الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه. والصبر صبران، أحدهما أفضل من الآخر: الصبر عند المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عمّا نهاك الله عنه
(1)
. (ز)
تفسير الآية، والنسخ فيها
60048 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} ، قال: بِلا إله إلا الله
(2)
.
(11/ 558)
60049 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} ، يقول: مَن أدّى منهم الجزيةَ فلا تقولوا لهم إلا حسنًا
(3)
. (ز)
60050 -
عن سعيد بن جبير -من طريق سالم- {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} ، قال: أهل الحرب، مَن لا عهد له، جادِلْه بالسيف
(4)
. (ز)
60051 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن مجاهد-: {إلا الذين ظلموا} وقالوا: إنّ مع الله إلهًا آخر، أو له نِدٌّ، أو له شريك
(5)
. (ز)
60052 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق عاصم بن حكيم-: {إلا الذين ظلموا} وقالوا: إن مع الله إلهًا آخر. وليس له نِدٌّ ولا شريك
(6)
. (ز)
60053 -
عن مجاهد بن جبر: {إلا الذين ظلموا} مَن أقام على الشرك منهم ولم يؤمن
(7)
. (ز)
60054 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} ، قال: الذين قالوا: مع الله
(1)
أخرجه يحيى بن سلّام 2/ 632.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3069.
(4)
أخرجه ابن جرير 18/ 419، والهروي في ذم الكلام وأهله 2/ 110 بلفظ: أهل الحرب ادعوهم، فإن أبوا فجادلوهم بالسيف.
(5)
أخرجه يحيى بن سلّام 2/ 634.
(6)
أخرجه يحيى بن سلّام 2/ 634.
(7)
علقه يحيى بن سلّام 2/ 634.
إله، أو له ولد، أو له شريك، أو يد الله مغلولة، أو الله فقير ونحن أغنياء، أو آذى محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهم أهل الكتاب
(1)
. (11/ 558)
60055 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} ، قال: لا تقاتلوا إلا مَن قاتل ولم يُعطِ الجزيةَ، ومَن أدّى منهم الجزية فلا تقولوا لهم إلا حسنًا
(2)
. (11/ 558)
60056 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصيف- في قوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} ، قال: كان ناسٌ مِن الأنصار يسترضعون لأولادهم في اليهود، فكانوا يجادلونهم، ويذكرون لهم الإسلام؛ فأنزل الله:{لا إكراه في الدين} [البقرة: 256]
(3)
. (ز)
60057 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} قال: إن قالوا شرًّا فقولوا خيرًا، {إلا الذين ظلموا منهم} فانتَصِروا منهم
(4)
. (11/ 558)
60058 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} ، قال: نهى عن مجادلتهم في هذه الآية، ثم نسخ ذلك فقال:{قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} [التوبة: 29]
(5)
، ولا مجادلة أشد من السيف
(6)
. (11/ 559)
60059 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ: يعني: من آمن
(7)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 18/ 418، وإسحاق البستي في تفسيره ص 71 بنحوه، وابن أبي حاتم 9/ 3070 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي.
(2)
أخرجه ابن جرير 18/ 418، وابن أبي حاتم 9/ 3069. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر. وأخرج سفيان الثوري أوله ص 235 من طريق خُصيف.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3068.
(4)
أخرجه ابن جرير 18/ 418، وابن أبي حاتم 9/ 3069. وعزاه السيوطي إلى الفريابي.
(5)
عند ابن جرير 18/ 420: قال: ثم نسخ بعد ذلك، فأمر بقتالهم في سورة براءة. دون ذكر الآية، وعند ابن أبي حاتم 9/ 3068 قال: نسختها {فاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: 5].
(6)
أخرجه يحيى بن سلّام 2/ 633، وابن جرير 18/ 420، وابن أبي حاتم 9/ 3068. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف. وزاد يحيى بن سلّام 2/ 633 في أوله: {إلا بالتي هي أحسن} ، قال: أي: بكتاب الله. وزاد ابن جرير في آخره 18/ 420: أن يقاتلوا حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يُقِرُّوا بالخراج.
(7)
علقه يحيى بن سلّام 2/ 634.
60060 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولا تجادلوا} يعني: النبي صلى الله عليه وسلم وحده {أهْلَ الكتاب} ألبتة؛ يعني: مؤمنيهم عبد الله بن سلام وأصحابه، {إلاَّ بالتي هِيَ أحْسَنُ} فيها تقديم، يقول: جادلهم؛ قل لهم بالقرآن، وأخبرهم عن القرآن. نَسَخَتْها آيةُ السيف في براءة، فقال تعالى:{قاتِلُواْ الذين لا يُؤْمِنُونَ بالله ولا باليوم الآخر} [التوبة: 29]
(1)
. (ز)
60061 -
عن سفيان بن حسين -من طريق عباد بن العوام- في قوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} ، قال: التي هي أحسن {وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} ، فهذه مجادلتهم بالتي هي أحسن
(2)
. (11/ 558)
60062 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} ، قال: ليست بمنسوخة، لا ينبغي أن تُجادِل من آمن منهم، لعلهم يُحْدِثون شيئًا في كتاب الله لا تعلمه أنت، فلا تجادله، ولا ينبغي أن تجادل {إلا الذين ظلموا} المقيم منهم على دينه. فذلك الذي يُجادَل، ويقال له بالسيف. قال: وهؤلاء يهود. قال: ولم يكن بدار الهجرة من النصارى أحد، إنما كانوا يهودًا، هم الذي كلَّموا وحالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغدرت النضير يوم أحد، وغدرت قريظة يوم الأحزاب
(3)
. (ز)
60063 -
عن يحيى بن سلّام في قوله عز وجل: {إلا الذين ظلموا منهم} ، قال بعضهم: مَن قاتلك ولم يعطك الجزية، يعني:[إذا] أُمر بجهادهم. وإنما أمر بجهادهم بالمدينة، وهذه الآية مكية
(4)
[5057]. (ز)
[5057] اختُلِف في المراد بـ «الذين ظلموا» في قوله تعالى: {ولا تُجادِلُوا أهْلَ الكِتابِ إلّا بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ إلّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُمْ} ، وهل الآية ثابتة، أم منسوخة؟ على ثلاثة أقوال: أولها: أنّ المراد بهم: الذين لم يؤدُّوا الجزية مِن أهل الكتاب، وحاربوا المسلمين، والمعنى: ولا تجادلوا أهل الكتاب مِن اليهود والنصارى إلا بالتي هي أحسن، إلا المحاربين الذين لم يؤدُّوا الجزية، فأولئك ينبغي جدالهم بالسيف حتى يسلموا، أو يعطوا الجزية. وهذا قول مجاهد. والثاني: أنّ المراد بهم: المقيمون على كفرهم مِن أهل الكتاب، والمعنى: ولا تجادلوا مَن آمن مِن أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، ثم استثنى مِن ذلك مَن بقي على كفره مِن أهل الكتاب بعد قيام الحجة عليهم. والآية على هذا محكمة غير منسوخة. وهذا قول ابن زيد. والثالث: أنّ المراد بهم: مَن ظَلَمَ المؤمنين بقول أو فِعْل، والمعنى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، ثم استثنى مِن المجادلة بالحسنى مَن ظَلَمَ المؤمنين بقول أو فِعْل، ثم نُسِخَ ذلك بآية القتال والجزية. وهذا قول قتادة.
ورجَّحَ ابنُ جرير (18/ 420 - 421) القولَ الأولَ، وانتَقَدَ القولَ الثانيَ استنادًا إلى الدلالة العقلية، وقال:«إنما قلنا: ذلك أولى الأقوال فيه بالصواب؛ لأن الله -تعالى ذِكْرُه- أذِن للمؤمنين بجدال ظلمة أهل الكتاب بغير الذي هو أحسن بقوله: {إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُمْ}، فمعلوم -إذ كان قد أذن لهم في جدالهم- أنّ الذين لم يُؤذَن لهم في جدالهم إلا بالتي هي أحسن غيرُ الذين أذن لهم بذلك فيهم، وأنهم غير المؤمنين؛ لأن المؤمن منهم غير جائز جداله إلا في غير الحقّ؛ لأنه إذا جاء بغير الحق فقد صار في معنى الظَلَمة في الذي خالف فيه الحقّ، فإذ كان ذلك كذلك تبيَّن أن لا معنى لقول مَن قال: عنى بقوله: {ولا تُجادِلُوا أهْلَ الكِتابِ} أهل الإيمان منهم» .
ورجَّحَ ابنُ عطية (6/ 651) القولَ الثالثَ استنادًا إلى أحوال النُّزول، فقال:«الذي يَتَوَجَّه في معنى الآية إنما يتضح في معرفة الحال في وقت نزول الآية، وذلك أن السورة مكية من بعد الآيات العشر الأول، ولم يكن في ذلك الوقت قتال مفروض، ولا طلب جزية، ولا غير ذلك، وكانت اليهود بمكة وفيما جاورها، فربما وقع بينهم وبين بعض المؤمنين جدال واحتجاج في أمر الدين وتكذيب، فأمر الله تعالى المؤمنين ألا يجادلوهم بالمحاجّة إلا بالحسنى، دعاء إلى الله تعالى وملاينة، ثم استثنى مَن ظلم منهم المؤمنين إما بفعل، وإما بقول، وإما بإذاية محمد صلى الله عليه وسلم، وإما بإعلان كُفْر فاحش كقول بعضهم: عزير ابن الله، ونحو هذا، فإن هذه الصفة استثني لأهل الإسلام معارضتها بالخروج معها عن التي هي أحسن، ثم نسخ هذا بَعْدُ بآية القتال والجزية» .
وانتَقَدَ ابنُ جرير (18/ 421) القول بالنسخ؛ لعدم ورود دليل به، فقال:«لا معنى لقول مَن قال: نزلت هذه الآية قبل الأمر بالقتال. وزعم أنها منسوخة؛ لأنه لا خبر بذلك يقطع العذر، ولا دلالة على صحته من فطرة عقل» .
ونحا ابنُ تيمية (5/ 110 - 112) منحى ابن جرير في اختياره قول مجاهد، وانتقاده القولَ بالنسخ.
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 385.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3069.
(3)
أخرجه ابن جرير 18/ 419، وابن أبي حاتم 9/ 3068 من طريق أصبغ بن الفرج. وفي تفسير الثعلبي 7/ 284:{إلا الذين ظلموا منهم} بالإقامة على كفرهم بعد قيام الحجة عليهم.
(4)
تفسير يحيى بن سلّام 2/ 633.