الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
(86)}
نزول الآية:
19294 -
قال مقاتل بن سليمان: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} نزلت في نفر بَخِلوا بالسلام
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}
19295 -
عن سلمان الفارسي، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليك، يا رسول الله. فقال:«وعليك ورحمة الله» . ثم أتى آخر، فقال: السلام عليك -يا رسول الله- ورحمة الله. فقال: «وعليك ورحمة الله وبركاته» . ثم جاء آخر، فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال له: «وعليك» . فقال له الرجل: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت عَلَيَّ. فقال: «إنّك لم تَدَعْ لنا شيئًا، قال الله: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 394.
منها أو ردوها}، فرددناها عليك»
(1)
[1787]. (4/ 557)
19296 -
عن سالم مولى عبد الله بن عمرو، قال: كان ابن عمرو إذا سُلِّمَ عليه فردَّ زاد، فأتيته، فقلت: السلام عليكم. فقال: السلام عليكم ورحمة الله. ثم أتيته مرة أخرى، فقلت: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم أتيته مرة أخرى، فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته
(2)
. (4/ 560)
19297 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: مَن سلَّم عليك مِن خلق الله فاردد عليه، وإن كان يهوديًّا أو نصرانيًّا أو مجوسيًّا؛ ذلك بأنّ الله يقول:{وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}
(3)
. (4/ 561)
19298 -
وعن الحسن البصري، نحو ذلك
(4)
. (ز)
19299 -
عن عبد الله بن عمر أنّه كان إذا سلَّم عليه إنسان ردَّ كما يُسَلِّم عليه؛ يقول: السلام عليكم. فيقول عبد الله: السلام عليكم
(5)
. (4/ 560)
19300 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق عطية- أنّه كان يرُدُّ: وعليكم
(6)
. (ز)
19301 -
عن شُرَيح القاضي -من طريق أبي إسحاق- أنّه كان يرد: السلام عليكم. كما يسلم عليه
(7)
. (ز)
[1787] علّق ابنُ كثير (4/ 184) على هذا الحديث، فقال:«وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
_________
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 246 (6114)، وابن جرير 7/ 277 واللفظ له من طريق هشام بن لاحق، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان به.
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 231 - 232 (1196): «هذا حديث لا يصح، قال أحمد: تركت حديث هشام بن لاحق. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به» . وقال الهيثمي في المجمع 8/ 33 (12748): «فيه هشام بن لاحق، قوّاه النسائي، وترك أحمد حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح» . وقال السيوطي: «سند حسن» . وقال الألباني في الضعيفة 11/ 719 (5433): «منكر» .
(2)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1016).
(3)
أخرجه ابن شيبة 8/ 443، والبخاري في الأدب المفرد (1107)، وابن أبي الدنيا في الصمت (307)، وابن جرير 7/ 375، وابن المنذر (2071)، وابن أبي حاتم 3/ 1020 - 1021.
(4)
علَّقه ابن أبي حاتم 3/ 1020 - 1021.
(5)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (9095).
(6)
أخرجه ابن جرير 7/ 275.
(7)
أخرجه ابن جرير 7/ 274، وابن المنذر 2/ 818.
19302 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- قوله: {أو ردوها} عليهم كما قالوا لكم
(1)
. (ز)
19303 -
عن عروة بن الزبير، أنّ رجلًا سلَّم عليه، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال عروة: ما تُرِك لنا فضلٌ؛ إنّ السلام انتهى إلى: وبركاته
(2)
. (4/ 560)
19304 -
عن إبراهيم النخعي -من طريق ابن عون، وإسماعيل بن أبي خالد- أنّه كان يرد: السلام عليكم ورحمة الله
(3)
. (ز)
19305 -
عن الحسن البصري -من طريق المبارك بن فضالة- في قوله: {فحيوا بأحسن منها} قال: تقول إذا سلَّم عليك أخوك المسلم فقال: السلام عليك. فقل: السلام عليكم ورحمة الله. {أو ردوها} يقول: إن لم يقل لك: السلام عليك ورحمة الله. فرُدَّ عليه كما قال: السلام عليكم. كما سلَّم، ولا تقل: وعليك
(4)
. (4/ 561)
19306 -
عن الحسن البصري -من طريق يونس بن عبيد- في الآية، قال:{بأحسن منها} للمسلمين، {أو ردوها} على أهل الكتاب
(5)
. (4/ 561)
19307 -
عن عطاء [بن أبي رباح]-من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} ، قال: ذلك كله في أهل الإسلام
(6)
. (4/ 560)
19308 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد بن أبي عروبة- قال: {فحيوا بأحسن منها} للمسلمين، {أو ردوها} على أهل الكتاب. =
19309 -
قال: وقال? الحسن [البصري]: كل ذلك للمسلم
(7)
[1788]. (4/ 561)
[1788] انتَقَدَ ابنُ كثير (2/ 185 - 186) قول قتادة مستندًا إلى مخالفته السنة، فقال:«وهذا التنزيل فيه نظر، بل كما تقدم في الحديث من أنّ المراد أن يُرَدَّ بأحسن مما حيّاه به، فإن بَلَغَ المسلم غاية ما شُرع في السلام؛ رَدَّ عليه مثل ما قال، فأما أهل الذِّمَّة فلا يُبدَؤون بالسلام، ولا يُزادون، بل يُرَدَّ عليهم بما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سلَّم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم: السام عليك. فقل: وعليك» . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» ».
وقال ابنُ عطية (2/ 618): «وجمهور أهل العلم على أن لا يبدأ أهل الكتاب بسلام، فإن سلَّم أحدٌ ساهيًا أو جاهلًا فينبغي أن يستقيله سلامَه. وشذَّ قومٌ في إباحة ابتدائهم، والأول أصوب؛ لأن به يتصور إذلالهم» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1021.
(2)
أخرجه البيهقي (9096).
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 274.
(4)
أخرجه البيهقي (9094).
(5)
أخرجه ابن المنذر (2076).
(6)
أخرجه ابن جرير 7/ 274، وابن المنذر (2077).
(7)
أخرجه ابن جرير 7/ 275، وابن أبي حاتم 3/ 1021 كلاهما دون قول الحسن. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
19310 -
عن عطاء، نحو قول قتادة
(1)
. (ز)
19311 -
وقال عبد الملك ابن جُرَيْج، كذلك
(2)
. (ز)
19312 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} ، يقول: إذا سلَّم عليك أحدٌ فقُل أنت: وعليك السلام ورحمة الله. أو تقطع إلى: السلام عليك. كما قال لك
(3)
. (4/ 559)
19313 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} ، قال: قال أبي: حقٌّ على كُلِّ مسلم حُيِّي بتحية أن يُحَيِّي بأحسن منها، وإذا حيّاه غيرُ أهل الإسلام أن يَرُدَّ عليه مثل ما قال
(4)
. (ز)
19314 -
قال مقاتل بن سليمان: {فحيوا بأحسن منها أو ردوها} ، يقول: فرُدُّوا عليه أحسن مما قال. قال: فيقول: وعليك ورحمة الله وبركاته. أو يرُدَّ عليه مثل ما سلم عليه
(5)
[1789]. (ز)
19315 -
عن سفيان بن عيينة -من طريق عمر بن عبد الغفار- في قوله: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} ، قال: ترون هذا في السلام وحده؟ هذا في كل شيء، مَن أحسن إليك فأحْسِن إليه وكافِئْه، فإن لم تجِد فادْعُ له، أو أثْنِ عليه عند إخوانه
(6)
. (4/ 566)
[1789] وجَّه ابنُ عطية (2/ 618) معنى الآية على قول مقاتل ومَن وافقه، فقال:«فالمعنى عند أهل هذه القالة: إذا حُيِّيتُم بتحيَّة، فإن نقص المسلم من النهاية فحَيُّوا بأحسنَ. وإن انتهى فرُدُّوا» .
_________
(1)
علَّقه ابن أبي حاتم 3/ 1021.
(2)
علَّقه ابن المنذر 2/ 817.
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 274.
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 276.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 394.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1021.