الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذا من أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم (1).
ز: كذا في الإسناد الأوَّل: (عبد الله بن حُميد)، والصواب:(عبيد الله) كما في الثاني، وهو: ابن حمُيد بن عبد الرحمن الحِمْيَرِيُّ، وقد ذكره ابن حِبَّان في كتاب "الثقات"(2)، وسُئل عنه ابن معين فقال: لا أعرفه (3).
وقد روى أبو داود هذا الحديث من رواية حمَّاد بن سلمة وأبان بن يزيد العطَّار وخالد الحذَّاء عنه، وعنده: قال أبان: قال عبيد الله، فقلت عمَّن؟ قال: عن غير واحد من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وفي رواية خالد: فرفع الحديث إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: " من ترك دابته بمهلكة، فأحياها رجلٌ، فهي لمن أحياها "(4).
ومنصور شيخ هُشيم هو: ابن زاذان، والله أعلم O.
*****
مسألة (592): يصح إسلامُ الصبيِّ وردَّتُه
.
وقال الشافعيُّ: لا يصحُّ.
لنا:
ما روى أحمد: أنَّ عليًّا أسلم وهو ابن ثمان سنين (5).
(1) ومن طريق سعيد بن منصور خرجه البيهقي في "سننه": (6/ 198).
(2)
"الثقات": (7/ 144).
(3)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (5/ 311 - رقم: 1481) من رواية الدوري، ولم نره في مطبوعة "التاريخ".
(4)
"سنن أبي داود": (4/ 189 - 190 - رقمي: 3519 - 3520).
(5)
"العلل" برواية عبد الله: (3/ 449 - رقم: 5908).
وروى ابن شاهين: أنَّ عليًّا والزبير أسلما ابنا ثمان سنين.
وفي لفظٍ رواه أبو محمَّد الخلال: أنَّه أسلم عليٌّ وهو ابن عشر سنين، وقد تمدَّح بذلك فقال:
سبقتكم إلى الإسلام طرًّا
…
صغيرًا ما بلغت أوان حلمي فإن قيل:
قد روى أحمد: أنَّه أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة.
قلنا:
الذي نقلناه فيه زيادة علم، فإنَّ من روى خمس عشرة سنة، لم يبلغه إسلامه وهو ابن ثمانٍ، على أنَّ استقراء الحال يبيِّن بطلان هذه الدعوى، فإنَّه إذا كان له يوم المبعث ثمان سنين فقد عاش بعد المبعث ثلاثًا وعشرين سنة، وبقي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو الثلاثين، فهذه مقاربة الستين، وهو الصحيح في مقدار عمره.
2604 -
أخبرنا إسماعيل بن أحمد السَّمَرْقَنْدِيُّ أنا عمر بن عبيد الله البقَّال أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق ثنا حنبل ثنا الحُميديُّ ثنا سفيان ثنا جعفر بن محمَّد عن أبيه قال: قتل عليٌّ عليه السلام (1) وهو ابن ثمان وخمسن، ومات لها حسن، وقتل لها الحسين، [ومات عليُّ بن الحسين](2) وهو ابن ثمان وخمسين، وسمعت جعفرًا يقول: سمعت أبي يقول لعمَّته فاطمة بنت حسين: هذه توفي لي ثمان وخمسين. فمات لها.
(1) كذا بالأصل و (ب)، وتخصيص أحد من الصحابة- رضي الله عنهم أجمعين- بالتسليم غير
مشروع، بل فيه مشابهة لأهل البدع.
(2)
زيادة من (ب) و"التحقيق".
ومتى قلنا: أنَّه قد كان له يوم إسلامه خمس عشرة، صار عمره ثمانيًا وستين، ولم يقل هذا أحدٌ.
ز: قوله: (ومات لها حسن) غلطٌ، فإنَّ الصحيح أنَّه لم يبلغ الخمسين.
وقد روى غير واحد عن أبي جعفر محمَّد بن علي قال: مات الحسن بن علي وهو ابن سبع وأربعين سنة.
والدليل على صحَّة إسلام الصبيِّ:
2605 -
ما رواه البخاريُّ في "صحيحه" عن أنس قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبيَّ-صلى الله عليه وسلم، مرض، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له:" أسلم ". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم.
فأسلم، فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول:" الحمد لله الذي أنقذه بي من النار "(1).
ولأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عرض الإسلام على ابن صيَّادٍ وهو غلامٌ لم يبلغ، وقال:" من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة ".
والمنصوص عن الإمام أحمد صحَّة إسلام ابن سبع سنين، قال إسحاق ابن إبراهيم بن هانئ: سألت أبا عبد الله عن غلامٍ له أبوان يهوديَّان، فأسلم، وهو ابن سبع سنين، قال: قال: " مروا صبيانكم بالصلاة لسبع، واضربوهم
لعشر سنين ". فإذا بلغ سبعًا جاز إسلامه، ويجبر على الإسلام إذا كان أحد أبويه مسلمًا (2).
(1)"صحيح البخاري": (2/ 338)؛ (فتح- 3/ 219 - رقم: 1356).
(2)
"المسائل": (1/ 218 - ر قم: 1061).
وقال صالح بن أحمد: قال أبي: إذا بلغ اليهوديُّ والنصرانيُّ سبع سنين، ثُمَّ أسلم، جبر على الإسلام (1).
وقال أبو بكر عبد العزيز: ثنا أحمد بن محمَّد ثنا محمَّد بن جعفر ثنا أبو الحارث قال: قيل لأحمد: إن غلامًا صغيرًا أقرَّ بالإسلام، شهد أن لا إله إلا الله، محمَّدًا رسول الله، وهو صغيرٌ لم يدرك، ثم رجع عن الإسلام، يجوز
إسلامه وهو صغير؟ قال: نعم، إذا أتى له سبع سنين ثم أسلم، جبر على الإسلام، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"علِّموهم الصلاة لسبع سنين "، فإذا رجع عن الإسلام انتظر به حتَّى يبلغ، فإن أقام على رجوعه عن الإسلام فحكمه حكم المرتدين، ان أسلم وإلا قتل (2) O.
*****
(1)" الجامع" للخلال: (1/ 108 - رقم: 100 - قسم أهل الملل).
(2)
هو في "الجامع" للخلال: (1/ 110 - رقم: 106 - قسم أهل الملل).