الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
45843 -
عن كعب الأحبار -من طريق أبي الضَّيْف- قال: إنّ يأجوج ومأجوج ينقرون كلَّ يوم بمناقيرهم في السَّدِّ، فيشرعون فيه، فإذا أمْسَوْا قالوا: نرجع غدًا فنفرغ منه. فيُصْبِحون وقد عاد كما كان، فإذا أراد الله خروجَهم قذف على ألسن بعضهم الاستثناء، فقال: نرجع غدًا -إن شاء الله-، فنفرغ منه. فيُصْبِحون وهو كما تركوه، فينقبونه، ويخرجون على الناس، فلا يأتون على شيء إلا أفسدوه. فيمرُّ أولُهم على البُحَيْرَة فيشربون ماءَها، ويمرُّ أوسطُهم فيلحسون طينها، ويمر آخرهم فيقول: قد كان هاهنا مرةً ماء. فيقهرون الناس، ويفِرُّ الناسُ منهم في البرية والجبال، فيقولون: قد قهرنا أهلَ الأرض، فهلموا إلى أهل السماء. فيرمون نبالهم إلى السماء، فترجع تقطر دمًا، فيقولون: قد فرغنا مِن أهل الأرض وأهل السماء. فيبعث الله عليهم أضعفَ خلقه؛ النَّغَف؛ دودَةٌ تأخذهم في رقابهم، فتقتلهم، حتى تنتن الأرض من جيفهم، ويرسل الله الطير، فتنقل جيفهم إلى البحر، ثم يرسل الله السماء، فيطهر الأرض، وتخرج الأرضُ زهرتها وبركتها، ويتراجع الناس، حتى إنّ الرُّمّانة لَتُشْبِعُ السكن. قيل: وما السكن؟ قال: أهل البيت. وتكون سُلْوَة مِن عيش. فبينما الناس كذلك إذ جاءهم خبرٌ أنّ ذا السويقتين صاحب الجيش قد غزا البيت، فيبعث الله جيشًا، فلا يصِلون إليهم، ولا يرجعون إلى أصحابهم، حتى يبعث الله ريحًا طيِّبة يمانِيَّةً مِن تحت العرش، فَتَكْفِتُ
(1)
روح كل مؤمن، ثم لا أجد مثل الساعة إلا كرجل أنتج مُهرًا له، فهو ينتظر متى يركبه. فمَن تَكَلَّف مِن أمر الساعة ما وراء هذا فهو مُتَكَلِّف
(2)
. (ز)
45844 -
عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه [أبي إسحاق السبيعي]، قال: بلغني: أنّ هؤلاء التُّرْك مِمّا سقط مِن دون الروم مِن ولد يأجوج ومأجوج
(3)
. (ز)
{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}
45845 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق هارون بن عنترة، عن أبيه- في قوله:{وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} ، قال: الجن والإنس، يموج بعضهم في بعض
(4)
. (9/ 686)
(1)
أي: تقبض، يقال: كَفَتَه الله، أي: قبضه الله. لسان العرب (كفت).
(2)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 207 - 208.
(3)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 207.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 5/ 196 - . وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
45846 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله:{وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} ، قال: ذلك حين يخرجون على الناس
(1)
. (9/ 686)
45847 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} ، قال: هذا أول يوم القيامة، ثم ينفخ في الصور على إثر ذلك
(2)
[4108]. (9/ 686)
45848 -
عن هارون بن عنترة، عن شيخ من بني فزارة، في قوله:{وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} ، قال: إذا ماج الجنُّ والإنسُ بعضهم في بعض قال إبليس: أنا أعلم لكم عِلْمَ هذا الأمر. فيَظْعَنُ إلى المشرق، فيجد الملائكة قد نَطَقُوا الأرض، ثم يَظْعَنُ إلى المغرب، فيجد الملائكة قد نَطَقُوا الأرض، ثم يَظْعَنُ يمينًا وشمالًا حتى ينتهي إلى أقصى الأرض، فيجد الملائكة قد نَطَقُوا الأرض، فيقول: ما مِن محيص. فبينما هو كذلك إذ عرض له طريق كأنه شِراك، فأخذ عليه هو وذريته، فبينا هم عليه إذ هجم على النار، فخرج إليه خازن مِن خُزّان النار، فقال: يا إبليس، ألم تكن لك المنزلة عند ربك؟! ألم تكن في الجِنان؟! فيقول: ليس هذا يوم عتاب، لو أنّ الله افترض عليَّ عبادةً لعبدته عبادة لم يعبده مثلها أحد من خلقه. فيقول: فإنّ الله قد فرض عليك فريضة. فيقول: ما هي؟ فيقول: يأمرك أن تدخل النار. فيتلكأ عليه، فيقول به وبذريته بجناحه، فيقذفهم في النار، فتزفر جهنمُ زفرةً لا يبقى مَلَك مقرب ولا نبي مُرسَل إلا جثا لركبتيه
(3)
[4109]. (9/ 666)
45849 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر سبحانه، فقال:{وتركنا بعضهم يومئذ} ، يعني: يوم فرغ ذو القرنين من الردم، {يموج في بعض} ، يعني: من وراء الردم،
[4108] وجّه ابنُ عطية (5/ 663) قول من فسر قوله: {يومئذ} بيوم القيامة، فقال:«فالضمير في قوله: {بَعْضَهُمْ} -على ذلك- لجميع الناس» .
[4109]
لم يذكر ابن جرير (15/ 415 - 416) غير هذا القول وقول ابن زيد قبله.
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن جرير 15/ 416. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه ابن جرير 15/ 415، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 5/ 196، 195. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.