الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
43121 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق جميل بن زيد-: أنّه رأى رجلًا يَخطِرُ في مِشيَتِه، فقال: إنّ للشيطان إخوانًا
(1)
. (9/ 348)
43122 -
عن خالد بن مَعْدان -من طريق ثور- قال: إيّاكم والخَطرَ؛ فإن الرجل قد تُنافقُ يدُه من دون سائر جسده
(2)
.
(9/ 348)
43123 -
عن أبي بكر الهذلي، قال: بينما نحن مع الحسن البصري إذ مرَّ عليه ابن الأهتم يريد المَقْصُورَةَ
(3)
، وعليه جِبابُ خَزٍّ قد نُضِّدَ بعضها فوق بعض على ساقه، فانفرج عنها قِباؤُه
(4)
، وهو يمشي يتبختر، إذ نظر إليه الحسن نظرة، فقال: أفٍّ لك، شامخ بأنفه، ثاني عطفه، مصعِّر خده، ينظر في عطفيه، أيْ حُمَيْقٍ، أنت تنظر في عطفيك في نِعَمٍ غير مشكورة ولا مذكورة، غير المأخوذ بأمر الله عز وجل فيها، ولا المؤدي حق الله منها، واللهِ، إن يمشي أحدهم طبيعته أن يَتَخَلَّجَ
(5)
تَخلُّجَ المجنون، في كل عضو من أعضائه لله نعمة، وللشيطان به لعنة. فسمع ابن الأهتم، فرجع يعتذر، فقال: لا تعتذر إليَّ، وتُبْ إلى ربك، أما سمعت قول الله عز وجل:{ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا} ؟!
(6)
. (ز)
{كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا
(38)}
قراءات الآية، وتفسيرها:
43124 -
عن ابن كثير المكي أنه كان يقرأ: «كُلُّ ذَلِكَ كانَ سَيِّئَةً عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا» على واحدٍ. يقول: هذه الأشياء التي نُهِيتَ عنها كلُّها سيئة
(7)
. (9/ 348)
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التواضع والخمول (246)، وفيه: يجر إزاره. بدلًا من: يخطر في مشيته.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التواضع والخمول (247).
(3)
المَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة. لسان العرب (قصر).
(4)
القباء -ممدود-: من الثياب. لسان العرب (قبا).
(5)
الاختلاج: الحركة والاضطراب. النهاية (خلج).
(6)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التواضع والخمول (237).
(7)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، وقرأ بقية العشرة:{سَيِّئُهُ} بضم الهمزة والهاء وإلحاقها واوًا في اللفظ. انظر: النشر 2/ 307، والإتحاف ص 357.
43125 -
قال مقاتل بن سليمان: {كُلُّ ذَلِكَ} يعني: كل ما أمر الله عز وجل به، ونهى عنه في هؤلاء الآيات، {كانَ سَيِّئُهُ} يعني: ترك ما أمر الله عز وجل به، ونهى عنه في هؤلاء الآيات، أي: وركوب ما نهى عنه، كان {عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}
(1)
. (ز)
43126 -
قال يحيى بن سلّام: وقال: {كُلُّ ذَلِكَ كانَ سَيِّئُهُ} في قراءة مَن قرأها بالرفع {عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} يقول: سيء ذلك الفعل. ومن قرأها بالنصب يقول: كل ذلك كان سيئةً -مهموزة-؛ يوجب أنها سيئة {عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} وهي قراءة المكي، ذكره حماد بن سلمة
(2)
[3842]. (ز)
[3842] اختلفت القرأة في قراءة قوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} على قراءتين، وقد ذكرهما ابن جرير (14/ 599) فقال: الأولى: {كلُّ ذلك كان سَيِّئُهُ} على الإضافة، ووجَّهوا قراءتهم بقولهم:«لأن فيما عدَّدْنا من قوله: {وقَضى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إلا إيّاهُ} أمورًا، هي أمْرٌ بالجميل، كقوله: {وبِالوالِدَيْنِ إحْسانًا}، وقوله: {وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ}، وما أشبه ذلك. قالوا: فليس كل ما فيه نهيًا عن سيئةٍ، بل فيه نهيٌ عن سيئةٍ، وأَمْرٌ بحسنات، فلذلك قرأنا: {سَيِّئُهُ}» . الثانية: «كلُّ ذلك كان سَيِّئَةً» بالتنوين، والمعنى عند من قرأها كذلك:«أن الله إنما عَنى بذلك: كلُّ ما عدَّدْنا من قولنا: {ولا تَقْتُلُوا أوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إمْلاقٍ}، ولم يدخل فيه ما قَبْل ذلك، قالوا: وكلُّ ما عدَّدنا من ذلك الموضع إلى هذا الموضع سيِّئَةٌ لا حسنة فيه» .
ووجَّه ابنُ عطية (5/ 482) اسم الإشارة {ذلك} على القراءة الأولى بقوله: «والإشارة إلى جميع ما ذكر في هذه الآيات من بِرٍّ ومعصية، ثم اختَصَّ ذكر السَّيِّء منه بأنه مكروه عند الله تعالى» . ووجَّهه على القراءة الثانية بقوله: «والإشارة إلى ما تقدم ذكره مما نهي عنه كقول: أُفٍّ، وقَذْف الناس، والمرح، وغير ذلك» .
وبمعناه ابنُ كثير (9/ 13).
ورجَّح ابنُ جرير (14/ 600) مستندًا إلى دلالة اللغة القراءة الأولى، وعلَّل ذلك بقوله:«لأنّ في ذلك أمورًا منهيًّا عنها، وأمورًا مأمورًا بها، وابتداءُ الوصية والعهد من ذلك الموضع دون قوله: {ولا تَقْتُلُوا أوْلادَكُمْ} إنما هو عطفٌ على ما تقدم من قوله: {وقَضى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إلا إيّاهُ}، فإذ كان ذلك كذلك فقراءتُه بإضافة السيِّء إلى الهاء أوْلى وأحقُّ من قراءته «سَيِّئَةً» بالتنوين، بمعنى السيئةٍ الواحدة».
واستدرك ابنُ عطية (5/ 483) على ابن جرير في قوله: بـ «أن هذه النواهي كلها معطوفة على قوله أولًا: {وقَضى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إلا إيّاهُ}» قائلًا: «وليس ذلك بالبيِّن» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 531.
(2)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 136.