الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسائل السير
مسألة (737): لا يستعان في الحرب بكافر
.
وقال أبو حنيفة والشافعيُّ: يستعان بهم، إلا أنَّ الشافعيَّ يشترط أن يكون بالمسلمين حاجة إليهم، وأن يكون من يستعان به منهم حسن الرأي في المسلمين.
لنا حديثان:
3046 -
الحديث الأوَّل: قال الإمام أحمد: حدَّثنا أبو المنذر إسماعيل ابن عمر ثنا مالك بن أنس عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن نيار الأسلميِّ عن عروة عن عائشة أنَّ رجلاً تبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتبعتك لأصيب معك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تؤمن بالله ورسوله؟ ". قال: لا.
قال: فإنَّا لا نستعين بمشركٍ. فقال له في المرَّة الثانية: " تؤمن بالله ورسوله؟ ".
قال: نعم. قال: " فانطلق ". فتبعه (1).
انفرد بإخراجه مسلمٌ (2).
ز: كان فيه: (إسماعيل بن عمرو) وإنَّما هو: ابن عمر الواسطيُّ، نزيل بغداد، وكان من الثقات الصالحين O.
(1)" المسند": (6/ 67 - 68).
(2)
"صحيح مسلم": (5/ 200 - 201)؛ (فؤاد- 3/ 1449 - 1450 - رقم: 1817)
3047 -
الحديث الثاني: قال أحمد: حدَّثنا يزيد أنا مستلم بن سعيد الثقفيُّ (1) ثنا خبيب بن (2) عبد الرحمن عن أبيه عن جدِّه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزوا- أنا ورجل من قومي، ولم نسلم، فقلنا: إنَّا نستحي أن يشهد قومنا مشهدًا لا نشهده معهم! قال: " أو أسلمتما؟ ". قلنا: لا.
قال: " فإنا لا نستعين بالمشركين في المشركين ". فأسلمنا، وشهدنا معه (3).
ز: هذا الحديث لم يخرِّجوه، وقد رواه أحمد بن منيع وأبو بكر بن أبي شيبة (4) وأخوه عثمان عن يزيد بن هارون (5).
. ومستلم: ثقةٌ.
وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف: من الثقات الأثبات O.
احتجُّوا:
3048 -
بما رواه أبو داود في " المراسيل "، قال: حدَّثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهريِّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه استعان بناس من اليهود في حربه، فأسهم لهم (6).
3049 -
قال أبو داود: وحدَّثنا هنَّاد ثنا القَعْنَبِيُّ ثنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح عن ابن شهاب أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسهم ليهود كانوا غزوا معه، مثل سهام المسلمين (7).
(1) أقحمت هنا في مطبوعة "المسند": (عن عباد) وهي غير موجودة في طبعة الرسالة. (2) في مطبوعة "المسند": (عن) خطأ، وفي "التحقيق":(حبيب بن) خطأ أيضًا.
(3)
"المسند": (3/ 454).
(4)
" مصنف ابن أبي شيبة ": (6/ 487 - رقم: 33159).
(5)
رواه الطبراني في " الكبير ": (4/ 223 - رقم: 4194) من طريق ابني أبي شيبة.
(6)
" المراسيل ": (ص: 224 - رقم: 281).
(7)
" المراسيل ": (ص: 224 - رقم: 282) وانظر ما يأتي في كلام المنقح.
والجواب:
أنَّ هذا حديث مرسلٌ، فلا يقاوم أحاديثنا المتصلة الصحاح.
ز: كذا فيه: (ثنا هناد ثنا القَعْنَبِيُّ) وهو خطأٌ، وإنَّما رواه أبو داود عن هنَّاد والقَعْنَبِيِّ كلاهما عن ابن المبارك وعبدة، وزاد هنَّاد: مثل سهام المسلمين.
3050 -
وقال الترمذيُّ: وقد روي عن الزهريِّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسهم لقوم من اليهود قاتلوا معه. حدَّثنا بذلك قتيبة بن سعيد ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عزرة (1) بن ثابت عن الزهريِّ بهذا (2).
3051 -
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا حفص عن ابن جريج عن الزهريِّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا بناس من اليهود، فأسهم لهم (3).
ومراسيل الزهريِّ ضعيفةٌ، وقد كان يحيى القطَّان لا يرى إرسال الزهريِّ وقتادة شيئًا، ويقول: هو بمنزلة الريح. ويقول: هؤلاء قوم حفَّاظ، كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه (4). وروى الدُّوريُّ عن يحيى بن معين قال: مراسيل
الزهريِّ ليس بشيء (5).
3052 -
وقد روى الحسن بن عمارة- وهو متروك- عن الحكم عن مقسم عن ابن عبَّاس قال: استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهود قينقاع، ورضخ لهم، ولم يسهم لهم.
والله أعلم O.
*****
(1) في (ب): (عروة) خطأ.
(2)
"الجامع": (3/ 218 - رقم: 1558 م).
(3)
" المصنِّف ": (6/ 487 - رقم: 33163).
(4، 5)" المراسيل " لابن أبي حاتم: (ص: 3 - رقمي: 1، 2).