الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تغير الأحوال في كل وقت، فيعزلون واحدًا، ويولون آخر، وفي كثرة العزل والتولية زوال الهيبة، وفوات الغرض من انتظام الأمر (1).
2 -
ولأنه الحافظ الأمين، فخلعه بغير ذنب جنته يداه مخالفة لهدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).
النتيجة:
صحة الإجماع على أنه لا يجوز عزل الإمام بغير عذر.
[51/ 51] ليس للإمام أن يعزل نفسه بعد انعقاد إمامته بغير عذر
• المراد بالمسألة: إذا عزل الإمام نفسه بعد انعقاد إمامته بغير عذر، لم ينعزل إجماعًا.
• من نقل الإجماع: أحمد بن يحيى المرتضى (840 هـ) قال: "وَلَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَنْعَزِلَ بَعْدَ انْعِقَادِ إمَامَتِهِ إجْمَاعًا"(3).
• الموافقون على الإجماع: الحنفية (4)، والمالكية (5)، والأصح عند الشافعية (6)، وهو وجه عند الحنابلة (7).
• مستند الإجماع: يستدل على ذلك بما يلي:
1 -
لأن الحق في ذلك للمسلمين، لا له (8).
2 -
ولأنه تقلد حقوق المسلمين فليس له التخلي عنها (9).
• من خالف الإجماع:
1 -
الشافعية في وجه: وقالوا: ينعزل لو عزل الإمام نفسه من غير عذر من
(1) مآثر الإنافة في معالم الخلافة (1/ 33).
(2)
روضة القضاة وطريق النجاة (1/ 152).
(3)
البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار (5/ 387).
(4)
حاشية الطحطاوي على الدر المختار (1/ 239)، وروضة القضاة وطريق النجاة (1/ 149).
(5)
الفواكه الدواني (1/ 326)، وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (1/ 32).
(6)
روضة الطالبين (10/ 48)، ومآثر الإنافة (1/ 33).
(7)
الأحكام السلطانية لأبي يعلى (ص 24)، والإنصاف للمرداوي (10/ 234).
(8)
مآثر الإنافة في معالم الخلافة (1/ 33).
(9)
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (1/ 32).
عجز أو طلب تخفيف (1).
واستدلوا: بأن إلزامه الاستمرار قد يضر به في آخرته ودنياه (2).
2 -
الشافعية في وجه: وفرّقوا حال لم يول غيره، أو ولى من هو دونه، فلا ينعزل، وإن ولى مثله أو أفضل منه ففى الانعزال وجهان (3).
3 -
الحنابلة في وجه (4).
واستدلوا بأدلة من السنة، والآثار، والمعقول:
• أولًا: السنة: حديث أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قال: أَخْرَجَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْم الْحَسَنَ، فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ:"إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّه أَنْ يُصلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ"(5).
• وجه الدلالة: قال العيني: "ولم يكن ذلك لعلة ولا لذلة ولا لقلة، وقد بايعه على الموت أربعون ألفًا، فصالحه رعاية لمصلحة دينه ومصلحة الأمة، وكفى به شرفًا وفضلًا"(6).
ونوقش: بأنه في غير محل النزاع، ألا ترى أن ما فعله الحسن رضي الله عنه لموجب المصلحة العامة؟
• ثانيًا: الآثار: روي أن أبا بكر رضي الله عنه قام بعدما بويع له، وبايع له علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصحابه، قام ثلاثًا يقول:"أيها الناس، قد أقلتكم بيعتكم، هل من كاره؟ "، فيقوم علي رضي الله عنه في أوائل الناس فيقول: "لا واللَّه، لا نقيلك، ولا نستقيلك أبدًا، قدمك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تصلي
(1) روضة الطالبين (10/ 48)، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة (1/ 33).
(2)
روضة الطالبين (10/ 48)، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة (1/ 33).
(3)
روضة الطالبين (10/ 48)، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة (1/ 33).
(4)
الإقناع في فقه الإمام أحمد (4/ 292)، وكشاف القناع عن متن الإقناع (6/ 160)، والإنصاف للمرداوي (10/ 234).
(5)
أخرجه البخاري، كتاب الصلح، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما: ابني هذا سيد (3/ 186) رقم (2704).
(6)
عمدة القاري (13/ 284).