43826 -
قال مقاتل بن سليمان: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} ، يعني: مقام الشفاعة في أصحاب الأعراف، يحمده الخلق كلهم، والعسى من الله عز وجل واجب
(3)
. (ز)
43827 -
قال يحيى بن سلّام: قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} ، وعسى من الله واجبة. قال: سيبعثك ربك مقامًا محمودًا؛ الشفاعة
(4)
[3901]. (ز)
[3901] اختُلِف في معنى المقام المحمود على قولين: الأول: أنه الشفاعة. وهو قول الأكثرين. الثاني: إجلاس الله للنبي على عرشه. قاله مجاهد.
ورجَّح ابنُ جرير (15/ 47) القول الأول مستندًا إلى السنة، والآثار، ثم قال (15/ 51): «وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، فإنّ ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدًا صلى الله عليه وسلم على عرشه قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر، ولا نظر
…
». وساق عددًا من الوجوه العقلية التي يتخّرج عليها قول مجاهد.
وهو ما انتقده ابنُ عطية (5/ 529) بقوله: «وعضّد الطبري جواز ذلك بشطَط من القول، ولا يخرج إلا على تلطف في المعنى، وفيه بعد» . ثم قال: «ولا ينكر مع ذلك أن يروى، والعلم يتأوله» . وذكر أن من قال بالقول الثاني روى فيه حديثًا، ثم ذكر أن النقاش نقل عن أبي داود السختياني قال: مَن أنكر هذا الحديث فهو عندنا مُتَّهم، ما زال أهل العلم يتحدثون بهذا. وعلَّق عليه بقوله:«مَن أنكر جوازه على تأويله» . ولم يذكر تأويله، كما لم يبين علة وصفه قول الطبري بالشطط.
_________
(1)
أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن 1/ 85 (191).
(2)
علَّقه يحيى بن سلام 1/ 157.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 546.
(4)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 155.