الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم لَمّا بلغه إقبال المشركين مِن مكة أمَر بحفر الخندق، فحفر كلُّ بني أبٍ على حِدَة، وصار سلمان الفارسي في بني هاشم، فأتى سلمان على صخرة فلم يستطع قلعها، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول من سلمان، فضرب به ثلاث ضربات، فانصدع الحجر، وسطع نور من الحجر كأنه البرق، فقال سلمان: يا رسول الله، لقد رأيتُ مِن الحجر أمرًا عجيبًا وأنت تضربه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«وهل رأيت؟» . قال: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيت في الضربة الأولى [قرى] اليمن، وفي الضربة الثانية أبيض المدائن، وفي الضربة الثالثة مدائن الروم، ولقد أوحى الله عز وجل إلَيَّ بأنّه يفتحهن على أُمَّتي» . فاستبشر المؤمنون، وفشا ذلك في المسلمين، فلما رأوا شدة القتال والحصر ارتاب المنافقون، فأساءوا القول، قال مُعَتِّب بن قُشَير بن عدي الأنصاري من الأوس من بني عمرو بن عوف: يعِدنا محمد فتح قصور اليمن وفارس والروم، ولا يستطيع أحدُنا أن يبرز إلى الخلاء حتى يوضع فيه سهم؟! هذا -واللهِ- الغرورُ مِن قول ابن عبد المطلب. وتابعه على ذلك نفر؛ فأنزل الله تعالى:{وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: كفرًا {ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
61806 -
عن عبد الله بن عباس، قال:{هُنالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيدًا * وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا} ، يقول: مُعتِّب بن قُشَير، ومَن كان معه على رأيه
(2)
. (11/ 744)
61807 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح - في قوله: {وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ} ، قال: تكلموا بما في أنفسهم مِن النفاق، وتكلم المؤمنون بالحق والإيمان، {قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله}
(3)
. (11/ 749)
61808 -
عن الحسن البصري: {والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} الشرك
(4)
. (11/ 749)
61809 -
عن قتادة بن دعامة، في قوله:{والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} : النِّفاق
(5)
. (ز)
61810 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: {ما وعَدَنا اللَّهُ
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 478.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن إسحاق، وابن مردويه.
(3)
أخرجه ابن جرير 19/ 37 - 38 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(4)
علقه يحيى بن سلام 2/ 705.
(5)
علقه يحيى بن سلام 2/ 705.
ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا}، قال ناس من المنافقين: أيعِدُنا محمدٌ أن نفتح قصور الشام وفارس، وأحدُنا لا يستطيعُ أن يُجاوِزَ رَحْلَه؟! ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا
(1)
. (ز)
61811 -
عن يزيد بن رومان -من طريق ابن إسحاق- {وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا} ، يقول: مُعتِّب بن قُشَير، إذ قال ما قال يوم الخندق
(2)
. (ز)
61812 -
قال مقاتل بن سليمان: {وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ} منهم أوس بن قيظي، ومعتب بن قشير الأنصاري {والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: الشك
…
{وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: كفرًا {ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا} قال مُعتِّب بن قُشَير: إنّ الذي يقول لهو الغرور. ولم يقل: إنّ الذي وعدنا الله ورسوله غرورًا؛ لأنّه لا يُصَدِّق بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول فيصدقه. فقال الله تعالى: إن الذي قال محمد هو ما وعد الله، وهو قول الله عز وجل. فأكذب الله مُعَتِّبًا
(3)
. (ز)
61813 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق وهب، عن أبيه- قال: ثم ذكر المنافقين {والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} يعني بذلك: مُعَتِّب بن قُشَير حين قال ما قال، ثم ذكر قول بني حارثة ومبعثهم أوس بن قَيْظيّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قالوا:{إن بيوتنا عوره وماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا}
(4)
. (ز)
61814 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: قال رجلٌ يوم الأحزاب لرجل مِن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم: يا فلان، أرأيت إذ يقول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله» . فأين هذا مِن هذا، وأحدنا لا يستطيع أن يخرج يبول من الخوف؟! {ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا} فقال له: كذبت، لأُخبِرَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خبرَك. قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فدعاه، فقال:«ما قلتَ؟» . فقال: كذب عَلَيَّ، يا رسول الله، ما قلت شيئًا، ما خرج هذا مِن فمي قطُّ. قال الله:{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا ولَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ} حتى بلغ {وما لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ} [التوبة: 74]. قال: فهذا قول الله: {إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً} [التوبة: 66]
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 113 - 114.
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 38.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 477 - 478.
(4)
أخرجه إسحاق البستي ص 116.
(5)
أخرجه ابن جرير 19/ 39.