الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالحَجَف
(1)
حتى يُسمعهم كلامه، ففعلوا، فناداهم:«يا إخوة القردة والخنازير» . قالوا: يا أبا القاسم، ما كنت فاحشًا. قال: فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ، وكانوا حلفاءه، فحكم فيهم أن تُقتل مقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم ونساؤهم، وزعموا أنّ النبي قال:«أصاب الحكم» . وكان حُيي بن أخطب استجاش المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى بني قريظة، فاستفتح عليهم ليلًا، فقال سيدُهم: إنّ هذا الرجل مشئومٌ فلا يُشئمنكم. فناداهم حيي: يا بني قريظة، ألا تستحيون! ألا تلحقوني! ألا تضيفوني! فإنِّي جائع مقرور. فقالت بنو قريظة: واللهِ، لَنَفْتَحَنَّ له. فلم يزالوا حتى فتحوا له، فلما دخل معهم أطعمهم
(2)
، قال: يا بني قريظة، جئتكم في عِزِّ الدهر، جئتكم في عارض برد لا يقوم لسبيله شيء. فقال له سيدهم: أتعدنا عارضًا بردًا تنكشف عنّا وتدعنا عند بحرٍ دايمٍ لا يفارقنا؟! إنّما تعِدُنا الغرور. قال: فواثقهم وعاهدهم لئن انقضَّتْ جموعُ الأحزاب أن يجيء حتى يدخل معهم أُطُمَهم. فأطاعوه حينئذٍ في الغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمسلمين، فلما فضَّ الله جموع الأحزاب انطلق حتى إذا كان بالرَّوحاء ذكر العهد والميثاق الذي أعطاهم، فرجع حتى دخل معهم أُطُمهم، فلما قُتلت بنو قريظة أتى ملبوبًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال حيي للنبي صلى الله عليه وسلم: أما -واللهِ- ما لُمتُ نفسي في عداوتك، ولكنه مَن يخذل اللهُ يُخذَل. فأمر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فضُرِبَت عُنُقُه
(3)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
61770 -
عن أبي سعيد الخدري، قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله، هل مِن شيء نقوله، فقد بلغت القلوب الحناجر؟ قال:«نعم، قولوا: اللهم، اسْتُر عوراتِنا، وآمِن روعاتِنا» . قال: فضرب الله وجوه أعدائه بالريح، فهزمهم الله بالريح
(4)
. (11/ 741)
(1)
الحجف: جمع حجفة، وهي الترس. اللسان (حجف).
(2)
كذا في مطبوعة المصدر، ولعلها: أطمعهم، أو: أطعموه.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 81.
(4)
أخرجه أحمد 17/ 27 (10996)، وابن جرير 19/ 25، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 388 - .
قال الهيثمي في المجمع 10/ 136 (17128): «رواه أحمد، والبزار، وإسناد البزار متصل، ورجاله ثقات، وكذلك رجال أحمد» . وأورده الألباني في الصحيحة 5/ 29 (2018).