الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(27)}
قراءات:
61121 -
عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قرأ:{والبَحْرُ يَمُدُّهُ} رفع
(1)
[5149]. (11/ 659)
نزول الآية:
61122 -
عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول. فقال رجل: يا محمد، تزعم أنّك أُوتِيت الحِكمة، وأوتيت القرآن، وأوتينا التوراة. فأنزل الله:{ولَوْ أنَّما فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ} ، وفيه يقول: علم الله أكثر من ذلك، وما أوتيتم مِن العلم فهو كثير لكم لقولكم، قليل عندي
(2)
. (11/ 658)
61123 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير-: أنّ أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة: يا محمد، أرأيت قولك:{وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} ، إيّانا تريدُ أم قومك؟ فقال:«كُلًّا» . فقالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنّا قد أوتينا التوراة وفيها تِبيان كل شيء؟ فقال: «إنها في علم الله قليل» . فأنزل الله في ذلك: {ولَوْ أنَّما فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ
[5149] علَّق ابنُ جرير (18/ 574) على قراءة {والبَحْرُ يَمُدُّهُ} بالرفع، وقراءة النصب بقوله:«وبأيتهما قرأ القارئ فمصيب عندي» .
_________
(1)
أخرجه الحاكم 2/ 271 (2976).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» . ووافقه الذهبي في التلخيص.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها العشرة ما عدا أبا عمرو البصري، ويعقوب؛ فإنهما قرآ:«والبَحْرَ» بالنصب. انظر: النشر 2/ 347، والإتحاف ص 448.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
كَلِماتُ اللَّهِ}
(1)
[5150]. (11/ 656)
61124 -
عن عبد الله بن عباس، قال: اجتمعت اليهود في بيت، فأرسلوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنِ ائتنا. فجاء، فدخل عليهم، فسألوه عن الرجم. فقال:«أخبِروني بأعلمكم» . فأشاروا إلى ابن صوريا الأعور، قال:«أنت أعلمهم؟» . قال: إنهم يزعمون ذاك. قال: «فنشدتك بالمواثيق التي أُخذت عليكم، وبالتوراة التي أُنزلت على موسى، ما تجدون في التوراة؟» . قال: لولا أنك نشدتني بما نشدتني به ما أخبرتُك؛ أجد فيها الرجم. قال: فقضى عليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالرجم. قال: فنزلت عليه: {وكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللَّهِ} [المائدة: 43]. قال: فقرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: صدقت، يا محمد، عندنا التوراة فيها حكم الله. فكانوا قبل ذلك لا يظفرون مِن النبي صلى الله عليه وسلم بشيء، قال: فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، فاجتمعوا في ذلك البيت، فقال رئيسهم: يا معشر اليهود، لقد ظفرتم بمحمدٍ، فأرسلوا إليه. فجاء فدخل عليهم، فقالوا: يا محمد، ألست أنت أخبرتنا أنه أنزل عليك:{وكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللَّهِ} ثم تخبرنا أنه أنزل عليك: {وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} فهذا مختلف؟ فسكت النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولم يردَّ عليهم قليلًا ولا كثيرًا. قال: ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {ولَوْ أنَّما فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ} وجميع خلق الله كُتّاب، وهذا البحر يمد فيه سبعة أبحر مثله، فمات هؤلاء
[5150] اختلف في نزول قوله تعالى: {ولَوْ أنَّما فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ} الآيةَ على أقوال: الأول: أنها نزلت بسبب سؤالٍ سأله أحبار اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الثاني: أنها نزلت بسبب أن المشركين قالوا في القرآن: إنما هو كلام يوشك أن ينفد وينقطع.
ورجَّح ابنُ عطية (7/ 57) مستندًا إلى أحوال النزول القول الأول، وهو قول ابن عباس من طريق سعيد بن جبير وما في معناه، فقال:«وهذا هو القول الصحيح، والآية مدنية» .
وعلَّق ابنُ كثير (11/ 78) على القول الأول بقوله: «وهذا يقتضي أن هذه الآية مدنية لا مكية، والمشهور أنها مكية» .
_________
(1)
أخرجه ابن إسحاق في السيرة ص 204، وابن جرير 18/ 572 - 573 من طريق رجل من أهل مكة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
وسنده ضعيف؛ لجهالة الرجل المكي.
الكُتّاب كلهم، وكُسرت هذه الأقلام كلها، ويبست هذه البحور الثمانية، وكلام الله كما هو لا ينقص، ولكنكم أوتيتم التوراة فيها شيء من حكم الله، وذلك في حكم الله قليل، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم، فأتوه، فقرأ عليهم هذه الآية. قال: فرجعوا مخصومين بِشَرٍّ
(1)
. (11/ 656)
61125 -
عن عطاء بن يسار -من طريق محمد بن إسحاق، عن بعض أصحابه- قال: لما نزلت بمكة: {وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} يعني: اليهود، فلمّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار يهود، فقالوا: يا محمد، ألم يبلغنا أنك تقول:{وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} أفتعنينا أم قومك؟ قال: «وكُلًّا قد عنيت» . قالوا: فإنّك تتلو أنا قد أوتينا التوراة، وفيها تبيان كل شيء! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هي في عِلم الله قليل، وقد أتاكم الله ما إن عملتم به انتفعتم» . فأنزل الله: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} إلى قوله: {إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
(2)
. (ز)
61126 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق داود- قال: سأل أهلُ الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح؛ فأنزل الله: {ويَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أمْرِ رَبِّي وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]. فقالوا: تزعم أنّا لم نؤتَ مِن العلم إلا قليلًا، وقد أوتينا التوراة، وهي الحكمة، ومَن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا. فنزلت:{ولَوْ أنَّما فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ} . قال: «ما أوتيتم مِن علم فنجّاكم الله بِه من النار وأدخلكم الجنة فهو كثير طيب، وهو في علم الله قليلٌ»
(3)
. (11/ 658)
61127 -
عن عطاء بن يسار: هذه الآية مدنية. قال: نزلت بعد الهجرة كما حكينا
(4)
. (ز)
61128 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: قال المشركون: إنما هذا كلام يوشك أن ينفد. فنزلت: {ولَوْ أنَّما فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ} الآية، يقول: لو كان شجر الأرض أقلامًا، ومع البحر سبعة أبحر مدادًا، لتكسرت الأقلام، ونفد ماء
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه ابن جرير 15/ 72، 18/ 573 - 574.
(3)
أخرجه ابن جرير 15/ 68، 18/ 573.
(4)
تفسير الثعلبي 7/ 322.