الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(221)}
7846 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إلى النّارِ واللَّهُ يَدْعُو إلى الجَنَّةِ والمَغْفِرَةِ بِإذْنِهِ} إلى {يَتَذَكَّرُونَ} ، قال: ذُكِرَ لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «والَّذي نفسُ محمدٍ بيده، لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ إلا مَن أبى»
(1)
. (ز)
{وَيَسْأَلُونَكَ}
7847 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: ما رأيتُ قومًا كانوا خيرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قُبِض، كلُّهن في القرآن، منهن:{يسألونك عن الخمر والميسر} [البقرة: 219]، و {يسألونك عن الشهر الحرام} [البقرة: 217]، و {يسالونك عن اليتامى} [البقرة: 220]، و {يسألونك عن المحيض} [البقرة: 222]، و {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: 1]، و {يسألونك ماذا ينفقون} ، ما كانوا يسألون إلا عمّا كان ينفعهم
(2)
. (2/ 503)
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى}
نزول الآية:
7848 -
عن أنس: أنّ اليهود كانوا إذا حاضَتِ المرأةُ منهم أخرجوها من البيت، ولم يُؤاكِلُوها، ولم يُشارِبُوها، ولم يُجامِعُوها في البيوت، فسُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فأنزل الله:{ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جامِعُوهُنَّ في البيوت، واصنعوا كُلَّ شيء إلا النكاح» .
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 399 (2107). والحديث في البخاري (7280) عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» . قالوا: يا رسول الله، ومَن يَأْبى؟ قال:«مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى» .
(2)
أخرجه الدارمي 1/ 50 - 51، والبزار -كما في تفسير ابن كثير 1/ 381 - ، والطبراني في المعجم الكبير (12288)، والثعلبي في تفسيره 2/ 155. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
فبَلَغَ ذلك اليهودُ، فقالوا: ما يُرِيدُ هذا الرجلُ أن يَدَعَ مِن أمْرِنا شيئًا إلا خالَفَنا فيه. فجاء أُسَيْدُ بن حُضَيْر، وعَبّادُ بن بِشْرٍ، فقالا: يا رسول الله، إنّ اليهود قالت كذا وكذا، أفلا نُجامِعُهُنَّ؟ فتَغَيَّر وجْهُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظَنَنّا أن قد وجَدَ عليهما، فخرجا، فاستقبلهما هَدِيَّةٌ من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَرْسَلَ في أثَرِهما، فسقاهما، فعرفا أنه لم يَجِدْ عليهما
(1)
. (2/ 570)
7849 -
عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{ويسألونك عن المحيض} ، قال: إنّ اليهودَ قالوا: مَن أتى المرأة مِن دُبُرِها كان ولدُه أحْوَلَ. وكان نساء الأنصار لا يَدَعْنَ أزواجَهُنَّ يأتونهن مِن أدبارِهِنَّ، فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض؛ فأنزل الله:{ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} يعني: الاطِّهارَ، {فإذا تطهرن} بالاغتسال {فأتوهن من حيث أمركم الله} ، {نساؤكم حرث لكم} إنّما الحرثُ موضعُ الولد
(2)
. (2/ 571)
7850 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أنّ القرآن أُنزل في شأن الحائض، والمسلمون يُخْرِجُونَهُنَّ من بيوتهنَّ كفعل العَجَم، ثم اسْتَفْتُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك؛ فأنزل الله:{ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} . فظَنَّ المؤمنون أنّ الاعتزال كما كانوا يفعلون بخروجهنَّ من بيوتهنَّ، حتى قرأ آخر الآية، ففهم المؤمنون ما الاعتزال؛ إذ قال الله:{ولا تقربوهن حتى يطهرن}
(3)
. (2/ 571)
7851 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده-: أن ثابت بن
(1)
أخرجه مسلم 1/ 246 (302)، وابن أبي حاتم 2/ 400 (2108).
(2)
أخرجه البزار كما في كشف الأستار 3/ 41 - 42 (2192)، والواحدي في أسباب النزول ص 75. وأخرج البخاري 6/ 29 (4528)، ومسلم 2/ 1058 (1435) منه قول اليهود.
قال البزار: «لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد» . وقال الهيثمي في المجمع 6/ 319 - 320 (10865): «رواه مسلم باختصار، ورواه البزار، وفيه عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم القردواني، ولم يروه عنه غير ابنه، وبقية رجاله وُثِّقوا» . وقال ابن حجر في العُجاب في بيان الأسباب 1/ 555 عن رواية الواحدي: «وهذا مع انقطاعه فيه نكارة في سياقه» . وقال المناوي في الفتح السماوي 1/ 267: «وأخرجه البزار من طريق خُصَيْف عن ابن المنكدر، وزاد فيه: وإنّما الحرث فيه من حيث يخرج الولد. تفرد به خُصَيْف، وهو ضعيف» .
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 400 (2109)، 2/ 401 (2114)، من طريق إبراهيم الصائغ، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف؛ فيه إبراهيم الصائغ، مجهول، كما في اللسان لابن حجر 1/ 244.
دَحْداحَة الأنصاري سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن المحيض؛ فأنزل الله تعالى: {ويسألونك عن المحيض}
(1)
. (ز)
7852 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصَيْف- قال: كانوا يجتنبون النساءَ في المحيض، ويأتونهنَّ في أدبارِهنَّ، فسألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فأنزل الله:{ويسألونك عن المحيض} إلى {فإذا تطهرن فأتوهنّ من حيث أمركم الله} في الفَرْجِ، لا تَعْدُوهُ
(2)
. (ز)
7853 -
عن الحسن البصري: أنّ الشيطان أدْخَلَ على أهل الجاهلية في حَيْضِ النساء من الضِّيق ما أدْخَل على المجوس؛ فكانوا لا يُجالِسُونَهُنَّ في بيت، ولا يأكلون معهُنَّ، ولا يشربون، فلَمّا جاء الإسلام سأل المسلمون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك؛ فأنزل الله:{قل هو أذى}
(3)
. (ز)
7854 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: {ويسألونك عن المحيض} حتى بلغ {حتى يطهرن} ، فكان أهلُ الجاهلية لا تُساكِنُهُمْ حائضٌ في بيت، ولا تُؤاكِلُهم في إناءٍ؛ فأنزل الله -تعالى ذِكْرُه- في ذلك، فحَرَّم فَرْجها ما دامت حائِضًا، وأَحَلَّ ما سوى ذلك؛ أن تَصْبَغ لك رأسَك، وتؤاكلَك مِن طعامك، وأن تُضاجِعَك في فراشك، إذا كان عليها إزارٌ مُحْتَجِزَةً به دونك
(4)
. (2/ 572)
7855 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، مثله
(5)
. (ز)
7856 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: {ويسألونك عن المحيض} ، قال: الذي سأل عن ذلك ثابتُ بنُ الدَّحْداح
(6)
. (2/ 572)
7857 -
عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- في قوله: {ويسألونك عن المحيض} ، قال: أُنزِلَت في ثابت بن الدَّحْداح
(7)
. (2/ 572)
(1)
أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة 1/ 346.
إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(2)
أخرجه ابن جرير 3/ 722.
(3)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 222 - .
(4)
أخرجه ابن جرير 3/ 721. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(5)
أخرجه ابن جرير 3/ 721.
(6)
أخرجه ابن جرير 3/ 723.
(7)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 400 (2110). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.