الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكقوله في آية الأحزاب: {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (1)، فهذان مما أفرد النبي صلى الله عليه وسلم بهما، ولا يشركه فيهما أحد، لفظًا ومعنى؛ لما وقع القول به كذلك.
الثالث: خطاب خص به النبي صلى الله عليه وسلم قولًا، ويشركه فيه جميع الأمة معنى وفعلًا، كقوله:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (2)، وكقوله:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} (3)، وكقوله {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} (4).
فكل من دلكت عليه الشمس مخاطب بالصلاة، وكذلك كل من قرأ القرآن مخاطب بالاستعاذة، وكذلك كل من خاف يقيم الصلاة بتلك الصفة، ومن هذا القبيل قوله:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} ، فإنه صلى الله عليه وسلم الآمر بها، والداعي إليها، وهم المعطون لها" (5).
• ثانيًا: السنة: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لِمُعَاذِ بن جَبَل رضي الله عنه حين بَعَثَهُ إلى الْيَمَنِ: ". . . فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قد فَرَضَ عليهم صَدَقَةً، تُؤْخَذ من أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ على فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لك بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِم"(6).
• وجه الدلالة: قال ابن حجر: "قوله: "تُؤْخَذُ من أَغْنِيَائِهِمْ" استُدِل به على أن الإمام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها، إما بنفسه، وإما بنائبه"(7).
النتيجة:
صحة الإجماع؛ لعدم المخالف.
[187/ 187] للإمام قبض الزكاة في المواشي
• المراد بالمسألة: أجمع العلماء على أن الإمام له أن يقبض الزكاة في المواشي.
(1) سورة الأحزاب، الآية:(50)
(2)
سورة الإسراء، الآية:(78)
(3)
سورة النحل، الآية:(98)
(4)
سورة النساء، الآية:(102)
(5)
أحكام القرآن لابن العربي (2/ 567).
(6)
تقدم تخريجه.
(7)
فتح الباري (3/ 360).
• من نقل الإجماع: ابن حزم (456 هـ) قال: "وَاتَّفَقُوا على أَن الإمام الْعدْل الْقرشِي إليه قبض الزَّكَاة فِي المَوَاشِي"(1) نقله ابن القطان (628 هـ)(2).
• الموافقون على الإجماع: الحنفية (3)، والمالكية (4)، والشافعية (5)، والحنابلة (6)، والظاهرية (7).
• مستند الإجماع: ويستدل على ذلك بالكتاب، والسنة:
• أولًا: الكتاب: قول اللَّه -تعالى-: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)} (8).
• وجه الدلالة: قال ابن كثير: "أمر اللَّه -تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يأخُذَ من أموالهم صدقَة يطهرهم ويزكيهم بها، وهذا عام"(9).
ونوقش: بأن هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يلتحق غيره فيه به (10).
وأجيب عن ذلك: بما قاله ابن العربي: "هذا كلام جاهل بالقرآن، غافل عن مأخذ الشريعة، متلاعب بالدين، متهافت في النظر؛ فإن الخطاب في القرآن لم يرد بابًا واحدًا، ولكن اختلفت موارده على وجوه، منها في غرضنا هذه ثلاثة:
الأول: خطاب توجه إلى جميع الأمة، كقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
(1) مراتب الإجماع (ص 37).
(2)
الإقناع في مسائل الإجماع (1/ 194).
(3)
بدائع الصنائع (2/ 7)، وتبيين الحقائق (1/ 282)، وحاشية ابن عابدين (2/ 312).
(4)
انظر: الذخيرة للقرافي (3/ 134)، والشرح الكبير للدردير (1/ 503)، وحاشية الدسوقي (1/ 508).
(5)
الأم للشافعي (2/ 70)، وروضة الطالبين (2/ 310)، ومغني المحتاج (1/ 413).
(6)
المغني في فقه الإمام أحمد (2/ 504)، والإنصاف للمرداوي (3/ 137)، والإقناع للحجاوي (1/ 283).
(7)
مراتب الإجماع (ص 37).
(8)
سورة التوبة، الآية:(103).
(9)
تفسير ابن كثير (4/ 207).
(10)
أحكام القرآن لابن العربي (2/ 567).
قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} (1) وكقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (2) ونحوه.
الثاني: خطاب خص به النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} (3)، وكقوله في آية الأحزاب:{خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (4)، فهذان مما أفرد النبي صلى الله عليه وسلم بهما، ولا يشركه فيهما أحد، لفظًا ومعنى؛ لما وقع القول به كذلك.
الثالث: خطاب خص به النبي صلى الله عليه وسلم قولًا، ويشركه فيه جميع الأمة معنى وفعلًا، كقوله:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (5)، وكقوله:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} (6)، وكقوله:{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} (7).
فكل من دلكت عليه الشمس مخاطب بالصلاة، وكذلك كل من قرأ القرآن مخاطب بالاستعاذة، وكذلك كل من خاف يقيم الصلاة بتلك الصفة، ومن هذا القبيل قوله:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} ، فإنه صلى الله عليه وسلم الآمر بها، والداعي إليها، وهم المعطون لها" (8).
• ثانيًا: السنة: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لِمُعَاذِ بن جَبَل رضي الله عنه حين بَعَثَهُ إلى الْيَمَنِ: ". . . فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قد فَرَضَ عليهم صَدَقَةً، تُؤْخَذ من أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ على فُقَرَائِهِمْ، فَإنْ هُمْ أَطَاعُوا لك بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ"(9).
(1) سورة المائدة، الآية:(6).
(2)
سورة البقرة، الآية:(183).
(3)
سورة الإسراء، الآية:(79).
(4)
سورة الأحزاب، الآية:(50).
(5)
سورة الإسراء، الآية:(78).
(6)
سورة النحل، الآية:(98).
(7)
سورة النساء، الآية:(102).
(8)
أحكام القرآن لابن العربي (2/ 567).
(9)
تقدم تخريجه.