الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالناس، فمن ذا يؤخرك؟ " (1).
قال القرطبي: "فلو لم يكن له أن يفعل ذلك لأنكرت الصحابة ذلك عليه، ولقالت له: ليس لك أن تقول هذا، وليس لك أن تفعله، فلما أقرته الصحابة على ذلك عُلِم أن للإمام أن يفعل ذلك"(2).
ونوقش: بأنه ضعيف، وفي متنه نكارة (3)، وعلى فرض صحته فهو يدل على الزهد في الولاية، والورع فيها، وخوف اللَّه أن لا يقوم بحقوقها (4).
• ثالثًا: المعقول:
1 -
أن الإمام ناظر للغيب، فيجب أن يكون حكمه حكم الحاكم، والوكيل إذا عزل نفسه، فإن الإمام هو وكيل الأمة ونائب عنها، ولما اتفق على أن الوكيل والحاكم وجميع من ناب عن غيره في شيء له أن يعزل نفسه، وكذلك الإمام يجب أن يكون مثله (5).
2 -
ولأن تصرفه على الناس بطريق الوكالة لهم، فهو وكيل المسلمين، فله عزل نفسه" (6).
النتيجة:
عدم صحة الإجماع؛ لوجود الخلاف.
[52/ 52] إذا طرأ على الإمام الكفر انعزل
• المراد بالمسألة: أجمعوا على عزل الإمام إذا طرأ عليه الكفر.
• من نقل الإجماع: القاضي عياض (544 هـ) قال: "لا خلاف بين المسلمين
(1) أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائده على فضائل الصحابة (1/ 131) رقم (101)، والآجري في الشريعة (4/ 1719) رقم (1190)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 306).
(2)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 272).
(3)
يُنظر: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، لابن حجر العسقلاني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1419 هـ (4/ 128).
(4)
منهاج السنة النبوية (8/ 288).
(5)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 272).
(6)
الإقناع للحجاوي (4/ 292).
أنه لا تنعقد الإمامة للكافر، ولا تستديم له إذا طرأ عليه" (1)، نقله النووي (676 هـ) (2) وعبد الحميد الشرواني (1301 هـ) (3) ابن حجر (852 هـ) قال: "ينعزل -الإمام- بالكفر إجماعًا" (4) ملا علي القاري (1014 هـ) قال: "أجمعوا على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، ولو طرأ عليه الكفر انعزل" (5).
• الموافقون على الإجماع: الحنفية (6)، والمالكية (7)، والشافعية (8)، والحنابلة (9)، والظاهرية (10).
• مستند الإجماع: استدلوا بأدلة من الكتاب، والسنة:
• أولًا: الكتاب:
الدليل الأول: قول اللَّه -تعالى-: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} (11).
• وجه الدلالة: أنه بكفر الإمام جعل أعظم سبيل على المؤمنين (12).
الدليل الثاني: قول اللَّه -تعالى-: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ
(1) إكمال المعلم (6/ 246).
(2)
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (6/ 314).
(3)
حواشي الشرواني (9/ 75).
(4)
فتح الباري لابن حجر العسقلاني (13/ 123).
(5)
مرقاة المفاتيح (7/ 227).
(6)
بدائع الصنائع (2/ 239)، وتبيين الحقائق (2/ 99)، وغمز عيون البصائر (4/ 111)، وبريقة محمودية (1/ 216)، وحاشية الطحطاوي على الدر المختار (1/ 238)، وحاشية ابن عابدين (2/ 309).
(7)
الفواكه الدواني (1/ 325)، ومواهب الجليل لشرح مختصر الخليل (7/ 540)، والشرح الكبير للدردير (3/ 387)،
(8)
غياث الأمم (ص 75)، وأسنى المطالب في شرح روض الطالب (4/ 108)، ومغني المحتاج (4/ 132).
(9)
المغني في فقه الإمام أحمد (6/ 416)، وشرح الزركشي على مختصر الخرقي (3/ 366).
(10)
الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 128).
(11)
سورة النساء، الآية:(141).
(12)
الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 128).