الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا
(29)}
نزول الآية:
17586 -
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: أنّ النبي عليه السلام بعث رجلًا في سرية، فأصابه كَلْمٌ، فأصابته عليه جنابة، فصلى ولم يغتسل، فعاب عليه ذلك أصحابه، فلمّا قدموا على النبي عليه السلام ذكروا ذلك له، فأرسل إليه، فجاءه فأخبره؛ فأنزل الله عز وجل:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
17587 -
عن عمرو بن العاصي، قال: لَمّا بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل احْتَلَمْتُ في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقتُ إنِ اغتسلتُ أن أهلك، فتيَمَّمتُ، ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، فلمّا قدِمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرتُ ذلك له، فقال:«يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جُنُب؟!» . قلت: نعم، يا رسول الله، إنِّي احتلمتُ في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرتُ قول الله:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} . فتيمَّمتُ، ثم صليتُ. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقل شيئًا
(2)
. (4/ 253)
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 929 (5187). وأورده يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 363 - .
(2)
أخرجه أحمد 29/ 346 - 347 (17812)، وأبو داود 1/ 249 (334)، 1/ 251 (335)، والحاكم 1/ 285 (628)، 1/ 285 (629)، وابن حبان 4/ 142 (1315)، وابن المنذر 2/ 661 (1644)، وابن أبي حاتم 3/ 928 (5187). وعلَّقه البخاري 1/ 77. وأورده الثعلبي 3/ 293.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما عللاه بحديث جرير بن حازم، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب» . وقال الذهبي في التلخيص: «على شرطهما» . وقال الحاكم: «حديث جرير بن حازم هذا لا يُعَلِّل حديث عمرو بن الحارث الذي وصله بذكر أبي قيس؛ فإنّ أهل مصر أعرف بحديثهم من أهل البصرة» . وقال البيهقي في السنن الصغير 1/ 97 (247): «فهذا حديث مختلف في إسناده ومتنه، ويُرْوى هكذا» . وقال في الكبرى 1/ 345 (1070): «ورواه عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران؛ فخالفه في الإسناد والمتن جميعًا» . وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 1/ 308 - 310 (319): «رواه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد من حديث يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير به وعمران بن أنس، ويُقال: ابن أبي أنس، قال البخاري فيه: منكر الحديث. انتهى
…
وسند أبي داود هذا فيه انقطاع
…
ورواه أحمد في مسنده بالسند المنقطع ومتنه سواء، ورواه بالسند المتصل ابن حبان في صحيحه في النوع الخمسين من القسم الرابع، وكذلك الحاكم في مستدركه، قال: صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
…
وكذلك رواه ابن عدي في الكامل، وأعلَّه بيوسف بن خالد السمتي، وضعفه عن البخاري والنسائي وابن معين، ووافقهم، وأغلظ فيه القول، وقال: إنّ أهل بلده أجمعوا على كذبه». وقال ابن حجر في الفتح 1/ 454: «وإسناده قويٌّ، لكنه -أي: البخاري- علَّقه بصيغة التمريض لكونه اختصره» . وقال في تغليق التعليق 2/ 189 - 190: «وقد اختلف فيه على ابن لهيعة
…
وصورته مرسل؛ ولهذا الاختلاف فيما أظن علَّقه أبو عبد الله بصيغة التمريض؛ لأنّ بعضهم ذكر أنه تيمم، وبعضهم ذكر أنه توضأ حسب، وبعضهم لم يذكر وضوءًا ولا تيممًا». وقال الزرقاني في شرح الموطأ 1/ 223:«إسناده قوي» . وقال الألباني في صحيح أبي داود 2/ 154 (361)، وإرواء الغليل 1/ 181 (154):«حديث صحيح» .
17588 -
عن عبد الله بن عباس: أنّ عمرو بن العاص صلى بالناس وهو جُنُب، فلمّا قدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له، فدعاه، فسأله عن ذلك، فقال: يا رسول الله، خشيتُ أن يقتلني البرد، وقد قال الله تعالى:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} . فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
. (4/ 354)
17589 -
عن داود بن الحصين: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص، واستعمله على أصحابه في وجه من تلك الوجوه، فلمّا قَدِموا قال:«كيف وجدتُم أميرَكم؟» . قالوا: ما وجدنا به بأسًا من رجل، صلّى لنا وهو جُنُب. فدعاه، فسأله، فقال:«ما يقول هؤلاء؟!» . قال: صدقوا، أصابتني جنابةٌ وأنا مريضٌ شديدُ المرض، فتخوَّفتُ إن اغتسلتُ أن أقتل نفسي، والله يقول:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا}
(2)
. (ز)
17590 -
عن مسروق بن الأجدع الهمداني -من طريق عاصم بن بَهْدَلة-: أنّه أتى صِفِّين، فقام بين الصَّفَين، فقال: يا أيها الناس، أنصتوا، أرأيتم لو أنّ مناديًا ناداكم من السماء، فرأيتموه، وسمعتم كلامه، فقال: إنّ الله ينهاكم عما أنتم فيه، أكنتم منتهين؟. قالوا: سبحان الله! قال: فواللهِ، لقد نزل بذلك جبريلُ على محمد صلى الله عليه وسلم، وما ذاك بأَبْيَن عندي منه؛ إنّ الله قال:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} . ثم رجع إلى الكوفة
(3)
. (4/ 354)
17591 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصَيْف- {ولا تقتلوا أنفسكم} ، قال: لا يقتل بعضُكم بعضًا
(4)
. (4/ 353)
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 234 (11593).
قال الهيثمي في المجمع 1/ 263 - 264 (1425): «وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو كذاب» .
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 55.
(3)
أخرجه سعيد بن منصور (622 - تفسير)، وابن المنذر 2/ 659، وابن سعد 6/ 78.
(4)
أخرجه ابن المنذر 2/ 662. وعلَّقه ابن أبي حاتم 3/ 928.
17592 -
عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جُرَيج-، مثله
(1)
. (4/ 353)
17593 -
عن الحسن البصري، في قوله:{ولا تقتلوا أنفسكم} ، يعني: إخوانكم، أي: لا يقتل بعضكم بعضًا
(2)
. (ز)
17594 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ولا تقتلوا أنفسكم} ، قال: أهل دينكم
(3)
. (4/ 353)
17595 -
عن أبي صالح باذام =
17596 -
وعكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمران بن سليمان- {ولا تقتلوا أنفسكم} ، قالا: نهاهم عن قتلِ بعضهم بعضًا
(4)
. (4/ 352)
17597 -
وعن سعيد بن جبير =
17598 -
ومطر الوراق =
17599 -
وأبي سنان [سعيد بن سنان البرجمي] =
17600 -
ومقاتل بن حيان، نحو ذلك
(5)
. (ز)
17601 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولا تقتلوا أنفسكم} يقول: لا يقتل بعضُكم بعضًا؛ لأنكم أهل دين واحد، {إن الله كان بكم رحيما} إذ نهى عن ذلك
(6)
. (ز)
17602 -
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ فضيلًا [بن عياض] يقول في قول: {ولا تقتلوا أنفسكم أن الله كان بكم رحيما} ، قال: لا تغفلوا عن أنفسكم؛ فإنّ مَن غفل عن نفسه فقد قتلها
(7)
[1635]. (ز)
[1635] بَيَّن ابنُ جرير (6/ 637) معنى الآية مستندًا إلى أقوال السلف، فقال:«يعني بقوله -جل ثناؤه-: {ولا تقتلوا أنفسكم}: ولا يقتل بعضكم بعضًا، وأنتم أهل ملة واحدة، ودعوة واحدة، ودين واحد. فجعل -جلَّ ثناؤه- أهل الإسلام كلهم بعضَهم من بعض، وجعل القاتل منهم قتيلًا في قتله إياه منهم بمنزلة قَتله نفسه؛ إذ كان القاتلُ والمقتول أهلَ يد واحدة على من خالف مِلَّتَهُما» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 6/ 638.
(2)
تفسير البغوي 2/ 200. وعلَّق ابن أبي حاتم 3/ 928 بعضه.
(3)
أخرجه ابن جرير 6/ 638 بلفظ: أهل ملتكم، وابن المنذر 2/ 662.
(4)
أخرجه ابن المنذر 2/ 661، وابن أبي حاتم 3/ 928.
(5)
علَّقه ابن أبي حاتم 3/ 928.
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 368.
(7)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 111، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (75).