الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
62138 -
قال يحيى بن سلّام: قال عز وجل: {وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ، وهي تُقرأ على وجهين:«وقِرْنَ» و {وقَرْنَ} ، فمن قرأها:{وقَرْنَ} فمِن قِبل القرار. ومن قرأها: «وقِرْنَ» فمن قِبل الوقار
(1)
[5229]. (ز)
تفسير الآية:
62139 -
عن محمد بن سيرين، قال:{وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ، نُبِّئت أنه قيل لسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ما لكِ لا تحجِّين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتكِ؟! فقالت: قد حججتُ واعتمرتُ، وأمرني الله أن أقرَّ في بيتي، فواللهِ، لا أخرج مِن بيتي حتى أموت. قال: فواللهِ، ما خرجتْ من باب حُجرتها حتى أُخرجت بجنازتها
(2)
. (12/ 30)
[5229] رجَّحَ ابنُ جرير (19/ 96 - 97) قراءة {وقِرْنَ} بكسر القاف مستندًا إلى اللغة، وقال مبيّنًا توجيه القراءتين، ومُعلِّلًا اختياره لقراءة الكسر:«وهذه القراءة -وهي الكسر في القاف- أولى عندنا بالصواب؛ لأن ذلك إن كان من الوقار على ما اخترنا، فلا شك أن القراءة بكسر القاف؛ لأنه يقال: وقَرَ فلان في منزله؛ فهو يَقِرُ وُقُورًا، فتكسر القاف في: تَفْعِل، فإذا أُمِرَ منه قيل: قِرْ، كما يقال مِن وزَنَ يَزِنُ: زِنْ، ومِن وعَدَ يَعِدُ: عِدْ. وإن كان مِن القرار فإنّ الوجه أن يقال: اقْرِرْنَ؛ لأن مَن قال من العرب: ظَلْتُ أفْعَلُ كذا، وأَحَسْتُ بكذا، فأسقط عين الفعل، وحوَّل حركتها إلى فائه في فَعَلَ وفَعَلْنا وفَعَلْتُم، لم يفعل ذلك في الأمر والنهي، فلا يقول: ظَلَّ قائمًا، ولا: لا تَظَلَّ قائمًا، فليس الذي اعتلَّ به مَن اعتلَّ لصحة القراءة بفتح القاف في ذلك بقولِ العرب في ظَلِلْتُ وأَحْسَسْتُ: ظَلْتُ، وأَحَسْتُ، بعِلَّة توجب صحته لما وصفت مِن العِلَّة. وقد حكى بعضهم عن بعض الأعراب سماعًا منه: يَنْحِطْنَ مِن الجبلِ، وهو يريد: يَنْحَطِطْنَ، فإن يكن ذلك صحيحًا فهو أقرب إلى أن يكون حجةً لأهل هذه القراءة من الحجة الأخرى» .
_________
(1)
تفسير يحيى بن سلّام 2/ 716.
وهما قراءاتان متواترتان، فقرأ نافع، وأبو جعفر، وعاصم:{وقَرْنَ} بفتح القاف، وقرأ بقية العشرة:{وقِرْنَ} بكسر القاف. انظر: النشر 2/ 348، والإتحاف ص 454.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.