الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الأرض
(1)
. (4/ 540)
19110 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عن كراهيتهم للقتال ذاكرًا لهم أنّ الموت في أعناقكم، فقال سبحانه:{أينما تكونوا} من الأرض {يدرككم} يعني: يأتيكم {الموت}
(2)
. (ز)
{وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}
19111 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- البروج: الحصون، والآطام، والقِلاع
(3)
. (ز)
19112 -
عن أبي العالية الرياحي -من طريق الربيع- {في بروج مشيدة} ، قال: قصور في السماء
(4)
. (4/ 540)
19113 -
وعن الربيع بن أنس =
19114 -
وأبي مالك غزوان الغفاري، نحو ذلك
(5)
. (ز)
19115 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق كثير أبي الفضل-قال: كان قبل أن يُبْعَثَ النبي صلى الله عليه وسلم امرأةٌ، وكان لها أجير، فولدت المرأة، فقالت لأجيرها: انطلق فاقتبس لي نارًا. فانطلق الأجير، فإذا هو برجلين قائمين على الباب، فقال أحدهما لصاحبه: وما ولَدَتْ؟ فقال: ولدت جارية. فقال أحدهما لصاحبه: لا تموت هذه الجارية حتى تزني بمائة، ويتزوجها الأجير، ويكون موتها بعنكبوت. فقال الأجير: أما واللهِ، لأُكَذِّبَنَّ حديثَهما. فرمى بما في يده، وأخذ السكين فشَحَذَها
(6)
، وقال: ألا تراني أتزوجها بعدما تزني بمائة. ففرى كبدها، ورمى بالسكين، وظن أنه قد قتلها، فصاحت الصبية، فقامت أمُّها، فرأت بطنها قد شق، فخاطته وداوته حتى برئت، وركب الأجير رأسه، فلبث ما شاء الله أن يلبث، وأصاب الأجير مالًا، فأراد أن يطلع أرضه فينظر مَن مات منهم ومَن بقي، فأقبل حتى نزل على عجوز، وقال
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1006.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 390 - 391.
(3)
تفسير الثعلبي 3/ 346.
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 236 - 237 عن الربيع، وابن أبي حاتم 3/ 1008.
(5)
علَّقه ابن أبي حاتم 3/ 1008.
(6)
شحذ السكين: أحدَّها. القاموس المحيط (شحذ).
للعجوز: ابغي لي أحسن امرأة في البلد؛ أُصِيبُ منها، وأعطيها. فانطلقت العجوز إلى تلك المرأة -وهي أحسن جارية في البلد-، فدعتها إلى الرجل، وقالت: تصيبين منه معروفًا. فأبت عليها، وقالت: إنّه قد كان ذاك مني فيما مضى، فأما اليوم فقد بدا لي أن لا أفعل. فرجعت إلى الرجل، فأخبرته، فقال: فاخطبيها لي. فخطبها، وتزوجها، فأُعجِب بها، فلما أنس إليها حدثها حديثه، فقالت: واللهِ، لَئِن كُنتَ صادقًا لقد حدثتني أمي حديثك، وإنِّي لتلك الجارية. قال: أنتِ؟! قالت: أنا. قال: واللهِ، لَئِن كُنتِ أنت إنّ بكِ لَعلامةٌ لا تخفى. فكشف بطنها، فإذا هو بأثر السكين، فقال: صَدَقَنِي -واللهِ- الرجلان، واللهِ، لقد زنيتِ بمائة، وإنِّي أنا الأجير وقد تزوجتك، ولتكونَنَّ الثالثة، ولَيكونَنَّ موتُكِ بعنكبوت. فقالت: واللهِ، لقد كان ذاك مني، ولكن لا أدري مائة أو أقل أو أكثر. فقال: واللهِ، ما نقص واحدًا، ولا زاد واحدًا. ثم انطلق إلى ناحية القرية، فبنى فيه مخافة العنكبوت، فلبث ما شاء الله أن يلبث، حتى إذا جاء الأجل ذهب ينظر، فإذا هو بعنكبوت في سقف البيت، وهي إلى جانبه، فقال: واللهِ، إني لأرى العنكبوت في سقف البيت. فقالت: هذه التي تزعمون أنها تقتلني، واللهِ، لأقتلنها قبل أن تقتلني. فقام الرجل، فزاولها، وألقاها، فقالت: واللهِ، لا يقتلها أحد غيري. فوضعت أصبعها عليها، فَشَدَخَتْها
(1)
، فطار السم حتى وقع بين الظفر واللحم، فاسوَدَّت رجلها، فماتت. وأنزل الله على نبيه حين بعث:{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}
(2)
. (4/ 541 - 542)
19116 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- {ولو كنتم في بروج مشيدة} ، قال: حَصِينة
(3)
. (ز)
19117 -
وعن أبي مالك غزوان الغفاري، نحو ذلك
(4)
. (ز)
19118 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق هلال بن خباب- {في بروج مشيدة} ، قال: المُجَصَّصة
(5)
. (4/ 540)
19119 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {ولو كنتم في بروج مشيدة} ، يقول:
(1)
الشدخ: كسرك الشيء الأجوف كالرأس. النهاية (شدخ).
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 235، وابن أبي حاتم 3/ 1007، وأبو نعيم في الحلية 3/ 288 - 289.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1008.
(4)
علَّقه ابن أبي حاتم 3/ 1008.
(5)
أخرجه ابن المنذر (2017)، وابن أبي حاتم 3/ 1008.
في قصور مُحَصَّنة
(1)
. (4/ 540)
19120 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {في بروج مشيدة} ، قال: هي قصور بيض في سماء الدنيا مبنية
(2)
. (4/ 540)
19121 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} ، يقول: ولو كنتم في قصور في السماء
(3)
. (ز)
19122 -
عن عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجاج- {ولو كنتم في بروج مشيدة} ، قال: قصور مُشَيَّدة
(4)
. (ز)
19123 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولو كنتم في بروج مشيدة} ، يعني: القصور الطوال المشيدة إلى السماء في الحصانة حين لا يخلص إليه ابن آدم؛ يخلص إليه الموت حين يَفِرُّ منه
(5)
. (ز)
19124 -
عن سفيان [الثوري]-من طريق قَبيصة- في الآية، قال: يرون أنّ هذه البروج في السماء
(6)
[1769]. (4/ 540)
[1769] اختلف السلف في تفسير قوله: {بروج مشيدة} على قولين: الأول: أنها القصور المحصنة في الأرض. الثاني: أنها قصور في السماء.
وقد رجّح ابنُ عطية (2/ 606) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، فقال:«واختلف المتأولون في قوله: {في بُرُوجٍ}، فالأكثر والأصح أنّه أراد: البروج والحصون التي في الأرض المبنية؛ لأنها غاية البشر في التحصن والمنعة، فمثَّل الله لهم بها» .
وبنحو هذا قال ابنُ كثير (4/ 163)، حيث ذكر تفسير السدي البروج بأنها في السماء، وانتَقَده بقوله:«وهو ضعيف» . ثم قال: «والصحيح: أنها المنيعة» .
وقد ذكر ابنُ عطية عن النقاش أنه حكى عن ابن عباس أنه قال: {في بروج مشيدة} معناه: في قصور من حديد. ثم انتَقَده ابنُ عطية مستندًا إلى ظاهر القرآن قائلًا: «وهذا لا يعطيه اللفظ، وإنما البروج في القرآن إذا وردت مقترنة بذكر السماء: بروج المنازل للقمر وغيره، على ما سمتها العرب وعرفتها» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 234 - 235، وابن المنذر (2018). وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 388 - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 236، وابن أبي حاتم 3/ 1008.
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 236.
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 236.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 390 - 391.
(6)
أخرجه ابن المنذر (2019). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.