الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
43675 -
قال محمد بن السائب الكلبي: لَمّا قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كره اليهود مقامه بالمدينة حسدًا منهم، فأتوه، وقالوا: يا أبا القاسم، لقد علمت ما هذه بأرض الأنبياء، فإنّ أرض الأنبياء الشام، وهي الأرض المقدسة، وكان بها إبراهيم والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، فإن كنت نبيًّا مثلهم فأتِ الشام، وإنما يمنعك من الخروج إليها مخافتك الروم، وإن الله سيمنعك من الروم إن كنت رسوله. فعسكر النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أميال من المدينة -وفي رواية: إلى ذي الحليفة- حتى يجتمع إليه أصحابه ويخرج؛ فأنزل الله هذه الآية
(1)
. (ز)
43676 -
قال مقاتل بن سليمان: نزلت في حُيَيِّ بن أخطب واليهود، وذلك أنهم كرهوا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وحسدوه، وقالوا: يا محمد، إنك لتعلم أن هذه الأرض ليست بأرض الأنبياء، إنما أرض الأنبياء والرسل أرض المحشر أرض الشام، ومتى رأيت الله بعثَ الأنبياء في أرض تهامة؟! فإن كنت نبيًّا فاخرج إليها، فإنما يمنعك منها مخافة أن يغلبك الروم، فإن كنت نبيًّا فسيمنعك الله كما منع الأنبياء قبلك. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم متوجهًا إلى الشام، فعسكر على رأس ثلاثة أميال بذي الحليفة لتنضم إليه أصحابه [3891]، فأتاه جبريل عليه السلام بهذه الآية:
{وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليُخرجوك منها}
(2)
. (ز)
تفسير الآية:
{وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا}
43677 -
تفسير الحسن البصري: {ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها} بالقتل
(3)
. (ز)
43678 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وإن كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرضِ} ، قال: هَمَّ أهلُ مكةَ بإخراجِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِن مكةَ، وقد فعلوا بعد ذلك،
[3891] انْتَقَدَ ابنُ عطية (5/ 521 بتصرف) هذا القول بقوله: «هذا ضعيف، لم يقع في سيرة، ولا في كتاب يعتمد عليه، وذو الحليفة ليس في طريق الشام» .
_________
(1)
تفسير الثعلبي 6/ 118، وتفسير البغوي 5/ 112.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 545.
(3)
علَّقه يحيى بن سلام 1/ 152.
فأهلَكهم اللهُ يومَ بدرٍ، ولم يلبثوا بعده إلا قليلًا حتى أهلكهم الله يوم بدر، وكذلك كانت سُنَّةُ اللهِ في الرسلِ إذا فعل بهم قومُهم مثلَ ذلك
(1)
. (9/ 410)
43679 -
عن مجاهد بن جبر، نحوه مختصرًا
(2)
. (ز)
43680 -
قال محمد بن السائب الكلبي: الأرض هاهنا: هي المدينة
(3)
. (ز)
43681 -
قال مقاتل بن سليمان: {وإن} يعني: وقد {كادوا ليستفزونك} يعني: ليَسْتَزِلُّونك {من الأرض} يعني: أرض المدينة
(4)
. (ز)
43682 -
قال يحيى بن سلّام: قوله: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض} يعني: أرض المدينة [3892]{ليخرجوك منها} هي في هذا التفسير قوله: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك} [الأنفال: 30]
(5)
. (ز)
[3892] اختُلِف في الذين كادوا أن يستفزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوه من الأرض، وفي الأرض التي أرادوا أن يخرجوه منها، على قولين:[الأول]{ع} : أنّ الذين كادوا أن يستفزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك: اليهود. والأرض التي أرادوا أن يخرجوه منها: المدينة. و [الثاني]{ع} : أنّ الذين كادوا أن يستفزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك: قريش. والأرض التي أرادوا أن يخرجوه منها: مكة.
ورجَّحَ? [ت 3][ابنُ جرير]{خ} (15/ 20) القولَ الثانيَ -وهو قول مجاهد، وقتادة-? استنادًا إلى السياق، فقال:«أولى القولين في ذلك عندي بالصواب قولُ قتادة ومجاهد، وذلك أنّ قوله: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض} في سياق خبر الله عز وجل عن قريش وذكره إياهم، ولم يجرِ لليهود قبل ذلك ذِكر، فيوجَّه قوله: {وإن كادوا} إلى أنه خبر عنهم، فهو بأن يكون خبرًا عمن جرى له ذكر أولى من غيره» .
وهو? ظاهرُ? [ت 3] كلام [ابن تيمية]{خ} (4/ 238)، و? كذا? [ت 4][ابنُ كثير]{خ} (9/ 49 - 50).
وانتَقَدَ? [ت 2][ابنُ كثير]{خ} (9/ 49) القولَ الأولَ -وهو قول حضرميّ، وسعيد، ومقاتل، وغيرهم- بقوله:«قيل: نزلت في اليهود؛ إذ أشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام بلاد الأنبياء، وترْك سكنى المدينة. وهذا القول ضعيف؛ ? لأن هذه الآية مكية، وسكنى المدينة بعد ذلك. وقيل: إنها نزلت بتبوك. وفي صحته نظر» .
وذكر? [ت 4][ابنُ عطية]{خ} (5/ 521) أنّ الزجاج حكى أنّ استفزازهم هو ما كانوا أجمعوا عليه في دار الندوة من قتله، ثم? علَّق? [ت 4] بقوله:«و {الأَرْضِ} -على هذا- عامة في الدنيا، كأنه قال: يخرجوك من الدنيا. وعلى سائر الأقوال هي أرض مخصوصة؛ إما مكة، وإما المدينة، ? كما قال تعالى: {أوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ} [المائدة: 33]. وإما معناه: من الأرض التي فيها تصرفهم وتمتعهم» .
_________
(1)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 152 بنحوه، وعبد الرزاق 1/ 383 - 384، وابن جرير 15/ 19. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
تفسير الثعلبي 6/ 119، وتفسير البغوي 5/ 113.
(3)
تفسير الثعلبي 6/ 118، وتفسير البغوي 5/ 112.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 545.
(5)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 152.