الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة (772): يحلُّ أكل السمك الطافي
.
وقال أبو حنيفة: لا يحلُّ.
3130 -
قال الإمام أحمد: حدَّثنا حسن بن موسى ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمَّر علينا أبا عبيدة، وزوَّدنا جرابًا من تمر، لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، فرفع لنا على سعاحل البحر على هيئة الكثيب الضخم، فإذا هو دابة تدعى العنبر، فأكلنا منها حتَّى سمنا، فلمَّا قدمنا أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا ذلك له، فقال:" هل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ ". فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكله (1).
أخرجه مسلمٌ في "صحيحه"(2).
احتجُّوا بحديث، وله ثلاث طرق:
3131 -
الطريق الأوَّل: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم البزَّاز ثنا الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بن عيَّاش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " كلوا ما حسر عنه البحر، وما ألقى، وما وجدتموه ميِّتًا أو طافيًا فوق الماء فلا تأكلوه ".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرَّد به عبد العزيز عن وهب، وعبد العزيز ضعيفٌ لا يحتجُّ به (3).
وقال أحمد: هو ضعيفٌ، والحديث ليس بصحيحٍ.
(1)"المسند": (3/ 311 - 312).
(2)
"صحيح مسلم": (6/ 61)؛ (فؤاد- 3/ 1535 - 1536 - رقم: 1935).
(3)
"سنن الدارقطني": (4/ 267 - 268).
وقال النسائيُّ: هو متروكٌ (1).
3132 -
الطريق الثاني: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وحدَّثنا أبو بكر النيسابوريُّ ثنا محمَّد بن عليٍّ الكوفيُّ ثنا أبو أحمد الزبيريُّ ثنا سفيان الثوريُّ عن أبي الزبير عن جابر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " إذا طفا فلا تأكله، وإذا جهر عنه فكله، وما كان على حافتيه فكله "(2).
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: لم يسنده عن الثوريِّ غير أبي أحمد، ورواه وكيع وعبد الرزَّاق ومؤمَّل وغيرهم عن الثوريِّ موقوفًا (3).
وكذلك رواه أيُّوب السَّختيانيُّ وعبيد الله بن (4) عمر وابن جريج وزهير وحمَّاد بن سلمة وغيرهم عن أبي الزبير موقوقًا.
ولا يصحُّ رفعه (5).
ز: رواه الطبرانيُّ عن عليِّ بن إسحاق الأصبهانيِّ عن نصر بن عليٍّ عن أبي أحمد، وقال: لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلا أبو أحمد (6).
وقال البيهقيُّ: هو واهمٌ فيه (7) O.
3133 -
الطريق الثالث: قال أبو داود: حدَّثنا أحمد بن عبدة (8) ثنا
(1) انظر: "الضعفاء" لابن الجوزي: (2/ 110 - رقم: 1955).
(2)
"سنن الدارقطني": (4/ 268).
(3)
في "سنن الدارقطني": (وهو الصواب).
(4)
في (ب): (عن) خطأ.
(5)
"سنن الدارقطني": (4/ 268).
(6)
ومن طريق الطبراني رواه البيهقي في "سننه": (9/ 255).
(7)
المرجع السابق.
(8)
في (ب)(عبيدة) خطأ.
يحيى بن سليم الطائفيُّ ثنا إسماعيل بن أميَّة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ألقى البحر، أو جزر عنه، فكلوه: وما مات فيه وطفا، فلا تأكلوه ".
وفي هذه الطريق: إسماعيل بن أميَّة، وهو متروكٌ.
قال أبو داود: وقد رواه سفيان وأيُوب وحمَّاد عن أبي الزبير، فوقفوه على جابر (1).
ز: رواه ابن ماجة عن أحمد بن عبدة (2).
وقال البيهقيُّ: يحيى بن سليم الطائفيُّ كثير الوهم، سيء الحفظ، وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أميَّة موقوفًا (3).
وقال غيره: رواه إسحاق بن عبد الواحد الموصليُّ عن يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أميَّة عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم (4).
وقول المؤلف في إسماعيل بن أميَّة: (هو متروكٌ) وهمٌ فاحشٌ، فإنَّه مجمعٌ على ثقته! وهو إسماعيل بن أميَّة القرشيُّ، الأمويُّ، المكيُّ، ابن عم أيُّوب بن موسى، وقد روى له البخاريُّ (5) ومسلمٌ (6) في "صحيحيهما".
وأمَّا المتروك: فآخر غيره، وليس هو في طبقته، والله أعلم.
(1)"سنن أبي داود": (4/ 303 - 304 - رقم: 3809).
(2)
"سنن ابن ماجة": (2/ 1081 - رقم: 3247).
وفي (ب): (عبيدة) خطأ.
(3)
"سنن البيهقي": (9/ 256).
(4)
انظر: "تحفة الأشراف" للمزي: (2/ 287 - رقم: 2657).
(5)
"التعديل والتجريح" للباجي: (1/ 365 - رقم: 64).
(6)
"رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (1/ 56 - رقم: 67).
وقال أبو زكريا النوويُّ: وأما الحديث المروي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما طفاه البحر أو جزر عنه (1)، فكلوه؟ وما مات فيه فطفا، فلا تأكلوه " فحديثٌ ضعيفٌ باتفاق أئمة الحديث (2).
3134 -
وقد روى الترمذيُّ عن الحسين بن يزيد عن حفص بن غياث عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " ما اصطدتموه وهو حيٌّ فكلوه، وما وجدتم (3) ميِّتًا طافيًا فلا تأكلوه ".
قال أبو عيسى: سألت محمَّدا عن هذا الحديث، فقال: ليس هذا بمحفوظ، ويروى عن جابر خلاف هذا، ولا أعرف لابن أبي ذئب عن أبي الزبير شيئًا (4).
وقال أبو داود: وقد أسند هذا الحديث أيضًا من وجه آخر ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم (5).
ومراده هذا الذي ذكره الترمذيُّ.
قال البيهقيُّ: وقد رواه أيضًا يحيى بن أبي أنيسة عن أبي الزبير مرفوعًا، ويحيى متروكٌ، لا يحتجُّ به (6).
(1) في " شرح مسلم ": (ما ألقاه البحر وجزر عنه).
(2)
" شرح مسلم "(13/ 86 - 87).
(3)
في "العلل الكبير": (وما وجدتموه).
(4)
"العلل الكبير": (ترتيبه- ص: 242 - رقم: 439).
(5)
"سنن أبي داود": (4/ 304 - رقم: 3809).
(6)
هنا جملة زائدة في مطبوعة "سنن البيهقي" يبدو- والله أعلم- أنها سقطت من الأصل بسبب انتقال النظر، وهي:(ورواه عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر مرفوعًا، وعبد العزيز ضعيف لا يحتج به).