الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدس
(1)
. (ز)
43414 -
قال يحيى بن سلّام: قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} ، يعني: ما أراه الله ليلة أسري به، وليس برؤيا المنام، ولكن المعاينة
(2)
[3868]. (ز)
43415 -
عن سعيدِ بن المسيَّب: {إلّا فتنةً للناسِ} ، يعني: بلاءً للناس
(3)
. (9/ 392)
[3868] اختلف السلف في تفسير قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك .. } على أقوال: الأول: أنها رؤيا عين، وهي ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به من مكة إلى بيت المقدس. الثاني: أنها رؤيا منام، وهي رؤياه التي رأى أنه يدخل مكة. الثالث: أنها رؤيا منام؛ إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه قومًا يعلون منبره.
وقد رجّح ابنُ جرير (14/ 646 - 647) مستندًا لإجماع الحجة من أهل التأويل القول الأول، فقال:«وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: عنى به: رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من الآيات والعبر في طريقه إلى بيت المقدس، وبيت المقدس ليلة أسري به، وقد ذكرنا بعض ذلك في أول هذه السورة. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب لإجماع الحجة من أهل التأويل على أنّ هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عنى الله عز وجل بها» .
وبنحوه ابنُ كثير (9/ 36 - 37).
ووجّه ابنُ عطية (5/ 503) قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} على القول الأول، فقال:«فعلى هذا يحسن أن يكون معنى قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} أي: في إضلالهم وهدايتهم، وأن كل واحد ميسر لما خلق له، أي: فلا تهتم أنت بكفر من كفر، ولا تحزن عليهم، فقد قيل لك: إن الله محيط بهم، مالك لأمرهم، وهو جعل رؤياك هذه فتنة ليكفر من سبق عليه الكفر. وسميت الرؤية في هذا التأويل: رؤيا، إذ هما مصدران من رأى» . ووجّه القول الثالث، فقال:«ويجيء قوله: {أحاط بالناس} أي: بأقداره، وأن كل ما قدره نافذ، فلا تهتم بما يكون بعدك من ذلك، وقد قال الحسن بن علي، في خطبته في شأن بيعته لمعاوية: {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} [الأنبياء: 111]» . ثم انتقده بقوله: «وفي هذا التأويل نظر، ولا يدخل في هذه الرؤيا عثمان بن عفان، ولا عمر بن عبد العزيز، ولا معاوية» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 14/ 644.
(2)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 145 - 146.
(3)
أخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 509، وابن عساكر 57/ 341. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مَرْدُويه.
43416 -
عن مجاهد بن جبر =
43417 -
وعكرمة مولى ابن عباس -من طريق خُصَيْف- {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} ، قال: المشركين
(1)
. (ز)
43418 -
قال الحسن البصري: أنّ نفرًا كانوا أسلموا، ثم ارتدوا عند ذلك
(2)
. (ز)
43419 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} ، قال: الرؤيا التي أريناك في بيت المقدس -حين أُسري به-، فكانت تلك فتنة للكافر
(3)
. (ز)
43420 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وما جعلْنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ إلّا فتنةً للنّاس} ، ذُكر لنا: أنّ ناسًا ارتدُّوا بعدَ إسلامهم، حينَ حدَّثهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمسيره، أنكروا ذلك، وكذَّبوا به، وعجبوا منه، وقالوا: تحدِّثنا أنك سرت مسيرةَ شهرين في ليلةٍ واحدةٍ!
(4)
. (9/ 390)
43421 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: {وما جعلنا الرُّؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس} ، يعني: الإسراء ليلة أسرى به إلى بيت المقدس، فكانت لأهل مكة فتنة
(5)
. (ز)
43422 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} ، قال: هذا حين أُسْرِي به إلى بيت المقدس، افتُتِن فيها ناس، فقالوا: يذهب إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة! وقال: «لَمّا أتاني جبرائيل عليه السلام بالبُراق ليحْمِلَني عليها صَرَّت بأذنيها، وانقبض بعضها إلى بعض، فنظر إليها جبرائيل، فقال: والذي بعثني بالحق مِن عنده، ما ركبَك أحدٌ مِن ولد آدم خير منه» ، قال: «فصَرَّت بأذنيها، وارْفَضَّت عرقًا
(6)
حتى سال ما تحتها، وكان منتهى خَطْوِها عند منتهى طرفها». فلما أتاهم بذلك قالوا: ما كان محمد لينتهي حتى يأتي بكذبة تخرج مِن أقطارها. فأتوا أبا بكر?، فقالوا: هذا صاحبك يقول كذا وكذا. فقال: أوقد قال ذلك؟ قالوا: نعم. فقال: إن كان قد قال ذلك فقد صدق. فقالوا:
(1)
أخرجه الحربي في غريب الحديث 3/ 963.
(2)
علَّقه يحيى بن سلام 1/ 146.
(3)
أخرجه ابن جرير 14/ 643.
(4)
أخرجه ابن جرير 14/ 643.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 538.
(6)
ارفض عرقًا: جرى عرقه وسال. النهاية (رفض).