الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
61623 -
عن مجاهد بن جبر، قال: كان الرجل يقول لامرأتِه: أنتِ عَلَيَّ كظهر أمي. فقال الله تعالى: {وما جَعَلَ أزْواجَكُمُ اللّائِي تُظاهِرُونَ مِنهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ}
(1)
. (11/ 720)
61624 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- قال: كان الرجل يقول: امرأتي علَيَّ كأُمِّي. وربما قال: كظهر أُمِّي. فقال الله: {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم}
(2)
. (ز)
61625 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وما جَعَلَ أزْواجَكُمُ اللّائِي تُظاهِرُونَ مِنهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ} : أي: ما جعلها أمك، وإذا ظاهر الرجلُ مِن امرأته فإنّ الله لم يجعلها أُمَّه، ولكن جعل فيها الكفّارة
(3)
. (11/ 721)
61626 -
قال مقاتل بن سليمان: {وما جَعَلَ أزْواجَكُمُ اللّائِي تُظاهِرُونَ مِنهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ} ، يعني: أوس بن الصامت بن قيس بن الصامت الأنصاري، مِن بني عوف بن الخزرج، وامرأته خولة بنت قيس بن ثعلبة بن مالك بن أصرم بن حزامة، من بني عمرو بن عوف بن الخزرج
(4)
. (ز)
61627 -
قال يحيى بن سلّام: {وما جَعَلَ أزْواجَكُمُ اللّائِي تُظاهِرُونَ مِنهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ} إذا قال الرجل لامرأته: أنتِ عَلَيَّ كظهر أمي. لم تكن عليه مثل أمه في التحريم، فتحرم عليه أبدًا، ولكن عليه كفارة الظهار في أول سورة المجادلة [3 - 4]:{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِن قَبْلِ أنْ يَتَماسّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أنْ يَتَماسّا فَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَإطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} ، وكان الظهار عندهم في الجاهلية طلاقًا، فجعل الله فيه الكفارة
(5)
. (ز)
{وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
(4)}
نزول الآية:
61628 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وما جَعَلَ
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه إسحاق البستي ص 107.
(3)
أخرجه ابن جرير 19/ 10. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 472.
(5)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 698.
أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ}، قال: نزلت في زيد بن حارثة
(1)
. (11/ 721)
61629 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق عاصم بن حكيم- {وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ} : هذا في زيد بن حارثة، تبنّاه محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الرجل في الجاهلية يكون ذليلًا، فيأتي الرجلُ ذا القوة والشرف فيقول: أنا ابنك. فيقول: نعم. فإذا قبِله واتَّخذه ابنًا أصبح أعزَّ أهلها، وكان زيد بن حارثة منهم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنّاه يومئذ على ما كان يُصنَع في الجاهلية، وكان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء الإسلام أمرهم الله أن يُلحِقوهم بآبائهم، فقال:{وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ}
(2)
. (ز)
61630 -
عن عبد الملك ابن جريج، قال: قلت لعطاء: {وحَلائِلُ أبْنائِكُمُ} [النساء: 23] الرجل ينكح المرأة لا يراها حتى يُطَلِّقها، أتَحِلُّ لأبيه؟ قال: هي مرسلة {وحَلائِلُ أبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِن أصْلابِكُمْ} [النساء: 23]. قال: نرى ونتحدث -والله أعلم- أنها نزلت في محمد صلى الله عليه وسلم لَمّا نكح امرأة زيد، قال المشركون بمكة في ذلك، فأنزلت:{وحَلائِلُ أبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِن أصْلابِكُمْ} ، وأنزلت:{وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ} ، ونزلت:{ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ} [الأحزاب: 40]
(3)
. (ز)
61631 -
قال مقاتل بن سليمان: {وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ} ، يعني: النبي صلى الله عليه وسلم تبنّى زيد بن حارثة، واتَّخذه ولدًا، فقال الناس: زيد بن محمد. فضرب الله تعالى لذلك مثلًا للناس، فقال:{ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} ، {وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ} فكما لا يكون للرجل الواحد قلبان كذلك لا يكون دَعِيُّ الرجلِ ابنَه، يعني: النبي صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة بن قرة بن شرحبيل الكلبي، من بني عبد ود، كان النبي صلى الله عليه وسلم تبنّاه في الجاهلية، وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب في الإسلام، فجعل الفقيرَ أخا الغني ليعود عليه، فلما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش -وكانت تحت زيد بن حارثة- قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمدٌ امرأةَ ابنه وهو ينهانا عن ذلك! فنزلت هذه الآية، فذلك قوله:{وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ}
(4)
. (ز)
(1)
تفسير مجاهد (546)، وأخرجه ابن جرير 19/ 10. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن المنذر.
(2)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 698.
(3)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 6/ 280 (10837).
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 473.