الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تأويلا}، يقول: ذلك أحسن ثوابًا، وخير عاقبة
(1)
. (4/ 514)
18894 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {وأحسن تأويلا} ، قال: عاقبة
(2)
. (4/ 515)
18895 -
قال مقاتل بن سليمان: {ذلك} الردُّ إليهما {خير وأحسن تأويلا} يعني: وأحسن عاقبة
(3)
. (ز)
18896 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ذلك خير وأحسن تأويلا} ، قال: وأحسن عاقبة. قال: والتأويلُ: التَّصْدِيق
(4)
[1752]. (ز)
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا
(60)}
نزول الآية:
18897 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كان أبو بُرْدَة الأسلمي كاهنًا يقضي بين اليهودِ فيما يتنافرون فيه، فتنافر إليه ناسٌ من المسلمين؛ فأنزل الله:{ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا} إلى قوله: {إحسانا وتوفيقا}
(5)
. (4/ 515)
18898 -
عن عبد الله بن عباس، قال: كان الجلّاس بن الصامت قَبْلَ توبته، ومُعَتِّب بن
[1752] زاد ابنُ عطية (2/ 589) إضافةً إلى ما ورد في أقوال السلف في معنى قوله تعالى: {وأحسن تأويلا} قولًا آخر، فقال:«وقالت فرقة: المعنى: إنّ الله ورسوله أحسنُ نظرًا وتَأَوُّلًا منكم إذا انفردتم بتأوُّلكم» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 188، وابن المنذر (1941)، وابن أبي حاتم 3/ 990 دون قوله: وخير عاقبة. وذكره عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص 104 بلفظ: عاقبة.
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 188، وابن أبي حاتم 3/ 990.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 383.
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 188.
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 373 (12045)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 12/ 115 (141)، والواحدي في أسباب النزول ص 160 - 161، وابن أبي حاتم 3/ 991 (5547).
قال الهيثمي في المجمع 7/ 6 (10934): «رجاله رجال الصحيح» . وقال ابن حجر في الفتح 5/ 37: «إسناد صحيح» . وقال في الإصابة 7/ 32 (9614): «سند جيِّدٌ» . وقال السيوطي: «سند صحيح» .
قُشَيْر، ورافع بن زيد، وبشير؛ كانوا يدَّعون الإسلام، فدعاهم رجالٌ من قومهم من المسلمين في خُصُومَةٍ كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدَعَوْهم إلى الكُهّان حُكّام الجاهلية؛ فأنزل الله فيهم:{ألم تر إلى الذين يزعمون} الآية
(1)
.
(4/ 515)
18899 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق إبراهيم بن سعد-، مثله
(2)
. (ز)
18900 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله:{ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا} الآية، قال: نزلت في رجل من المنافقين يُقال له: بِشْر، خاصم يهوديًّا، فدعاه اليهوديُّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف، ثُمَّ إنّهما احْتَكَما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقَضى لليهوديِّ، فلم يَرْضَ المنافق، وقال: تعالَ نتحاكم إلى عمر بن الخطاب. فقال اليهوديُّ لعمر: قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرض بقضائه. فقال للمنافق: أكذلك؟ قال: نعم. فقال عمر: مكانَكما حتى أخرج إليكما. فدخل عمر، فاشتمل على سيفه، ثم خرج، فضرب عُنُق المنافق حتى برد، ثم قال: هكذا أقضي لمن لم يَرْضَ بقضاء الله ورسوله. فنزلت
(3)
. (4/ 518)
18901 -
عن عامر الشعبي -من طريق داود- قال: كان بين رجلٍ من اليهود ورجلٍ من المنافقين خصومةً -وفي لفظ: ورجل ممن زعم أنّه مسلم-، فجعل اليهوديُّ يدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنّه قد عَلِم أنّه لا يأخذ الرشوةَ في الحُكْم، وجعل الآخرُ يَدْعُوه إلى اليهود؛ لأنّه قد علم أنهم يأخذون الرشوة في الحكم، ثم اتفقا على أن يتحاكما إلى كاهن في جُهَيْنَة؛ فنزلت:{ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا} الآية إلى قوله: {ويسلموا تسليما}
(4)
. (4/ 515)
18902 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في الآية، قال: تنازع رجلٌ من المنافقين ورجلٌ من اليهود، فقال المنافق: اذهب بنا إلى كعب بن
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن إسحاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن المنذر (1944، 1947). وهو بنحوه في سيرة ابن هشام 1/ 523.
(3)
أورده الواحدي في أسباب النزول ص 162، والثعلبي 3/ 337 من رواية محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
محمد بن السائب الكلبي قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (5901): «متهم بالكذب» .
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 189 - 190، وابن المنذر (1942، 1945). وعزاه الحافظ في الفتح 5/ 37 إلى إسحاق بن راهويه في تفسيره.
الأشرف. وقال اليهودي: اذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله: {ألم تر إلى الذين يزعمون} الآية
(1)
.
(4/ 518)
18903 -
عن سليمان التيمي، قال: زعم حَضْرَمِيٌّ: أن رجلًا من اليهود كان قد أسلم، فكانت بينه وبين رجل من اليهود مُدارَأَةٌ في حَقٍّ، فقال اليهودي له: انطلق إلى نبي الله. فعرف أنه سيقضي عليه، فأبى، فانطلقا إلى رجل من الكُهّان، فتحاكما إليه؛ فأنزل الله:{ألم تر إلى الذين يزعمون} الآية
(2)
[1753]. (4/ 516)
18904 -
قال الحسن البصري: انطلق رجلٌ يُحاكِمُ آخرَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الآخر: لا، بل انطلِق إلى وثَنِ بني فلان. فأنزل الله هذه الآية
(3)
. (ز)
18905 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق شَيْبان- قال: ذُكِر لنا: أنّ هذه الآية نزلت في رجل من الأنصار ورجل من اليهود في مُدارَأَةٍ كانت بينهما، في حَقٍّ تَدارَءا فيه، فتحاكما إلى كاهن كان بالمدينة، وتركا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاب اللهُ ذلك عليهما. وقد حُدِّثنا: أنّ اليهوديَّ كان يدعوه إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان لا يعلم أنّه لا يجوز عليه، وكان يأبى عليه الأنصاريُّ الذي زعم أنه مسلم؛ فأنزل الله فيهما ما تسمعون، عاب ذلك على الذي زعم أنه مسلم، وعلى صاحب الكتاب
(4)
. (4/ 516)
18906 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في الآية، قال: كان ناسٌ مِن اليهود قد أسلموا، ونافق بعضُهم، وكانت قُرَيْظَة والنَّضِير في الجاهلية إذا قُتِل الرجل من بني النَّضِير -قَتَلَتْهُ بنو قريظة- قتلوا به منهم، فإذا قُتِل رجل مِن بني قُرَيْظَة -قتلته النَّضِير- أعْطَوا دِيَتَه سِتِّين وسقًا من تمر، فلمّا أسلم أُناسٌ مِن قريظة والنضير قَتَل رجل مِن بني النَّضير رجلًا مِن بني قُرَيْظة، فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النَّضِيرِيُّ:
[1753] قال ابنُ عطية (2/ 590 - 591): «وقالت فرقة: نزلت في يهوديين» . وذكر قولَ مجاهد من طريق ابن جريج أنّها نزلت في مؤمن ويهوديٍّ، ثم انتَقَدَ القولين مستندًا إلى ظاهر القرآن، فقال:«وهذان القولان بعيدان من الاستقامة على ألفاظ الآية» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 193 - 194، وابن المنذر (1943)، وابن أبي حاتم 3/ 991، 993. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وعند ابن أبي حاتم 3/ 993: فقال الله تعالى: {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} كما سيأتي عند تفسير الآية.
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 190 - 191.
(3)
تفسير الثعلبي 3/ 337.
(4)
أخرجه عَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص 104، وابن جرير 7/ 191 من طريق سعيد.
يا رسول الله، إنّا كُنّا نعطيهم في الجاهلية الدِّيَةَ، فنحن نعطيهم اليوم الدِّيَة. فقالت قُرَيْظَة: لا، ولكِنّا إخوانُكم في النَّسَب والدِّين، ودماؤنا مثل دمائكم، ولكنكم كنتم تغلبونا في الجاهلية، فقد جاء الإسلام. فأنزل الله تعالى يُعَيِّرهم بما فعلوا، فقال:{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} [المائدة: 45] يُعَيِّرهم. ثم ذكر قول النَّضِيرِيِّ: كُنّا نعطيهم في الجاهلية سِتِّين وسقًا، ونقتل منهم ولا يقتلوننا. فقال:{أفحكم الجاهلية يبغون} [المائدة: 50]. فأخَذَ النضيريَّ فقتله بصاحبه، فتفاخرت النَّضِير وقُرَيْظَة، فقالت النَّضِير: نحن أكرم منكم. وقالت قُرَيْظَة: نحن أكرم منكم. فدخلوا المدينة إلى أبي بردة الكاهن الأسلمي، فقال المنافقون من قريظة والنضير: انطلقوا بنا إلى أبي بُرَدْةَ يُنفِر
(1)
بيننا. وقال المسلمون مِن قريظة والنَّضِير: لا، بل النبي صلى الله عليه وسلم ينفر بيننا، فتعالَوْا إليه. فأبى المنافقون، وانطلقوا إلى أبي بُرْدَة، وسألوه، فقال: أعْظِمُوا اللُّقْمَة. يقول: أعظموا الخَطَر
(2)
. فقالوا: لك عشرة أوْساقٍ. قال: لا، بل مائة وسق دِيَتِي، فإنِّي أخاف أن أُنفِر النضير فتقتلني قريظة، أو أُنفِر قريظة فتقتلني النضير. فأبوا أن يعطوه فوق عشرة أوساق، وأبى أن يحكم بينهم، فأنزل الله:{يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} إلى قوله: {ويسلموا تسليما}
(3)
. (4/ 516 - 517)
18907 -
عن يحيى بن سلام، قال محمد بن السائب الكلبي: إنّ رجلًا من المنافقين كان بينه وبين رجل من اليهود خصومةٌ، فقال اليهودي: انطلق بنا إلى محمد نختصم إليه. وقال المنافق: بل إلى كعب بن الأشرف. وهو الطاغوت هاهنا، قال الكلبيُّ: فأبى المنافقُ أن يُخاصِمَه إلى النبي، وأبى اليهوديُّ إلا أن يخاصمه إلى النبي، فاختصما إلى النبي، فقضى لليهودي، فلمّا خرجا مِن عنده قال المنافق: انطلق بنا إلى عمر بن الخطاب أخاصمك إليه. فأقبل معه اليهوديُّ، فدخلا على عمر، فقال له اليهوديُّ: يا عمر، إنِّي اختصمتُ أنا وهذا الرجلُ إلى محمد، فقضى لي عليه، فلم يرضَ هذا بقضائه، وزعم أنّه يخاصمني إليك. فقال عمر للمنافق: أكذلك؟ قال: نعم. فقال: رويدكما حتى أخرج إليكما. فدخل البيتَ، فاشتمل على السيف، ثم خرج إلى المنافق، فضربه حتى برد
(4)
. (ز)
(1)
نفّر القاضي الرجلَ وأنفره: إذا حكم له بالغلبة، والمراد بقولهم:«ينفر بيننا» أي: يحكم بيننا. النهاية (نفر).
(2)
الخطر: الرهن بعينه، وهو ما يتراهن عليه. النهاية (خصل).
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 193، وابن أبي حاتم 3/ 991 - 992 واللفظ له.
(4)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير بن أبي زمنين 1/ 382 - .