الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
61975 -
عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أُحد مرَّ على مصعب بن عمير وهو مقتول، فوقف عليه، ودعا له، ثم قرأ:{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} . ثم قال: «أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فائْتُوهم، وزُوروهم، فوالذي نفسي بيده، لا يُسَلِّم عليهم أحدٌ إلى يوم القيامة إلا رَدُّوا عليه»
(1)
. (12/ 7)
61976 -
عن أبي ذرٍّ، قال: لَمّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد مرَّ على مصعب بن عمير مقتولًا على طريقه، فقرأ:{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}
(2)
.
61977 -
عن خباب، مثله
(3)
. (12/ 8)
61978 -
عن عائشة، قالت: دخل طلحةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:«يا طلحةُ، أنت مِمَّن قضى نحبه»
(4)
. (12/ 9)
61979 -
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«مَن سرَّه أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة»
(5)
. (12/ 9)
(1)
أخرجه الحاكم 2/ 271 (2977).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . وقال الذهبي في التلخيص: «أنا أحسبه موضوعًا» . وقال ابن كثير في البداية 5/ 441: «حديث غريب، وروي عن عبيد بن عمير مرسلًا» . وقال الألباني في الضعيفة 11/ 365 (5221): «ضعيف» .
(2)
أخرجه الحاكم 3/ 200، والبيهقي في الدلائل 3/ 284 - 285.
وصححه الحاكم.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أخرجه الحاكم 2/ 450 (3557)، 3/ 424 (5611).
قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . وقال الذهبي في التلخيص: «بل إسحاق بن يحيى بن طلحة متروك، قاله أحمد» . وقال في الموضع الثاني: «صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» . وقال ابن حجر في المطالب العالية 15/ 697 (3870): «إسحاق فيه ضعف» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 7/ 148 (6536): «رواه إسحاق بسند ضعيف؛ لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله» . وقال الألباني في الصحيحة 1/ 246: «ومع ضعفه الشديد فقد اضطرب في إسناده» .
(5)
أخرجه أبو يعلى في مسنده 8/ 301 (4898)، والطبراني في الأوسط 9/ 149 (9382). وأورده الثعلبي 8/ 24.
قال الطبراني: «لم يروِ هذا الحديثَ عن معاوية بن إسحاق إلا صالحُ بن موسى» . وقال الهيثمي في المجمع 9/ 148 (14812): «وفيه صالح بن موسى، وهو متروك» . وحسّنه الألباني في الصحيحة 1/ 245 (125) بشواهده.
61980 -
عن جابر بن عبد الله، مثله
(1)
. (12/ 9)
61981 -
عن طلحة: أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابيٍّ جاهِل: سله عمَّن قضى نحبه مَن هو؟ وكانوا لا يجترِئون على مسألته؛ يُوقِّرُونه ويهابونه، فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، ثم إني اطَّلعت مِن باب المسجد، فقال:«أين السائلُ عمَّن قضى نحبه؟» . قال الأعرابيُّ: أنا. قال: «هذا مِمَّن قضى نحبه»
(2)
. (12/ 8)
61982 -
عن طلحة، قال: لَمّا رجع النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن أُحد صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قرأ هذه الآية:{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الآية كلها. فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، مَن هؤلاء؟ فأقبلتُ، فقال:«أيها السائل، هذا منهم»
(3)
[5216]. (12/ 8)
[5216] استدل ابنُ عطية (7/ 107) بهذا الأثر على أن النَّحْب ليس مِن شروطه الموت، فقال:«وقالت فرقة: الموصوفون بقضاء النحب هم جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفوا بعهود الإسلام على التمام، فالشهداء منهم، والعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة منهم، إلى من حصل في هذه المرتبة ممن لم ينص عليه، ويصحح هذه المقالة ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على المنبر، فقال له أعرابي: يا رسول الله، من الذي قضى نحبه؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة، ثم دخل طلحة بن عبيد الله على باب المسجد وعليه ثوبان أخضران، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين السائل؟» . فقال: ها أنا ذا، يا رسول الله. قال:«هذا مِمَّن قضى نحبه» . فهذا دليل على أن النحب ليس من شروطه الموت».
_________
(1)
أخرجه الترمذي 6/ 305 - 306 (4072).
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت، وقد تكلَّم بعض أهل العلم في الصلت بن دينار وضعفه، وتكلموا في صالح بن موسى» . وأورده الألباني في الصحيحة 1/ 249 (126).
(2)
أخرجه الترمذي 5/ 420 - 421 (3481)، 6/ 307 (4075)، وابن جرير 19/ 66.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» . وقال الألباني في الصحيحة 1/ 247: «وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم، غير أن طلحة بن يحيى تكلَّم فيه بعضهم من أجل حفظه، وهو مع ذلك لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن» .
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 117 (217)، وأبو نعيم في الحلية 1/ 87 - 88، 13/ 397، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 394 - ، من طريق سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة به.
إسناده ضعيف؛ فيه سليمان بن أيوب الطلحي الكوفي، صاحب مناكير وقد وثّق، وقال ابن عدي:«عامة أحاديثه لا يتابع عليها» . كما في لسان الميزان 4/ 131.
وأخرجه ابن جرير 19/ 67، من طريق سليمان بن أيوب، قال: حدثني أبي، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمِّه موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبد الله به.
إسناده ضعيف؛ فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال عنه ابن حجر في التقريب (390):«ضعيف» .
61983 -
عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «طلحة ممن قضى نحبه»
(1)
. (12/ 8)
61984 -
عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: دخل طلحة بن عبيد الله على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:«يا طلحة، أنت مِمَّن قضى نحبَه»
(2)
. (12/ 9)
61985 -
عن عيسى بن طلحة، قال: دخلتُ على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة، وهي
(3)
تقول لأمها أسماء
(4)
: أنا خير منك، وأبي خير من أبيك. فجعلت أسماء تشتمها وتقول: أنتِ خير مِنِّي؟! فقالت عائشة: ألا أقضي بينكما؟ قالت: بلى. قالت: فإنّ أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له:«أنت عتيق الله مِن النار» . قالت: فمِن يومئذ سُمِّي: عتيقًا، ثم دخل طلحة فقال:«أنت -يا طلحة- مِمَّن قضى نحبه»
(5)
. (12/ 11)
61986 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- {فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} قال: الموت على ما عاهدوا الله عليه، {ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ} الموتَ على ذلك
(6)
. (12/ 10)
(1)
أخرجه الترمذي 5/ 419 - 420 (3480)، 6/ 306 (4073)، وابن ماجه 1/ 91 - 92 (126، 127)، وابن جرير 19/ 66.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث معاوية إلا من هذا الوجه، وإنما روي هذا عن موسى بن طلحة، عن أبيه» . وقال الطبراني في الأوسط 5/ 178 (5000): «لا يروى هذا الحديث عن معاوية إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق بن يحيى بن طلحة» .
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه 25/ 82.
قال ابن عساكر: «قال ابن منده: هذا حديث غريب بهذا الإسناد» . قلت: وقد تقدّم في الحديث السابق ضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة، وسيأتي في الحديث الآتي أيضًا.
(3)
يعني: عائشة بنت طلحة بن عبيد الله.
(4)
كذا في الدر المنثور ومصدر التخريج، وهو وهم؛ لأن أم عائشة بنت طلحة بن عبيد الله هي أم كلثوم بنت أبي بكر، كما في ترجمة عائشة بنت طلحة في تهذيب الكمال 25/ 237.
(5)
أخرجه الحاكم 3/ 424 (5611).
قال الحاكم: «صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 7/ 148 (6536): «رواه إسحاق بسند ضعيف؛ لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله» . وقال ابن حجر في المطالب العالية 15/ 697 (3870): «إسحاق فيه ضعف» . وقال الألباني في الصحيحة 1/ 246: «ومع ضعفه الشديد فقد اضطرب في إسناده» .
(6)
أخرجه ابن جرير 19/ 64. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
61987 -
عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {قَضى نَحْبَهُ} . قال: أجله الذي قُدّر له. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد:
ألا تَسْألانِ المرء ماذا يحاول
…
أنَحْبٌ فيُقْضى أم ضلال وباطل
(1)
. (12/ 10)
61988 -
عن عبيد بن عمير -من طريق قطن بن وهب- قال: لَمّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مرَّ على مصعب بن عمير مقتولًا على طريقه، فقرأ:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} الآية
(2)
. (ز)
61989 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} قال: عهده، فقُتل أو عاش، {ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ} يومًا فيه جهاد فيقضى نحبه -يعني: عهده- بقتالٍ أو صدقٍ في لقاء
(3)
. (12/ 10)
61990 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- قوله: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} قال: يوم الجهاد للنبي صلى الله عليه وسلم {نحبه} عهده بقتال أو صدق في لقاء
(4)
. (ز)
61991 -
قال يحيى بن سلّام: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} حيث بايعوه على أن لا يَفِرُّوا، وصدقوا في لقائهم العدوَّ، وذلك يوم أُحد =
61992 -
{فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} تفسير مجاهد: عهده فقُتل أو عاش {ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ} يومًا فيه قتال فيقْضِي نحبه، عهده، فيُقتل أو يصدُق في لقائه، وبعضهم يقول:{فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} أجله، يعني: من قُتل يومئذ: حمزة وأصحابه {ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ} أجله {وما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} كما بدل المنافقون
(5)
[5217]. (ز)
[5217] ذكر ابنُ كثير (11/ 134) ما جاء في قول يحيى أنّ النحب: الأجل، والقول بأنه العهد، ثم علّق عليه بقوله:«وهو يرجع إلى الأول» .
_________
(1)
أخرجه الطستي -كما في الإتقان 2/ 83 - .
(2)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 107 - 108، وهو مرسل.
(3)
تفسير مجاهد (549)، وأخرجه ابن جرير 19/ 62 - 63. وعلَّقه يحيى بن سلام 2/ 710. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وعند ابن جرير 19/ 64 من طريق سعيد بن مسروق: النحب: العهد، ومن طريق سفيان: مات على العهد.
(4)
أخرجه إسحاق البستي ص 120.
(5)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 710.
61993 -
عن الحسن البصري -من طريق عوف- قوله: {فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} قال: موته على الصدق والوفاء، {ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ} الموت على مثل ذلك، ومنهم مَن بدَّل تبديلًا
(1)
. (ز)
61994 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} على الصدق والوفاء، {ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ} من نفسه الصدق والوفاء، {وما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} يقول: ما شكُّوا، ولا ترددوا في دينهم، ولا استبدلوا به غيره
(2)
. (ز)
61995 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ: {فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} ، يعني: أتَمَّ أجلَه
(3)
. (ز)
61996 -
عن يزيد بن رومان -من طريق بن إسحاق-: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} أي: وفَّوا الله بما عاهدوه عليه، {فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} أي: فرغ من عمله، ورجع إلى ربه، كمن استُشهد يوم بدر ويوم أُحد، {ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ} ما وعد الله مِن نصره، أو الشهادة على ما مضى عليه أصحابُه
(4)
. (ز)
61997 -
عن خصيف -من طريق زهير- في قوله: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} ، قال: ينتظر الموت
(5)
. (ز)
61998 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم نعت المؤمنين، فقال:{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} ليلة العقبة بمكة، {فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} يعني: أجله، فمات على الوفاء، يعني: حمزة وأصحابه؛ قُتلوا يوم أُحد رضي الله عنهم، {ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ} يعني: المؤمنين مَن ينتظر أجله على الوفاء بالعهد، {وما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} وما بدلوا العهد تبديلًا، كما بدَّل المنافقون
(6)
. (ز)
61999 -
عن محمد بن إسحاق - من طريق وهب بن جرير، عن أبيه-:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} يعني: مَن مضى مِن أصحاب رسول الله صلى الله وسلم على الشهادة والاستقامة، {ومنهم من ينتظر وما بدّلو تبديلا}
(7)
. (ز)
62000 -
قال محمد بن إسحاق: {فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ} من استُشهد يوم بدر
(1)
أخرجه ابن جرير 19/ 63. وأخرج أوله عبد الرزاق 2/ 114 من طريق معمر بلفظ: قضى أجله على الوفاء والصدق.
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 64، 67.
(3)
علَّقه يحيى بن سلام 2/ 710.
(4)
أخرجه ابن جرير 19/ 62.
(5)
أخرجه إسحاق البستي ص 120.
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 484.
(7)
أخرجه إسحاق البستي ص 119.