الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• وجه الدلالة: أن أبا بكر رضى اللَّه عنه كان يُسمي نفسه في رسائله إلى الأمراء وغيرهم: خليفة رسول اللَّه، وهو ما اتفق عليه المسلمون في مناداته وكتاباتهم له.
النتيجة:
صحة الإجماع على تسمية أبي بكر رضي الله عنه خليفة رسول اللَّه، بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
[19/ 19] أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من سمي أمير المؤمنين
• المراد بالمسألة: اتفق علماء الأمة على أن أول من سُمِّي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
• من نقل الإجماع: النووي (676 هـ) قال: "أول من سُمِّي أمير المؤمنين: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لا خلاف في ذلك بين أهل العلم، وأما ما توهمه بعض الجهلة في مسيلمة (1) فخطأ صريح وجهل قبيح مخالف لإجماع العلماء، وكتبهم متظاهرة على نقل الاتفاق على أن أول من سُمِّي أمير المؤمنين: عمر بن الخطاب رضي الله عنه"(2) ابن خلدون (808 هـ) قال: "واتفق أن دعا بعض الصحابة عمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، فاستحسنه الناس واستصوبوه ودعوه به. . . وذهب لقبًا له في الناس، وتوارثه الخلفاء من بعده"(3).
• الموافقون على الإجماع: الحنفية (4)، والمالكية (5)، والشافعية (6)،
(1) هو مسيلمة الكذاب مدعي النبوة في حياة النبي وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيشًا بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه سنة ثنتي عشرة، فقتله وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه، وفُتحت اليمامة صلحًا على يد خالد، بعد أن استشهد وحشي ومعه من الصحابة أربعمائة وخمسون رجلًا. يُنظر: تاريخ الخلفاء (ص 76).
(2)
الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار، أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، دار الكتب العربي، بيروت، طبعة 1404 هـ (ص 287).
(3)
مقدمة ابن خلدون (ص 227).
(4)
مرقاة المفاتيح (10/ 22).
(5)
التمهيد لابن عبد البر (10/ 75)، وبدائع السلك (1/ 92).
(6)
شرح السنة للبغوي (4/ 521)، وروضة الطالبين (10/ 49)، ومغني المحتاج (4/ 132)، وحاشية الجمل (10/ 10).
والحنابلة (1)، والظاهرية (2).
• مستند الإجماع: يستدل على ذلك بما ورد من آثار عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم:
1 -
روي عن أبي بكر بن أبي حثمة عن جدته الشفاء (3) أن عاملين قدما من العراق إلى المدينة، فوجدا عمرو بن العاص رضي الله عنه، فقالا له: يا عمرو استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر رضي الله عنهما فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ ! لتخرجن مما قلت، قال: نعم، قدم لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم فقالا لي: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما واللَّه أصبتما اسمه، وإنه الأمير ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب من ذلك اليوم (4).
2 -
لما كان عام الرمادة وأجدبت الأرض، كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه "من عبد اللَّه عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: لعمري ما تنالي إذا سمنت ومن قبلك أن أعجف أنا ومن قبلي، ويا غوثاه" (5).
3 -
جاء في وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "بِسْم اللَّه الرحمن الرَّحِيم، هذا
(1) منهاج السنة النبوية (7/ 30)، وشرح منتهى الإرادات للبهوتي (3/ 388).
(2)
الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 75).
(3)
هي الشفاء بنت عبد اللَّه بن عبد شمس العدوية، من المهاجرات الأول، قال أحمد بن صالح:"اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء"، روى عنها ابنها سليمان بن أبي حثمة، وابناه أبو بكر وعثمان. يُنظر: الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ (7/ 727) رقم (11373)، وتهذيب الكمال (35/ 207) رقم (7869).
(4)
تقدم تخريجه.
(5)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، طبعة 1390 هـ، كتاب الزكاة، باب: ذكر الدليل على أن العامل على الصدقة إن عمل عليها متطوعًا بالعمل غير إرادة ونية لأخذ عمالة على عمله (4/ 68) رقم (2367)، وصححه الحاكم في المستدرك، كتاب الزكاة (1/ 563) رقم (1471) عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم رضي الله عنهما.