الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَآذُوهُمَا}
16715 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {واللذان يأتيانها منكم} الآية، قال: كان الرجلُ إذا زنا أُوذِي بالتَّعْيِيرِ، وضُرِب بالنِّعال
(1)
. (4/ 277)
16716 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- {فآذوهما} ، يعني: باللسان؛ بالتَّعْيِير، والكلام القبيح لهما بما عَمِلا، وليس عليهما حبسٌ؛ لأنهما بِكْران، ولكن يُعَيَّرانِ ليتوبا ويندما
(2)
. (4/ 277)
16717 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {فآذوهما} ، يعني: سبًّا
(3)
. (4/ 277)
16718 -
قال عطاء: فعَيِّروهما باللسان: أما خِفتَ اللهَ؟! أما اسْتَحْيَيْتَ مِن الله حيثُ زَنَيْتَ؟!
(4)
. (ز)
16719 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {فآذوهما} ، قال: كانا يُؤْذَيان بالقول جميعًا
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 6/ 503، 505، وابن المنذر (1475)، وابن أبي حاتم 3/ 895، 896 وزاد: فأنزل الله تعالى بعده الآية: {والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} فإن كانا محصنين رُجِما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبيهقي في سننه 8/ 211.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 895، 896.
(3)
أخرجه آدم -كما في تفسير مجاهد ص 270 - ، وابن المنذر 2/ 604 من طريق ابن جريج، والبيهقي في سُنَنِه 8/ 210.
(4)
تفسير الثعلبي 3/ 271 - 272، وتفسير البغوي 2/ 182.
(5)
أخرجه ابن جرير 6/ 502.
16720 -
قال قتادة بن دِعامة: فعيِّرُوهما باللسان: أما خفتَ اللهَ؟! أما اسْتَحْيَيْتَ مِن الله حيث زنيت؟!
(1)
. (ز)
16721 -
قال مقاتل بن سليمان: {فآذوهما} باللسان، يعني: بالتَّعْيِير، والكلامِ القبيح بما عَمِلا، ولا حَبْسَ عليهما؛ لأنّهما بِكْران، فيُعَيَّرانِ لِيَندَما ويتُوبا
(2)
. (ز)
16722 -
عن سفيان -من طريق عبد الله- قوله: {واللذان يأتيانها منكم} ، قال: البِكْران، فآذوهما بالقول. كانا إذا جاءا بفاحشة آذَوْهُما بالقول، حتى نزل الحدُّ
(3)
[1560]. (ز)
[1560] أفادت الآثارُ الاختلافَ في عقوبة الأذى المذكورة في الآية على ثلاثة أقوال: أولها: هي التعيير والتوبيخ باللسان. وهذا قول السديِّ، وقتادة. وثانيها: هو التَّعْيِيرُ باللسان، والسبِّ. وهذا قول مجاهد. وثالثها: التَّعْيِيرُ باللسان، والضرب بالنعال. وهذا قول ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة.
وذَهَبَ ابنُ جرير (6/ 503 - 504) إلى أنّ الأذى في الآية مُجْمَلٌ، أُخِذَ تفسيره في البكر مِن آية النور، وفي الثَّيِّبِ من السُّنَّةِ، مع دلالة الإجماع، فقال:«أوْلى الأقوال في ذلك بالصوابِ أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْرُه- كان أمَرَ المؤمنين بأذى الزانيين المذكورين إذا أتيا ذلك، وهما من أهل الإسلام. والأذى قد يقع لكل مكروهٍ نال الإنسانَ؛ مِن قول سَيِّءٍ باللسان، أو فعل، وليس في الآية بيانُ أيِّ ذلك كان أمَرَ به المؤمنين يومئذ، ولا خبر به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن نَقْل الواحد ولا نقل الجماعة الموجب مجيئهما قطعَ العذر، وأهلُ التأويل في ذلك مختلفون، وجائِزٌ أن يكون ذلك أذًى باللسان، أو اليد، وجائزٌ أن يكون كان أذًى بهما، وليس في العلم بأيِّ ذلك كان مِن أيٍّ نفعٌ في دين ولا دنيا، ولا في الجهل به مضرة؛ إذْ كان الله -جل ثناؤه- قد نسخ ذلك من مُحْكَمه بما أوجب مِن الحكم على عباده فيهما وفي اللاتي قبلهما. فأما الذي أوجب مِن الحكم عليهم فيهما، فما أوجب في سورة النور، بقوله: {الزّانِيَةُ والزّانِي فاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ}. وأمّا الذي أوْجَبَ في اللّاتي قبلهما، فالرجم الذي قضى به رسول الله فيهما. وأجمع أهل التأويل جميعًا على أنّ الله -تعالى ذِكْرُه- قد جعل لأهل الفاحشة مِن الزناة والزواني سبيلًا بالحدود التي حكم بها فيهم» .
وقال ابنُ تيمية (2/ 214): «قوله تعالى: {فآذوهما} أمر بالأذى مطلقًا، ولم يذكر كيفيته وصفته ولا قدره، بل ذكر أنّه يجب إيذاؤهما. ولفظ الأذى يستعمل في الأقوال كثيرًا؛ كقوله: {لن يضروكم إلا أذى} [آل عمران: 111]، وقوله: {إن الذين يؤذون الله ورسوله} [الأحزاب: 57]، {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا} [الأحزاب: 58]، {ومنهم الذين يؤذون النبي} [التوبة: 61]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله» ، ونظائر ذلك كثيرة».
_________
(1)
تفسير الثعلبي 3/ 271 - 272، وتفسير البغوي 2/ 182.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 362 - 363.
(3)
أخرجه ابن المنذر 2/ 604.