‌{وكان أبوهما صالحا} - موسوعة التفسير المأثور - جـ ١٣

[4075] أفادت الآثار اختلاف السلف في الكنز الذي كان تحت الجدار، أي شيء هو؟ على قولين: الأول: كان صحفًا فيها علم. والثاني: كان مالًا مكنوزًا.

وقد رجّح ابنُ جرير (15/ 366) مستندًا إلى اللغة القول الثاني، مُعَلِّلًا ذلك بقوله:«لأنّ المعروف من كلام العرب أن الكنز: اسم لما يُكنَزُ مِن مال، وأن كل ما كنز فقد وقع عليه اسم كنز، فإن التأويل مصروف إلى الأغلب من استعمال المخاطبين بالتنزيل، ما لم يأت دليل يجب من أجله صرفه إلى غير ذلك» .

ووافقه ابنُ كثير (9/ 177) مستندًا إلى السياق بقوله: «وهذا ظاهر السياق من الآية» .

وحكى ابنُ كثير (9/ 178) القول الأول عن بعض الأئمة، ثم قال معلِّقًا:«وهذا الذي ذكره هؤلاء الأئمة، وورد به الحديث المتقدم -وإن صح- لا ينافي قول عكرمة: أنه كان مالًا؛ لأنهم ذكروا أنه كان لوحًا من ذهب، وفيه مال جزيل، أكثر ما زادوا أنه كان مُودعًا فيه علم، وهو حِكَم ومواعظ» .

_________

(1)

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 1/ 530 - 531 (208).

(2)

أخرجه ابن المبارك (332)، والحميدي في مسنده (372)، والنسائي في الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) 10/ 402 (11838)، وابن جرير 15/ 366، والحاكم 2/ 369. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وأحمد في الزهد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.

(3)

عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.

(4)

عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.