الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءَه. أفأنزلُ فأخبرهم أنّك لم تطلقْهُنَّ؟ قال: «نعم، إن شئت» . فلم أزَل أحدثه حتى تَحَسَّر الغضبُ عن وجهه، وحتى كَشَر
(1)
فضحك، وكان من أحسن الناس ثغرًا. ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم، ونزلت، فنزلت أتَشَبَّثُ بالجذع، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده، فقلت: يا رسول الله، إنّما كنت في الغرفة تسعة وعشرين! قال:«إن الشهر يكون تسعًا وعشرين» . فقمتُ على باب المسجد، فنادَيْتُ بأعلى صوتي: لم يُطَلِّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءَه. ونَزَلَتْ هذه الآية:
{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به
ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}، فكنتُ أنا استنبطت ذلك الأمر، وأنزل الله عز وجل آية التخيير
(2)
[1779]. (ز)
تفسير الآية:
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}
19203 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} ، يقول: أفْشَوْهُ، وسَعَوا به
(3)
. (4/ 549)
19204 -
عن عطاء الخراساني، نحو ذلك
(4)
. (ز)
19205 -
عن عبد الله بن عباس-من طريق ابن جريج- {وإذا جاءهم أمر من الأمن
[1779] قال ابنُ عطية (2/ 162 - 163) في نزول الآية: «وقالت فرقة: الآية نازلة في المنافقين، وفي مَن ضَعُف جَلَده عن الإيمان من المؤمنين، وقلَّت تجربته» . ثم علّق قائلًا: «فإمّا أن يكون ذلك في أمر السرايا، فإنهم كانوا يسمعون أقوال المنافقين، فيقولونها مع من قالها، ويذيعونها مع من أذاعها، وهم غير متثبتين في صحتها، وهذا هو الدالُّ على قلة تجربتهم، وإما أن يكون ذلك في سائر الأمور الواقعة، كالذي قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: إنّه جاء وقوم في المسجد يقولون طلَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه
…
»، وذكر أثر عمر المروي هنا.
_________
(1)
كشر: أبدى أسنانه في الضحك وغيره. النهاية، والقاموس (كشر).
(2)
أخرجه البخاري 3/ 133 (2468)، 7/ 152 (5843)، ومسلم 2/ 1105 (1479) واللفظ له.
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 253، وابن أبي حاتم 3/ 1014.
(4)
علقه ابن أبي حاتم 3/ 1014.
أو الخوف أذاعوا به}، قال: هذا في الإخبار، إذا غَزَتْ سَرِيَّةٌ من المسلمين خبَّر الناس عنها، فقالوا: أصاب المسلمون من عدوهم كذا وكذا، وأصاب العدوُّ من المسلمين كذا وكذا. فأفْشَوْه بينهم من غير أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو يخبرهم به. قال ابن جريج: قال ابن عباس: {أذاعوا به} : أعلنوه وأفْشَوْه
(1)
. (4/ 549)
19206 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق أبي معاذ عن عبيد بن سليمان- {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} ، قال: يقول: أفْشَوْه، وسَعَوْا به، وهم أهل النفاق
(2)
. (4/ 550)
19207 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عثمان- في قوله عز وجل: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} ، قال: أفْشَوْه، وسَعَوْا به
(3)
. (ز)
19208 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} ، يقول: سارعوا به، وأفْشَوْه
(4)
. (ز)
19209 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف} ، يقول: إذا جاءهم أمر أنّهم قد أمِنوا من عدوهم، أو أنهم خائفون منه؛ أذاعوا بالحديث حتى يبلغ عدوَّهم أمرُهم
(5)
. (4/ 540)
19210 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} ، قال: هذا في الأخبار، إذا غَزَتْ سرية من المسلمين تخبر الناس بينهم، فقالوا: أصاب المسلمون من عدوهم كذا وكذا، وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا. فأفشوه بينهم من غير أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أخبرهم به
(6)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 253 - 254، وابن المنذر (2042، 2045).
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 254، وابن أبي حاتم 3/ 1014 من طريق علي بن الحكم. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم فقط. ثم ذكر عقبه:«عن أبي معاذ، مثله» . وعزاه إلى ابن جرير. ويظهر أن هناك سقط في الرواية في بعض نسخ تفسير ابن جرير، ومنها نسخة شاكر 8/ 570 المطبوعة، وقد تم ذلك السقط في نسخة هجر، ونصه:«عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك» . فالرواية إذن عن الضحاك. ويبدو أن ذلك السقط كان في نسخة السيوطي؛ لذا ذكر الأثر عن أبي معاذ، وأنّه مثل قول الضحاك الذي عزاه إلى تفسير ابن أبي حاتم دون تفسير ابن جرير.
(3)
أخرجه ابن المنذر 2/ 805.
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 254.
(5)
أخرجه ابن جرير 7/ 253، وابن أبي حاتم 3/ 1015 - 1016.
(6)
أخرجه ابن جرير 7/ 253.