الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرجل المارَّ بالقرية النبيَّ إرْمِيا
(1)
. (ز)
10535 -
عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق، عمَّن لا يتهم- مُطَوَّلَة جِدًّا مع تفاصيلمخمخمخمخ غريبة، وعدَّ الرجلَ المارَّ بالقرية النبيَّ إرْمِيا
(2)
. (ز)
10536 -
عن بكر بن مُضَر، قال: يزعمون في بعض الكتب: أنّ إرْمِيا كان بإيلْيا حين خَرَّبَها بُخْتُنَصَّر، فخرج منها إلى مصر فكان بها، فأوحى الله إليه: أنِ اخرج منها إلى بيت المقدس. فأتاها، فإذا هي خَرِبة، فنظر إليها، فقال: أنّى يحيي هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام، ثم بعثه، فإذا حمارُه حيٌّ قائمٌ على رباطه، وإذا طعامه سَلُّ عِنَب وسَلُّ تين. قال: وردَّ الله إليه بصرَه، وجعل الروح فيه قبل أن يُبْعَثَ بثلاثين سنة، ثم نظر إلى بيت المقدس وكيف عُمِّر وما حوله. قال: فيقولون -والله أعلم-: إنّه الذي قال الله -تعالى ذكره-: {أوْ كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها} الآية
(3)
[1001]. (ز)
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى}
10537 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- قال: إنّ إبراهيم مرَّ برجل ميت -زعموا: أنه حَبَشِيٌّ- على ساحل البحر، فرأى دوابَّ البحر تَخْرُج فتأكل منه، وسِباعَ الأرض تأتيه فتأكل منه، والطير تقَعُ عليه فتأكل منه، فقال إبراهيم عند ذلك: ربِّ، هذه دوابُّ البحر تأكل من هذا، وسِباعُ الأرضِ، والطيرُ، ثم تُميتُ هذه فتَبْلى، ثم تُحْيِيها، فأرني كيف تُحيي الموتى
(4)
. (3/ 218)
10538 -
عن عبد الله بن عباس =
[1001] نقل ابنُ عطية (2/ 42) في معنى هذا القول رواية «أن الله ردَّ عليه عينيه وخلق له حياة يرى بها كيف تعمر القرية وتحيا من ثلاثين سنة تكملة المائة، لأنه بقي سبعين ميتًا كله» . ثم انتقدها مستندًا إلى لفظ الآية قائلًا: «وهذا ضعيف، ترد عليه ألفاظ الآية» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 4/ 593 - 594.
(2)
أخرجه ابن جرير 4/ 587 - 593. وينظر: تفسير الثعلبي 2/ 243 - 246، وتفسير البغوي 1/ 317 - 320.
(3)
أخرجه ابن جرير 4/ 604، 612.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 507، وأبو الشيخ في العظمة 2/ 618.
10539 -
وسعيد بن جبير: لَمّا اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلًا سأَلَ ملكُ الموت ربَّه أن يأذن له فيُبَشِّر إبراهيم بذلك، فأذِن له، فأتى إبراهيمَ ولم يكن في الدار، فدخل داره -وكان إبراهيم عليه السلام أغيَر الناس؛ إذا خرج أغْلَقَ بابه-، فلما جاء وجد في داره رجلًا، فثار عليه ليأخذه، وقال له: مَن أذِن لك أن تدخل داري؟ فقال: أذِن لي ربُّ هذه الدار. فقال إبراهيم: صدقتَ. وعَرَف أنّه ملَك، فقال: مَن أنت؟ قال: أنا ملك الموت، جِئْتُ أُبَشِّرُك بأنّ الله تعالى قد اتَّخَذَك خليلًا. فحَمِد الله عز وجل، وقال: فما علامةُ ذلك؟ قال: أن يجيب الله دعاءَك، ويحيي الله الموتى بسؤالك. فحينئذ قال إبراهيم:{رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيِ المَوْتى} بعلمي أنك تجيبني إذا دعوتك، وتعطيني إذا سألتك، واتخذتني خليلًا
(1)
. (ز)
10540 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتى} ، قال: مرَّ إبراهيمُ على دابِّة ميتٍ قد بَلِيَ وتقَسَّمَتْه الرياح والسباعُ، فقام ينظر، فقال: سبحان الله! كيف يُحْيِي اللهُ هذا؟ وقد علم أنّ الله قادرٌ على ذلك، فذلك قوله:{رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتى}
(2)
. (ز)
10541 -
عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- قال: سألَ إبراهيمُ عليه السلام ربَّه أن يُرِيَه كيف يحيي الموتى؛ وذلك مِمّا لقِيَ مِن قومه مِن الأذى، فدعا به عند ذلك فقال:{ربِّ، أرني كيف تحيي الموتى}
(3)
. (3/ 220)
10542 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى} ، قال: ذُكِر لنا: أنّ خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أتى على دابَّةٍ تَوَزَّعَتْها الدَّوابُّ والسِّباع، فقال:{رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}
(4)
. (ز)
10543 -
عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: لَمّا اتخذ الله إبراهيم خليلًا سأل ملكُ الموت أن يأذن له فيُبشِّرَ إبراهيم بذلك، فأذِن له، فأتى إبراهيمَ وليس في البيت، فدخل داره -وكان إبراهيمُ مِن أغير الناس، إذا خرج أغلق الباب-
(1)
تفسير الثعلبي 2/ 252، وتفسير البغوي 1/ 322. وعلَّقه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 204.
(2)
أخرجه ابن جرير 4/ 625. وعلَّقه ابن أبي حاتم 2/ 508، والواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 202.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 507.
(4)
أخرجه ابن جرير 4/ 624، والواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 202.
فلما جاء وجد في بيته رجلًا، ثار إليه ليأخذه، وقال له: مَن أذِن لك أن تدخل داري؟ قال ملك الموت: أذِن لي ربُّ هذه الدار. قال إبراهيم: صدقتَ. وعرف أنه ملكُ الموت، قال: مَن أنت؟ قال: أنا ملَك الموت، جئتُكَ أُبَشِّرُك بأنّ الله قد اتَّخَذك خليلًا. فحَمِد الله، وقال: يا ملَك الموت، أرِني كيف تقبضُ أنفاس الكُفّار. قال: يا إبراهيم، لا تطيق ذلك. قال: بلى. قال: فأعْرِضْ. فأعرَض إبراهيم، ثُمَّ نظر، فإذا هو برجل أسودَ يَنالُ رأسُه السماءَ، يخرج مِن فِيه لَهَبُ النار، ليس مِن شعرة في جسده إلا في صورة رجل أسود يخرج مِن فيه ومسامِعِه لهب النار، فغُشِي على إبراهيم، ثم أفاق وقد تحوَّل ملكُ الموت في الصورة الأولى، فقال: يا ملَك الموت، لو لم يَلْقَ الكافرُ عند موته من البلاء والحزن إلا صُورَتَك لَكَفاه، فأرِني كيف تقبض أنفاسَ المؤمنين؟ قال: فأعْرِضْ، فأعرَض إبراهيمُ، ثم التفت، فإذا هو برجل شابٍّ أحسنَ الناس وجهًا وأطيبَه ريحًا في ثِيابٍ بيض، قال: يا ملَك الموت، لو لم يَرَ المؤمنُ عند موته مِن قُرَّة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه. فانطلق مَلَكُ الموت، وقام إبراهيم يدعو ربه، يقول: ربِّ، أرني كيف تحيي الموتى، حتى أعلم أني خليلك. قال: أولم تؤمن؟ يقول: تُصَدِّقْ بأَنِّي خليلُك؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي بِخُلُولَتِكَ
(1)
. (3/ 220)
10544 -
قال مقاتل بن سليمان: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى} ، وذلك أنّه رأى جِيفَة حمار على شاطئ البحر تَتَوزَّعُهُ دوابُّ البَرِّ والبحرِ والطيرُ، فنظر إليها ساعة، ثُمَّ قال:{رب أرني كيف تحي الموتى}
(2)
. (ز)
10545 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: بَلَغَنِي: أنّ إبراهيم بينما هو يسير على الطريق إذا هو بجِيفَة حمار، عليها السباعُ والطير، قد تَمَزَّعَتْ لحمها، وبقي عظامُها، فوقف، فعَجِب، ثُمَّ قال: ربِّ، قد علمتُ لَتَجْمَعَنَّها مِن بطون هذه السباع والطير، ربِّ أرني كيف تحيي الموتى
(3)
. (3/ 219)
10546 -
عن عطاء الخراساني: كانت جيفةَ حمار بساحل البحر، في بحيرة طَبَرِيَّة
(4)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 4/ 627 - 628، وابن أبي حاتم 2/ 507 - 508. وعلق الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 204 نحوه مختصرًا.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 218.
(3)
أخرجه ابن جرير 4/ 625. وعلَّق الواحديُّ في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 202 نحوه.
(4)
تفسير الثعلبي 2/ 251، وتفسير البغوي 1/ 322. وعلَّق الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 202 نحوه.