الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثامن مسائل الإجماع في الشورى
[118/ 118] مشروعية الشورى
• المراد بالمسألة: اتفقت الأمة على أن الشورى من قواعد الشريعة، وعزائم الأحكام؛ تنفيذًا لما أمر اللَّه -تعالى- به رسوله الكريم، واقتداءً بسنته صلى الله عليه وسلم.
• من نقل الإجماع: ابن عطية الأندلسي (541 هـ) قال: "الشورى من قواعد الشريعة، وعزائم الأحكام، من لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، هذا ما لا خلاف فيه"(1). نقله القرطبي (671 هـ)(2) وأبو حيان الأندلسي (745 هـ)(3)، والحطاب الرعيني (954 هـ)(4) والشوكاني (1250 هـ)(5)، ومحمد عليش (1299 هـ)(6).
• الموافقون على الإجماع: الحنفية (7)، والمالكية (8)، والشافعية (9)، والحنابلة (10)، والظاهرية (11).
(1) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (1/ 534).
(2)
الجامع لأحكام القرآن (4/ 249).
(3)
تفسير البحر المحيط (3/ 105).
(4)
مواهب الجليل (3/ 360).
(5)
فتح القدير (1/ 394).
(6)
منح الجليل شرح على مختصر سيد خليل (3/ 246).
(7)
المبسوط للسرخسي (16/ 71)، وبدائع الصنائع (7/ 12)، والفتاوى الهندية (6/ 385).
(8)
حاشية الدسوقي (4/ 152)، والتاج والإكليل (6/ 117)، والذخيرة للقرافي (10/ 75).
(9)
قال النووي: "اختلف أصحابنا هل كانت المشاورة واجبة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أم كانت سنة في حقه صلى الله عليه وسلم كما في حقنا، والصحيح عندهم وجوبها، وهو المختار". يُنظر: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (4/ 76)، ومغني المحتاج (4/ 391)، وإعانة الطالبين (4/ 227).
(10)
انظر: المغني في فقه الإمام أحمد (10/ 99)، وكشاف القناع (3/ 65)، ومطالب أولي النهى (2/ 535).
(11)
الإحكام لابن حزم (6/ 199).
• مستند الإجماع: ويستدل على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة:
• أولًا: الكتاب: الدليل الأول: قول اللَّه -تعالى-: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} (1).
• وجه الدلالة: قال الطبري: "أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه فيما حزبه من أمر عدوه ومكايد حربه، تألفا منه بذلك من لم تكن بصيرته بالإسلام البصيرة التي يؤمن عليه معها فتنة الشيطان، وتعريفًا منه أمته ما في الأمور التي تحزبهم من بعده ومطلبها؛ ليقتدوا به في ذلك عند النوازل التي تنزل بهم، فيتشاوروا فيما بينهم كما كانوا يرونه في حياته صلى الله عليه وسلم يفعله"(2).
الدليل الثاني: قول اللَّه -تعالى-: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (3).
• وجه الدلالة: قال ابن العربي: "مدح اللَّه المشاور في الأمور، ومدح القوم الذين يمتثلون ذلك"(4).
• ثانيًا: السنة: الدليل الأول: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "اسْتَشَارَ النبي صلى الله عليه وسلم مَخْرَجَهُ إلى بَدْرٍ، فَأَشَارَ عليه أبو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَشَارَ عُمَرَ، فَأَشَارَ عليه عُمَرُ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ، فقال بَعْضُ الأَنْصَارِ: إِيَّاكُمْ يُرِيدُ نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم يا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ. . . "(5).
• وجه الدلالة: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مشاورة أهل المشورة في الأمور التي يتعلق بها مصير الأمة.
الدليل الثاني: حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: لَمَّا ذُكِرَ من شَأْنِي الذي ذُكِرَ وما عَلِمْتُ بِهِ، قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فِيَّ خَطِيبًا، فَتَشَهَّدَ، فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عليه بِمَا هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قال: "أَمَّا بَعْدُ، أَشِيرُوا عَلَيَّ في أُنَاسٍ أَبَنُوا
(1) سورة آل عمران، الآية:(159).
(2)
تفسير الطبري (4/ 153).
(3)
سورة الشورى، الآية:(38).
(4)
أحكام القرآن لابن العربي (4/ 92).
(5)
تقدم تخريجه.