الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك لا يؤخر؛ إذ لم يؤخره ابن عباس رضي الله عنهما حتى يفرغ من الصلاة، وأن المكروه يُنكر كما يُنكر المُحَرَّمُ، وأن من رأى منكرًا وأمكنه تغييره بيده غيره بها" (1).
النتيجة:
صحة الإجماع؛ لعدم المخالف.
[126/ 126] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين متى رجي القبول
• المراد بالمسألة: أجمع المسلمون على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين متى رُجي القبول، أو رُجي رد المظالم.
• من نقل الإجماع: ابن عطية الأندلسي (542 هـ) قال: "وجملة ما عليه أهل العلم في هذا: أن الأمر بالمعروف متعين، متى رُجي القبول، أو رُجي رد المظالم، ولو بعُنف، ما لم يخف الآمِرُ ضررًا يلحقه في خاصته، أو فتنة يدخلها على المسلمين، إما بشق عصا، وإما بضرر يلحق طائفة من الناس، فإذا خيف هذا فعليكم أنفسكم، حُكمٌ واجب أن يوقف عنده"(2) نقله الثعالبي (3)(876 هـ)(4).
• الموافقون على الإجماع: الحنفية (5)، والمالكية (6)، والشافعية (7)،
(1) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (4/ 209).
(2)
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/ 249).
(3)
هو عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، الجزائري، المغربي، المالكي، أخذ عن أبي القسم العبدوسي، وحفيد ابن مرزوق، والبرزلي، والولي العراقي، وغيرهم، اختصر تفسير ابن عطية في جزءين، وشرح ابن الحاجب الفرعي في جزءين، وعمل في الوعظ والرقائق وغير ذلك، توفي سنة ست وسبعين وثمانمائة. يُنظر: الضوء اللامع (4/ 152)، ومعجم المؤلفين (2/ 122).
(4)
الجواهر الحسان في تفسير القرآن، عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت (1/ 494).
(5)
حاشية ابن عابدين (1/ 350)، والفتاوى الهندية (1/ 63)، ومرقاة المفاتيح (9/ 181).
(6)
التمهيد لابن عبد البر (21/ 285)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (6/ 345)، والشرح الكبير للدردير (2/ 174)، والتاج والإكليل (6/ 277).
(7)
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (2/ 39)، وفيض القدير (1/ 450).
والحنابلة (1).
• مستند الإجماع: ويستدل على ذلك بالكتاب، والسنة:
• أولًا: الكتاب:
1 -
قول اللَّه -تعالى-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (2)، أي: ما أطقتم وبلغ إليه جهدكم (3).
2 -
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (4)، أي: لا يكلف أحدًا فوق طاقته (5).
• وجه الدلالة: أن التكاليف مع القدرة، فيتعين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، متى رُجي القبول، أو رُجي رد المظالم، ما لم يخف الآمِرُ ضررًا يلحقه في خاصته، أو فتنة يدخلها على المسلمين.
• ثانيًا: السنة: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ"(6).
• وجه الدلالة: قال النووي: "هذا من قواعد الإسلام المهمة، ومن جوامع الكلم التي أعطيها صلى الله عليه وسلم، ويدخل فيها ما لا يُحصى من الأحكام، كالصلاة بأنواعها فإذا عجز عن بعض أركانها أو بعض شروطها أتى بالباقي، وإذا عجز عن بعض أعضاء الوضوء أو الغسل غسل الممكن، وإذا وجد بعض ما يكفيه من الماء لطهارته أو لغسل النجاسة فعل الممكن، وإذا وجبت إزالة منكرات أو
(1) كشف المشكل لابن الجوزي (3/ 174)، والآداب الشرعية (1/ 179)، ومطالب أولي النهي (1/ 276).
(2)
سورة التغابن، الآية:(16).
(3)
فتح القدير (5/ 238).
(4)
سورة البقرة، الآية:(286).
(5)
تفسير ابن كثير (1/ 343).
(6)
أخرجه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: الاقتداء بسنن الرسول صلى الله عليه وسلم (9/ 94) رقم (7288)، ومسلم، كتاب الحج، باب: فرض الحج مرة في العمر (2/ 975) رقم (1337).