الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نبات ولا شيء
(1)
[5182]. (ز)
61546 -
قال يحيى بن سلّام: {أوَلَمْ يَرَوْا} يعني: المشركين {أنّا نَسُوقُ الماءَ} يعني: المطر، تساق السحاب التي فيها الماء -كقوله:{سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ} [الأعراف: 57]- {إلى الأَرْضِ الجُرُزِ} اليابسة التي ليس فيها نبات، {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنهُ أنْعامُهُمْ وأَنْفُسُهُمْ أفَلا يُبْصِرُونَ} يعني: المشركين، أي: فالذي أحيا هذه الأرض بعد موتها قادِرٌ على أن يحييهم بعد موتهم
(2)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
61547 -
عن الربيع بن سبرة، قال: الأمثال أقربُ إلى العقول من المعاني، ألم تسمع إلى قوله:{أوَلَمْ يَرَوْا أنّا نَسُوقُ الماءَ إلى الأَرْضِ الجُرُزِ} «ألم تر؟» ، «ألم يروا؟»
(3)
. (11/ 712)
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
(28)}
نزول الآية:
61548 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: قال الصحابة: إنّ لنا يومًا يوشك أن نستريح فيه، ونَتَنَعَّم فيه. فقال المشركون: متى هذا الفتح إن كنتم صادقين}. فنزلت
(4)
. (11/ 712)
61549 -
قال إسماعيل السُّدِّيّ: {مَتى هَذا الفَتْحُ} متى هذا القضاء
(5)
. (ز)
[5182] علَّق ابنُ كثير (11/ 108) على قول الضحاك، وعكرمة، وقتادة، والسدي، وابن زيد بقوله:«وهذا كقوله: {وآيَةٌ لَهُمُ الأرْضُ المَيْتَةُ أحْيَيْناها وأَخْرَجْنا مِنها حَبًّا فَمِنهُ يَأْكُلُونَ * وجَعَلْنا فِيها جَنّاتٍ مِن نَخِيلٍ وأَعْنابٍ وفَجَّرْنا فِيها مِنَ العُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وما عَمِلَتْهُ أيْدِيهِمْ أفَلا يَشْكُرُونَ} [يس: 33 - 35]» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 18/ 643.
(2)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 695.
(3)
عزاه السيوطي إلى أبي بكر بن حيان في الغرر.
(4)
أخرجه ابن جرير 18/ 644. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(5)
علقه يحيى بن سلام 2/ 695.
61550 -
قال مقاتل بن سليمان: {ويَقُولُونَ مَتى هَذا الفَتْحُ} يعني: القضاء، وهو البعث، {إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} وذلك أنّ المؤمنين قالوا: إنّ لنا يومًا نتنعم فيه ونستريح. فقال كفار مكة: {مَتى هَذا الفَتْحُ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} ؟ يعنون: النبي صلى الله عليه وسلم وحده، تكذيبًا بالبعث بأنه ليس بكائن، فإن كان البعث حقًّا صدَّقنا يومئذ
(1)
. (ز)
61551 -
قال يحيى بن سلّام: {ويَقُولُونَ} يعني: المشركين: {مَتى هَذا الفَتْحُ} متى هذا القضاء {إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} والفتح: القضاء بعذابهم، قالوا ذلك استهزاء وتكذيبًا بأنه لا يكون
(2)
[5183]. (ز)
[5183] اختلف في معنى: «الفتح» في هذه الآية على قولين: الأول: الحُكْم. الثاني: عُنِيَ به: فتح مكة.
ورجَّح ابنُ جرير (18/ 644) مستندًا إلى ظاهر الآيات والدلالة العقلية القول الأول، وهو قول قتادة، ومقاتل، ويحيى بن سلام، وعلَّل ابنُ جرير ذلك، فقال:«يدل على أن ذلك معناه قوله: {قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إيمانُهُمْ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ}، ولا شك أن الكفار قد كان جعل الله لهم التوبة قبل فتح مكة وبعده، ولو كان معنى قوله: {مَتى هَذا الفَتْحُ} على ما قاله من قال: يعني به: فتح مكة؛ لكان لا توبة لمن أسلم من المشركين بعد فتح مكة، ولا شك أن الله قد تاب على بَشَرٍ كثيرٍ من المشركين بعد فتح مكة، ونفعهم بالإيمان به وبرسوله، فمعلومٌ بذلك صحة ما قلنا من التأويل، وفساد ما خالفه» .
ورجَّحه ابنُ عطية (7/ 83)، فقال:«وهو أقوى الأقوال» . ولم يذكر مستندًا.
ورجَّح ابنُ كثير (11/ 109) القول الأول، وانتقد القول الثاني مستندًا إلى دلالة التاريخ والنظائر، فقال:«ومَن زعم أنّ المراد من هذا الفتح: فتح مكة؛ فقد أبعد النّجعة، وأخطأ فأفحش، فإن يوم الفتح قد قَبِل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء، وقد كانوا قريبًا من ألفين، ولو كان المراد فتح مكة لما قَبِلَ إسلامهم؛ لقوله: {قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إيمانُهُمْ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ}، وإنما المراد: الفتح الذي هو القضاء والفصل، كقوله تعالى: {فافْتَحْ بَيْنِي وبَيْنَهُمْ فَتْحًا ونَجِّنِي ومَن مَعِيَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 118]، وكقوله: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالحَقِّ وهُوَ الفَتّاحُ العَلِيمُ} [سبأ: 26]، وقال تعالى: {واسْتَفْتَحُوا وخابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: 15]، وقال: {وكانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 89]، وقال: {إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ} [الأنفال: 19]» .
وانتقد ابنُ عطية القول الثاني مستندًا إلى ظاهر الآيات والدلالة العقلية قائلًا: «وهذا ضعيف، يردُّه الإخبار بأن الكفرة لا ينفعهم الإيمان، فلم يَبْقَ أن يكون الفتح إما حُكْمُ الآخرة، وهو قول مجاهد، وإما فَصْل الدنيا كبدر ونحوه» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 453.
(2)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 695.