الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
45830 -
عن أبي هريرة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في السد، قال:«يحفرونه كلَّ يوم، حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ارجعوا، فستخرقونه غدًا» . قال: «فيعيده الله كأشدِّ ما كان، حتى إذا بلغوا مُدَّتهم، وأراد الله، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستخرقونه غدًا -إن شاء الله-. واستثنى، فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، ويخرجون على الناس، فيسقون المياه، ويفِرُّ الناس منهم، فيرمون سهامهم في السماء، فترجع مُخَضَّبة بالدماء، فيقولون: قهرنا أهلَ الأرض، وغلبنا مَن في السماء قسوة وعُلُوًّا. فيبعث الله عليهم نَغَفًا في أقفائهم، فيهلكهم» . قال: «والذي نفسي بيده، إنّ دواب الأرض لَتَسْمَن، وتبطر، وتَشْكَر شَكَرًا مِن لحومهم»
(1)
[4106]. (9/ 683).
[4106] علّق ابنُ كثير (9/ 194 - 195) على هذا الأثر، فقال:«ورواه أحمد أيضًا عن حسن -هو ابن موسى الأشيب- عن سفيان، عن قتادة، به. وكذا رواه ابن ماجه، عن أزهر بن مروان، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: حدث رافع. وأخرجه الترمذي، من حديث أبي عوانة، عن قتادة. ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . ثم قال: «وهذا إسناده قوي، ولكن في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته. ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار: أنهم قبل خروجهم يأتونه، فيلحسونه، حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون: غدًا نفتحه. فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون: غدًا نفتحه. ويلهمون أن يقولوا: إن شاء الله. فيصبحون وهو كما فارقوه، فيفتحونه. وهذا متجه، ولعل أبا هريرة تلقّاه من كعب، فإنه كثيرًا ما كان يجالسه ويحادثه، فحدَّث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم. ويؤكد ما قلناه -من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه، ومن نكارة هذا المرفوع- قول الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن أمها أم حبيبة، عن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم -قال سفيان: أربع نسوة- قالت: استيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من نومه وهو مُحْمَرٌّ وجهُه، وهو يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب مِن شرٍّ قد اقترب، فُتِح اليومُ مِن ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا» . وحلَّق. قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:«نعم، إذا كثُر الخبث» . هذا حديث صحيح، اتفق البخاري ومسلم على إخراجه».
_________
(1)
أخرجه أحمد 16/ 369 - 370 (10632)، والترمذي 5/ 374 (3419)، وابن ماجه 5/ 207 (4080)، وابن حبان 15/ 242 - 243 (6829)، والحاكم 4/ 534 (8501)، ويحيى بن سلام 1/ 205، وابن جرير 15/ 398.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . وقال ابن كثير في تفسيره 5/ 197 - 198: «وهذا إسناده قوي، ولكن في رفعه نكارة» . وقال ابن حجر في الفتح 13/ 109 - 110 عن إسناد الحاكم: «وسنده صحيح» .
45831 -
عن العوّام بن حوشب، عن جَبَلَةَ بن سُحَيْمٍ، عن مُؤْثِرِ بن عَفازَةَ، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقيتُ ليلة الإسراء إبراهيم وموسى وعيسى، فتَذاكَرُوا أمرَ الساعة، وردوا الأمر إلى إبراهيم، فقال إبراهيم: لا علم لي بها. فردوا الأمر إلى موسى، فقال موسى: لا عِلْم لي بها. فردُّوا الأمر إلى عيسى، قال عيسى: أمّا قيامُ الساعة لا يعلمه إلا الله، ولكن ربي قد عهِد إلَيَّ بما هو كائِن دون وقتها، عهد إلَيَّ أنّ الدجّال خارج، وأنّه مُهْبِطِي إليه، فذكر أنّ معه قصبتين، فإذا رآني أهلكه الله. قال: فيذوب كما يذوب الرصاص، حتى إنّ الحجر والشجر ليقول: يا مسلم، هذا كافِرٌ فاقتله. فيهلكهم الله، ويرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فيستقبلهم يأجوج ومأجوج مِن كل حَدَب ينسلون، لا يأتون على شيء إلا أكلوه، ولا يَمُرُّون على ماءٍ إلا شَرِبوه، فيرجع الناس إلَيَّ، فيشكونهم، فأدعو الله عليهم، فيميتهم حتى تَجْوى الأرض مِن نَتَنِ ريحهم، فينزل المطر، فيَجُرُّ أجسادَهم، فيلقيهم في البحر، ثم ينسف الجبال حتى تكون الأرض كالأديم، فعهد إلَيَّ ربي أنّ ذلك إذا كان كذلك فإنّ الساعة منهم كالحامل المُتِمِّ التي لا يدري أهلُها متى تَفْجَؤهم بولادها، ليلًا أو نهارًا» . =
45832 -
قال العوام بن حوشب: فوجدت تصديقَ ذلك في كتاب الله تعالى، قال الله عز وجل:{حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا} [الأنبياء: 97]، وقال:{فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا}
(1)
. (9/ 205)(ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 15/ 412 - 413 مستشهدًا به على أنّ خروج يأجوج ومأجوج بعد قَتْلِ ابن مريم عليه السلام للمسيح الدجال. كما أخرجه ابن أبي شيبة 15/ 157، وابن ماجه (4081)، وأبو يعلى (5294)، والحاكم 4/ 488، 545 دون ذكر آية سورة الكهف، وعند بعضهم نسبة القول الأخير لابن مسعود، وأخرجه أحمد 6/ 20 دون ذكر القول الأخير.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فأمّا مؤثر فليس بمجهول، قد روى عن عبد الله بن مسعود، والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من التابعين» . ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 4/ 202 (0441): «هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، مؤثر بن عفازة ذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجال الإسناد ثقات» . وقال الألباني في الضعيفة 9/ 307 (4318): «ضعيف بهذا السياق» .
45833 -
قال علي بن أبي طالب -من طريق السدي-: إنّ يأجوج ومأجوج خَلْف السَّدِّ، لا يموت الرجلُ منهم حتى يُولَد له ألفٌ لِصُلْبه، وهم يَغْدُون كلَّ يوم على السَّدِّ، فيلحسونه، وقد جعلوه مثلَ قِشْر البَيْض، فيقولون: نرجع غدًا، ونفتحه. فيُصْبِحون وقد عاد إلى ما كان عليه قبل أن يلحس، فلا يزالون كذلك حتى يُولَد فيهم مولود مسلم، فإذا غدوا يلحسون قال لهم: قولوا: بسم الله. فإذا قالوا: بسم الله. فأرادوا أن يرجعوا حين يمسون، فيقولون: نرجع غدًا فنفتحه. فيقول: قولوا: إن شاء الله. فيقولون: إن شاء الله. فيصبحون وهو مثل قِشْر البيض، فينقبونه، فيخرجون منه على الناس، فيخرج أول مَن يخرج منهم سبعون ألفًا عليهم التيجان، ثم يخرجون مِن بعد ذلك أفواجًا، فيأتون على النهر مثل نهركم هذا -يعني: الفرات-، فيشربونه حتى لا يبقى منه شيء، ثم يجيء الفوج منهم حتى ينتهى إليه، فيقولون: لقد كان هاهنا ماءٌ مَرَّة. وذلك قول الله: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء} . والدكاء: التراب، {وكان وعد ربي حقا}
(1)
. (9/ 681)
45834 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، في قوله:{فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء} ، قال: جعله طريقًا كما كان
(2)
. (9/ 681)
45835 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء} ، قال: لا أدري الجبلين -يعني: به- أم ما بينهما؟
(3)
. (9/ 681)
45836 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {جعله دكاء} ، قال: يعني: الجبلين، أي: يَعْفِرُ
(4)
بعضه على بعض
(5)
. (ز)
45837 -
قال مقاتل بن سليمان: فلمّا فَرَغ ذو القرنين مِن بناء الرَّدْم {قال هذا} يعني: هذا الردم {رحمة} يعني: نعمة {من ربي} للمسلمين، فلا يخرجون إلى أرض المسلمين، {فإذا جاء وعد ربي} في الرَّدْم وقع الرَّدْمُ، فذلك قوله:{جعله دكاء} يعني: الردم وقع، فيخرجون إلى أرض المسلمين، {وكان وعد ربي حقا} في وقوع الرَّدم،
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه ابن جرير 15/ 412. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(4)
من العُفْرَة: وهي الغبرة ولون التراب. النهاية (عفر).
(5)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 205.