الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي مليكة، عن عائشة، قالت: افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فجسست، ثم رجعت فإذا هو راكع وساجد، يقول:«سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت» . قالت: قلت: بأبي أنت وأمي! إني لفي شأن، وإنك لفي آخر. قال:[أما]{سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا} فأتَّبع بها التي في سورة بني إسرائيل. وأما سبحان الله العظيم وسبحان الله وبحمده فأُعظِّم بهما الله. وأما سبحان الملك القدوس فبلغني عن عبيد بن عمير أنه قال: ينزل الرب تبارك وتعالى شطر الليل الآخر في السماء، فيقول: مَن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له. ويقول الملك: سبِّحوا الملك القدوس، حتى إذا كان الفجر صعد الرب، فأتبع قول الملك: سبحان الملك القدوس. وأما سبوح قدوس سبقت رحمة ربي غضبه؛ فبلغني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به كان كلما مرَّ قسمًا سلمت عليه الملائكة، حتى إذا جاء السماء السادسة قال له جبريل: هذا ملك، فسلِّم عليه. فبدره الملك، فبدأه بالسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«وددت لو أني سلمت عليه قبل أن يسلم علي» . فلما جاء السماء السابعة قال له جبريل: إنّ الله عز وجل يصلي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أهو يصلي؟ قال: نعم، قال: وما صلاته؟ قال: يقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبقتْ رحمتي غضبي. فأتبع ذلك، قال: قلت: أقدِّم بعض ذلك قبل بعض؟ قال: إن شئت
(1)
. (ز)
{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا
(109)}
44193 -
قال مقاتل بن سليمان: {ويَخِرُّونَ} يعني: ويقعون {لِلْأَذْقانِ} لوجوههم سُجَّدًا {يَبْكُونَ} ويَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} يقول: يزيدهم القرآن تواضعًا؛ لما في القرآن من الوعد والوعيد
(2)
. (ز)
44194 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قوله: {ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا} ، قال: هذه جواب وتفسير للآية التي في «كهيعص» :
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 160 - 162 (2898)، وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة 1/ 272 - 273 (507)، من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة.
إسناده متصل صحيح، إلى قوله:«فبلغني عن عبيد بن عمير» فهذا منقطع مرسل، وقوله: «قال: إذا لم أعجل
…
الخ» موقوف على عطاء.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 555.