الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبيعته فرع وجوده، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب (1).
النتيجة:
صحة الإجماع في أن الإمامة فرض كفاية.
[6/ 6] فضل الولايات
• المراد بالمسألة: الولايات لغة: جمع ولاية، الواو واللام والياء: أصل صحيح يدل على قرب، ومن ذلك: الولي: القرب، يُقال: تباعد بعد ولي، أي: قرب، وجلس مما يليني، أي: يقاربني.
ومن الباب المولى: المُعْتِق والمُعْتَق، والصاحب، والحليف، وابن العم، والناصر، والجار؛ كل هؤلاء من الولي وهو القرب، وكل من ولي أمر آخر فهو وليه، والوَلاء ولاء المُعْتِق، والمُوالاة ضد المعاداة.
ويُقال: وَالَى بينهما وِلَاءً بالكسر، أي: تابع، وفَعَلَ هذه الأشياء على الولاء، أي: متتابعة، وتَوَالَى عليهم شهران: تتابع، واسْتَوْلَى على الأمد، أي: بلغ الغاية.
والوِلاية بالكسر: السلطان، والوَلاية بالفتح والكسر: النصرة.
وقيل: الوَلَايَةُ با لفتح: المصدر، وبالكسر: الاسم (2).
الولايات اصطلاحًا: تنفيذ القول على الغير، شاء الغير أو أبي (3). والولايات بهذا المعنى لها فضل وأجر عظيم على غيرها باتفاق، متى كانت في أهلها، وأعمالها صادرة في محلها.
• من نقل الإجماع: عز الدين بن عبد السلام (4)(660 هـ) قال: "وعلى
(1) الذخيرة للقرافي (10/ 23).
(2)
لسان العرب (15/ 405)، ومختار الصحاح، محمد بن أبي بكر الرازي، تحقيق: محمود خاطر، طبعة 1415 هـ (1/ 740)، ومعجم مقاييس اللغة (6/ 141).
(3)
التعريفات للجرجاني (ص 254).
(4)
هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم، الملقب بسلطان العلماء، اشتهر بالعز، ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، أخذ عن فخر الدين ابن عساكر، والآمدي، وأبي محمد القاسم، وغيرهم، وعنه ابن دقيق العيد، والباجي، وابن الفركاح، وغيرهم، له: القواعد الكبرى، والترغيب في صلاة الرغائب، والفرق بين الإسلام والإيمان، توفي سنة ستين وستمائة.
يُنظر طبقات الشافعية الكبرى (8/ 209)، وطبقات الشافعية (2/ 109).
الجملة، فالعادل من الأئمة والولاة والحكام أعظم أجرًا من جميع الأنام، بإجماع أهل الإسلام" (1). النووي (676 هـ) قال:"من كان أهلًا للولاية وعدل فيها، فله فضل عظيم. . . وإجماع المسلمين منعقد عليه"(2).
• من وافق على الإجماع: الحنفية (3)، والمالكية (4)، والشافعية (5)، والحنابلة (6)، والظاهرية (7).
• مستند الإجماع: ويستدل على ذلك بأدلة من السنة:
1 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ. . . "(8).
• وجه الدلالة: أن الثواب العظيم في ذلك اليوم العظيم لعمل عظيم.
قال النووي: " (الإمام العادل)، قال القاضي: هو كل من إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والحكام، وبدأ به لكثرة مصالحه وعموم نفعه"(9).
2 -
حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عز وجل، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِين، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا"(10).
(1) قواعد الأحكام في مصالح الأنام، للعز بن عبد السلام، تحقيق: محمود بن التلاميذ الشنقيطي، دار المعارف، بيروت (1/ 121).
(2)
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (12/ 210).
(3)
فتح القدير، كمال الدين السيواسي، (7/ 261)، والبحر الرائق (6/ 298).
(4)
البيان والتحصيل (17/ 416)، والذخيرة للقرافي (10/ 10).
(5)
أدب الدنيا والدين (ص 150)، والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (7/ 121).
(6)
السياسة الشرعية لابن تيمية (ص 168)، والمبدع شرح المقنع، لابن مفلح، دار عالم الكتب، الرياض، طبعة 1423 هـ (2/ 149).
(7)
الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 72).
(8)
تقدم تخريجه.
(9)
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (7/ 121).
(10)
أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل (3/ 1458) رقم (1827).
• وجه الدلالة: أن الإمام العادل: هو الذي يتبع أمر اللَّه بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط، وقدَّمه في الذكر لعموم النفع به (1).
قال النووي: "هذا الفضل إنما هو لمن عدل فيما تقلده من خلافة، أو إمارة، أو قضاء، أو حسبة. . . "(2).
النتيجة:
صحة الإجماع على فضل الولايات.
(1) يُنظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر (2/ 145).
(2)
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (12/ 212).