الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثمار والنبات، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالصدقة قبل أن تنزل آيةُ الصدقات، فجاء رجل بعِذْق مِن تمر عامَّتُهُ حَشَفٌ، فوضعه في المسجد مع التمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«من جاء بهذا؟» . فقالوا: لا ندري. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعَلَّق العِذْق، فمن نظر إليه قال: بئس ما صنع صاحبُ هذا
(1)
. (ز)
10889 -
عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- {ومما أخرجنا لكم من الأرض} ، يعني به: الثمار؛ التمر، والزبيب، والأعناب، والحب
(2)
. (ز)
{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
(267)}
نزول الآية:
10890 -
عن عَبيدَةَ السَّلْماني، قال: سألتُ عليَّ بن أبي طالب عن قول الله: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} الآية. فقال: نزلت هذه الآية في الزكاة المفروضة؛ كان الرجل يَعْمِد إلى التمر فيصْرِمُه
(3)
، فيعزل الجيِّد ناحية، فإذا جاء صاحبُ الصدقة أعطاه من الرديء؛ فقال الله:{ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه}
(4)
.
(3/ 274)
10891 -
عن البراء بن عازب -من طريق أبي مالك عند بعضهم، أو عدي بن ثابت عند البعض الآخر- في قوله:{ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} ، قال: نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل، فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 222.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 527.
(3)
أي: فيقطعه. لسان العرب (صرم).
(4)
أخرجه ابن جرير 4/ 700، من طريق عصام بن رواد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني، عن علي به.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه علتان: 1 - رواد بن الجراح الشامي، قال عنه الذهبي في الكاشف 1/ 398:«له مناكير، ضُعّف» . وقال ابن حجر في التقريب: «صدوق، اختلط بأخرة فتُرِك» .
2 -
وأبو بكر الهذلي البصري، قيل: اسمه: سلمى بن عبد الله بن سلمى، وقيل غير ذلك، وهو متروك الحديث، قال الذهبي 1/ 276:«تركوا حديثه» . وقد رماه غير واحد بالكذب، تنظر ترجمته في: تهذيب التهذيب لابن حجر 12/ 47.
وقلِّته، وكان الرجل يأتي بالقِنْوِ
(1)
والقِنْوين فيعلِّقه في المسجد، وكان أهل الصُّفَّة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتى القِنْوَ فضربه بعصاه، فيسقط البُسْرُ والتمر فيأكل، وكان ناس مِمَّن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقِنْو فيه الشِّيصُ
(2)
والحَشَفُ، وبالقِنو قد انكسر فيعلقه؛ فأنزل الله:{يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه} . قال: لو أنّ أحدكم أُهْدِي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه إلا عن إغْماض وحياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده
(3)
. (3/ 271)
10892 -
عن جابر -من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه- قال: أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر بصاعٍ من تمر، فجاء رجل بتمر رديء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة: «لا تَخْرِص
(4)
هذا التمر». فنزل القرآن: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض} الآية
(5)
. (3/ 273)
10893 -
عن سهل بن حُنَيفٍ، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فجاء رجل بكبائِسَ
(6)
من هذا السُّخَّلِ
(7)
-يعني: الشِّيص-، فوضعه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«من جاء بهذا؟» . وكان كلُّ مَن جاء بشيء نُسِب إليه؛ فنزلت: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} الآية. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لونين من التمر أن يُؤخَذا في الصدقة: الجُعْرُور
(8)
،
(1)
القِنْو: العِذق بما فيه من رطب. لسان العرب (قنا).
(2)
الشِّيص -بالكسر-: تمر لا يشتد نواه. لسان العرب (شيص).
(3)
أخرجه الترمذي 5/ 241 - 242 (3230) واللفظ له، وابن ماجه 3/ 36 (1822)، والحاكم 2/ 313 (3127)، وابن جرير 4/ 699 - 700، وابن أبي حاتم 2/ 527، 528 (2803).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب صحيح» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» .
(4)
الخرص: التظني فيما لا تستيقنه، ومنه: خرص النخل إذا حَزَرت التمر؛ لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظن، لا إحاطة. لسان العرب (خرص).
(5)
أخرجه الحاكم 2/ 311 (3122).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» .
(6)
الكِباسة -بالكسر-: العِذْق التام بشماريخه وبسره، وهو من التمر بمنْزلة العُنقود من العنب. لسان العرب (كبس).
(7)
السُّخَّل: هو التمر الذي لا يشتد نواه. لسان العرب (سخل).
(8)
الجُعْرُور: ضرب من الدقل يحمل رطبًا صغارًا لا خير فيه. ولَوْن الحُبَيْق: من أردإ التمر أيضًا. لسان العرب (جعر).
ولَوْن الحُبَيْق
(1)
. (3/ 273)
10894 -
عن ابن عباس، قال: كان أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يشترون الطعام الرَّخيص، ويتصدقون؛ فأنزل الله:{يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} الآية
(2)
. (3/ 274)
10895 -
عن باذان، عن ابن عباس، في هذه الآية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم: «إنّ لله في أموالكم حقًّا، فإذا بلغ حقُّ الله في أموالكم فأعطوا منه» . وكان الناس يأتون أهل الصدقة بصدقاتهم، ويضعونها في المسجد، فإذا اجتمعت قسَّمها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينهم، قال: فجاء رجل ذات يوم بعد ما رَقَّ أهلُ المسجد وتفرّق هامهم بعِذْقِ حَشَفٍ، فوضعه في الصدقة، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصره، فقال:«مَن جاء بهذا العِذْق الحَشَف؟» . قالوا: لا ندري، يا رسول الله. قال:«بئسما صنع صاحبُ هذا الحَشَف» . فأنزل الله تعالى هذه الآية
(3)
. (ز)
10896 -
عن محمد بن يحيى بن حَبّان المازني من الأنصار: أنّ رجلًا من قومه أتى بصدقة يحملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصناف من التمر معروفة؛ من الجُعْرُور،
(1)
أخرجه أبو داود 3/ 52 (1607)، وابن خزيمة 4/ 67 (2313)، والحاكم 1/ 559 (1462)، 2/ 312 (3124، 3125)، وابن جرِير 4/ 700، 701، وابن أبي حاتم 2/ 528 (2802).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط البخاري، ولم يخرجاه» . وقال في موضع آخر: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . وقال الألباني في صحيح أبي داود 5/ 315 (1425): «صحيح» .
وقد اختلف في وصل هذا الحديث عن أبي أمامة بن سهل عن سهل به، وإرساله عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم، دون ذكر أبيه، قال ابن عبدالهادي في المحرّر ص 345:«روي مرسلًا. قال الدارقطني: وهو الأولى بالصواب» .
(2)
أخرجه الضياء في المختارة 10/ 114 (112)، وابن أبي حاتم 2/ 526 (2790)، من طريق أبي سعيد أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان الدشتكي، قال: حدثني أبي [عبد الرحمن بن عبد الله]، ثنا أبي [عبد الله بن سعد]، عن أبيه [سعد بن عثمان]، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف؛ عبد الله بن سعد الدشتكي، وأبوه سعد بن عثمان: مجهولان. تنظر ترجمتهما في: تهذيب التهذيب لابن حجر 3/ 315، 5/ 206.
(3)
أورده الثعلبي 2/ 268، من طريق محمد بن مروان السُّدّي الصغير في روايته عن الكلبي، عن باذان، عن ابن عباس.
وهذا الإسناد ضعيفٌ جدًّا، مسلسل بالكذابين والضعفاء، حتى قال ابن حجر عنه في العجاب 1/ 263:«سلسلة الكذب» .
واللِّينة
(1)
، والأيارخ، والقصرة، وأمعاءِ فأرة
(2)
، وكلُّ هذا لا خير فيه من تمر النخيل، فردَّها الله ورسوله، وأنزل الله فيه:{يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} إلى قوله: {حميد}
(3)
. (3/ 274)
10897 -
عن مجاهد بن جبر، قال: كانوا يتصدقون بالحَشَف وشِرار التمر، فنُهوا عن ذلك، وأُمروا أن يتصدقوا بطيِّب. قال: وفي ذلك نزلت: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون}
(4)
. (3/ 275)
10898 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبر- قال: كان أناس من المنافقين حين أمر الله أن تؤدّى الزكاة يجيئون بصدقاتهم بأردأ ما عندهم من الثمرة؛ فأنزل الله: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون}
(5)
. (3/ 272)
10899 -
عن الحسن البصري -من طريق يزيد بن إبراهيم- قال: كان الرجل يتصدق برُذالة
(6)
ماله؛ فنزلت: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون}
(7)
. (3/ 272)
10900 -
عن جعفر بن محمد [الباقر]، عن أبيه: قال لَمّا أمَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر جاء رجل بتمر رديء، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم الذي يَخْرِصُ النخل أن لا يُجِيزَه؛ فأنزل الله:{يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} الآية
(8)
. (3/ 272)
10901 -
عن عطاء [بن أبي رباح]-من طريق ابن جريج- قال: علَّق إنسان حَشَفًا في الأَقْناء
(9)
التي تُعلَّق بالمدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما هذا؟! بئسما علَّق هذا» . فنزلت: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون}
(10)
. (3/ 274)
(1)
اللينة: يطلق أهل المدينة اللينة على الدَّقل، وهو نوع سيء من التمر. جمهرة اللغة (دقل).
(2)
معي الفأرة: ضرب رديء من تمر الحجاز. لسان العرب (معى).
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
لم نقف على إسناده.
(4)
عزاه السيوطي إلى سفيان بن عيينة، والفريابي.
(5)
أخرجه ابن جرير 4/ 706 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(6)
رُذالة كل شيء: أردؤه. لسان العرب (رذل).
(7)
أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 226، وابن جرير 4/ 702. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد. وذكر يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 259 - نحوه.
(8)
عزاه السيوطي في الدر 3/ 272 إلى عبد بن حميد مرسلًا.
وقد تقدّم وصله قريبًا من حديث جابر بنحوه.
(9)
الأقناء: جمع قِنْو، وهو العِذْق. لسان العرب (قنا).
(10)
أخرجه ابن جرير 4/ 702، من طريق ابن جريج، عن عطاء به.
إسناده ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإنّ عطاء لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.