الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
42635 -
عن سلمان الفارسي، قال: أطفال المشركين خَدَم أهل الجنة
(1)
. (9/ 276)
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا
(15)}
42636 -
عن أبي هريرة -من طريق معمر، عن قتادة- قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة؛ المعتوه، والأصم، والأبكم، والشيوخ الذين لم يدركوا الإسلام، ثم أرسل إليهم رسولًا: أن ادخُلوا النار. فيقولون: كيف ولم تأتنا رُسُل؟ قال: وايمُ الله، لو دخَلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا. ثم يُرسِلُ إليهم، فيُطِيعُه مَن كان يريد أن يطيعه. قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {وما كُنّا مُعذبين حتى نبعث رسولًا}
(2)
. (9/ 277)
42637 -
تفسير الحسن البصري قوله: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} : لا يُعَذِّب قومًا بالاستئصال حتى يحتج عليهم بالرسول
(3)
. (ز)
42638 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} : إنّ الله تبارك وتعالى ليس يعذب أحدًا حتى يسبق إليه من الله خبر، أو يأتيه من الله بينة، وليس معذبًا أحدًا إلا بذنبه
(4)
. (ز)
42639 -
قال مقاتل بن سليمان: {وما كنا معذبين} في الدنيا أحدًا {حتى نبعث رسولا} لينذرهم بالعذاب في الدنيا بأنّه نازل بهم، كقوله سبحانه:{وما أهلكنا} في الدنيا {من قرية إلا لها منذرون} [الشعرء: 208]
(5)
. (ز)
42640 -
قال يحيى بن سلّام: كقوله: {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها
(1)
عزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 374، وابن جرير 14/ 526 - 527. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(3)
علقه يحيى بن سلام 1/ 123.
(4)
أخرجه ابن جرير 14/ 526.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 525.
رسولا} [القصص: 59]، وكقوله:{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} [فاطر: 24]، يعني: الأمم التي أهلك الله بالعذاب
(1)
[3811]. (ز)
[3811] قال ابنُ تيمية (4/ 204 - 205) في معرض تعليقه على احتجاج الأشاعرة على المعتزلة في نفي الإيجاب والتحريم العقلي بقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} : «وهو حُجَّة عليهم أيضًا في نفي العذاب مطلقًا إلا بعد إرسال الرسل؛ وهم يجوزون التعذيب قبل إرسال الرسل. فأولئك يقولون: يعذِّب مَن لم يبعث إليه رسولًا؛ لأنه فَعَلَ القبائحَ العقلية. وهؤلاء يقولون: بل يعذب مَن لم يفعل قبيحًا قط كالأطفال. وهذا مخالف للكتاب والسُّنَّة، والعقل أيضًا، قال تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، وقال تعالى عن أهل النار: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير* قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير} [الملك: 8]، فقد أخبر? بصيغة العموم أنه كلما ألقي فوج سألهم الخزنة: هل جاءهم نذير؟ فيعترفون بأنهم قد جاءهم نذير، فلم يبق فوج يدخل النار إلا وقد جاءهم نذير، فمن لم يأته نذير لم يدخل النار» . وقال (4/ 206 بتصرف): «لكن الله لا يعذّب أحدًا إلا بعد بلوغ الرسالة، كما قال: {وما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولًا}، ولم يفرّق سبحانه بين نوعٍ ونوعٍ، وذكرنا أنّ هذه الآية يحتجّ بها الأشعريّ وأصحابه ومَن وافقهم كالقاضي أبي يعلى وأتباعه، وهم يُجَوِّزون أنّ الله يُعذّب في الآخرة بلا ذنب، حتى قالوا: يعذب أطفال الآخرة. فاحتجوا بها على المعتزلة، والآية حجّة على الطائفتين» .
وبنحوه قال ابن كثير (8/ 446 - 447).
وقال ابنُ عطية (5/ 452 - 453 بتصرف) مستندًا إلى السياق، والنظائر، ودلالة العقل:«مقصد الآية في هذا الموضع: الإعلام بعادة الله مع الأمم في الدنيا، وبهذا يقرب الوعيد من كفار مكة، ويؤيد هذا ما يجيء بعدُ مِن وصفه ما يكون عند إرادته إهلاك قرية، ومِن إعلامه بكثرة ما أهلك من القرون، ومع هذا فالظاهر من كتاب الله في غير هذا الموضع ومِن النظر أن الله تعالى لا يعذب في الآخرة إلا بعد بعثة الرسل، كقوله تعالى: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير* قالوا بلى} [الملك: 8 - 9]، وظاهر {كلما} الحصر، وكقوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} [فاطر: 24]، وأما مِن جهة النظر فإنّ بعثة آدم عليه السلام بالتوحيد، وبث المعتقدات في نبيه، ونصب الأدلة الدالة على الصانع، مع سلامة [الفطر]؛ يوجب على كل أحد من العالم الإيمان، واتباع شريعة الله، ثم تجدَّد ذلك في مدة نوح عليه السلام بعد غرق الكفار، وهذه الآية أيضًا يُعطي احتمال ألفاظها نحو هذا، ويجوز مع الفرض وجود قوم لم تصلهم رسالة، ومنهم أهل الفترات الذين قد قدَّر وجودَهم بعضُ أهل العلم» . ثم قال: «وأما ما روي من أن الله تعالى يبعث إليهم يوم القيامة، وإلى المجانين، والأطفال؛ فحديث لم يصحَّ، ولا يقتضيه ما تقضيه الشريعة مِن أن الآخرة ليست دار تكليف» .
_________
(1)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 123.