الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18210 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في الآية، يقول: ودُّوا لو انخَرَقَت بهم الأرض، فساخوا فيها
(1)
. (4/ 444)
18211 -
قال محمد بن السائب الكلبي: يقول الله عز وجل للبهائم والوحوش والطير والسباع: كونوا ترابًا. فتُسَوّى بِهِنَّ الأرض، فعند ذلك يتمنّى الكافرُ أن لو كان ترابًا، كما قال الله تعالى:{ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} [النبأ: 40]
(2)
. (ز)
18212 -
عن مسلم بن عمران البطين -من طريق هاشم بن البَرِيد- قوله: {لو تسوى بهم الأرض} ، قال: الذين كفروا
(3)
. (ز)
18213 -
قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ أخبر عن كُفّار أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه:{يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض} ، وذلك بأنّهم قالوا في الآخرة: واللهِ ربِّنا، ما كُنّا مشركين. فشهِدت عليهم الجوارح بما كَتَمَتْ ألسنتُهم مِن الشرك، فوَدُّوا عند ذلك أنّ الأرض انشَقَّتْ، فدخلوا فيها، فاسْتَوَتْ عليهم
(4)
. (ز)
18214 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق ابن ثور- {لو تسوى بهم الأرض} ، قال: فتنشَقُّ لهم، فيدخلون فيها، فتُسَوّى عليهم
(5)
. (4/ 445)
{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا
(42)}
18215 -
عن حذيفة بن اليمان، قال: أُتِي بعبدٍ آتاه الله مالًا، فقال له: ماذا عمِلتَ في الدنيا؟ {ولا يكتمون الله حديثا} . فقال: ما عمِلْتُ مِن شيءٍ، يا ربِّ، إلا أنّك آتيتَني مالًا، فكنتُ أُبايِعُ الناسَ، وكان مِن خُلُقِي أن أُنظِر المُعْسِر. قال اللهُ: أنا أحقُّ بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي. =
(1)
أخرجه ابن المنذر 2/ 713 من طريق شيبان، وابن أبي حاتم 3/ 957. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 373 - بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
تفسير الثعلبي 3/ 310 - 311، وتفسير البغوي 2/ 218.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 957.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 373.
(5)
أخرجه ابن المنذر 2/ 714.
18216 -
فقال أبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعتُ مِن فِي رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
. (4/ 447)
18217 -
عن سعيد بن جبير، قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله بن عباس، فقال: أرأيتَ أشياءَ تختَلِفُ عَلَيَّ في القرآن؟ فقال ابن عباس: ما هو؟ أشكٌّ في القرآن؟! قال: ليس بشَكٍّ، ولكِنَّه اختلافٌ. قال: هاتِ ما اختلف عليك من ذلك. قال: أسمعُ اللهَ يقول: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: 23]، وقال:{ولا يكتمون الله حديثا} ، فقد كتموا. وأسمعُه يقول:{فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]، ثم قال:{وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [الصافات: 27]. وقال {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض} حتى بلغ: {طائعين} [فصلت: 9 - 11]، فبدأ بخلق الأرض في هذه الآية قبل خَلْق السماء، ثم قال في الآية الأخرى:{أم السماء بناها} [النازعات: 27]، ثم قال:{والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30]، فبدأ بخلق السماء في هذه الآية قبل خلق الأرض. وأسمعُه يقول:{وكان الله عزيزا حكيما} [النساء: 158]، {وكان الله غفورا رحيما} [النساء: 96]، {وكان الله سميعا بصيرا} [النساء: 134]، فكأنه كان ثم مضى -وفي لفظ: ما شأنه يقول: {وكان الله} ؟ -. فقال ابن عباس: أمّا قوله: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} فإنّهم لَمّا رَأَوا يومَ القيامة، وأنّ الله يغفر لأهل الإسلام، ويغفر الذنوب، ولا يغفر شِرْكًا، ولا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفره؛ جحده المشركون رجاءَ أن يُغفَر لهم، فقالوا:{والله ربنا ما كنا مشركين} ، فختم اللهُ على أفواههم، وتكلَّمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فعند ذلك {يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}. وأمّا قوله:{فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} فهذا في النفخة الأولى، {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون، {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} [الزمر: 68]، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. وأمّا قوله:{خلق الأرض في يومين} ، فإنّ الأرض خُلِقت قبل السماء، وكانت السماء دخانًا، فسوّاهُنَّ سبع سموات في يومين بعد خلق الأرض، وأمّا قوله:{والأرض بعد ذلك دحاها} ، يقول: جعل فيها جبلًا، جعل فيها نهرًا، جعل فيها شجرًا، وجعل فيها بحورًا. وأمّا قوله:{وكان الله} فإنّ الله كان ولم يزل كذلك، وهو كذلك عزيز حكيم، عليم قدير، ثم لم يزل كذلك. فما اختلف عليك مِن القرآن فهو يُشبِه ما ذكرتُ لك، وإنّ الله لم ينزل شيئًا إلا وقد أصاب به
(1)
أخرجه مسلم 3/ 1195 (1560)، وابن أبي حاتم 3/ 957 (5349).
الذي أراد، ولكن أكثر الناس لا يعلمون
(1)
. (4/ 445 - 447)
18218 -
عن سعيد بن جبير، قال: قال رجل لعبد الله بن عباس: إنِّي أجد في القرآن أشياء تختلف علي، قال:
…
{ولا يكتمون الله حديثا} ، {والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: 23]، فقد كتموا في هذه الآية.
…
فقال:
…
وأمّا قوله: {ما كنا مشركين} ، {ولا يكتمون الله حديثا} ، فإنّ الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبَهم، فقال المشركون: تعالَوا نقول: لم نكن مشركين. فختم على أفواههم، فتنطق أيديهم، فعند ذلك عُرِف أنّ الله لا يكتم حديثًا، وعنده:{يود الذين كفروا} الآية.
…
فإنّ الله لم يُرِد شيئًا إلا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن، فإنّ كُلًّا مِن عند الله
(2)
. (ز)
18219 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {ولا يكتمون الله حديثا} ، قال: بجوارحهم
(3)
. (4/ 448)
18220 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- أنّ نافع بن الأزرق أتى ابن عباس، فقال: يا ابن عباس، قول الله:{يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا} ، وقوله:{والله ربنا ما كنا مشركين} ؟ فقال له ابن عباس: إنِّي أحسبُكَ قُمتَ مِن عند أصحابك، فقلت: أُلْقِي على ابن عباسٍ مُتَشابِهَ القرآن. فإذا رجعتَ إليهم فأخبِرْهم أنّ الله جامعُ الناس يوم القيامة في بقيع واحد، فيقول المشركون: إنّ الله لا يقبل مِن أحد شيئًا إلّا مِمَّن وحَّده. فيقولون: تعالوا نقُل. فيسألهم، فيقولون: واللهِ ربِّنا، ما كنا مشركين. فيختم على أفواههم، وتستنطق به جوارحُهم، فتشهد عليهم أنهم كانوا مشركين، فعند ذلك تمنَّوْا لو أنّ الأرض سُوِّيت بهم، ولا يكتمون الله حديثًا
(4)
[1693]. (4/ 447)
[1693] ذكر ابنُ عطية (2/ 558 - 559) ما رواه الضحاك عن ابن عباس، ثم ذكر قولًا آخر، فقال:«وقالت طائفة مثل القول الأول، إلا أنها قالت: إنما استأنف الكلام بقوله: {ولا يكتمون الله حديثًا} لِيُخْبِر عن أنّ الكتم لا ينفع، وإن كتموا، لأنّ الله تعالى يعلم جميع أسرارهم وأحاديثهم، فمعنى ذلك: وليس ذلك المقام الهائل مقامًا ينفع فيه الكتم» .
ثم علّق عليهما قائلًا: «الفرق بين هذين القولين: أنّ الأول يقتضي أنّ الكتم لا ينفع بوجه، والآخر يقتضي أنّ الكتم لا ينفع وقع أو لم يقع، كما تقول: هذا مجلس لا يقال فيه باطل، وأنت تريد لا ينتفع به ولا يستمع إليه» .
_________
(1)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 160، وعَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص 94 - 95، وابن جرير 7/ 42 - 43، وابن المنذر 2/ 714، وابن أبي حاتم 3/ 957، والطبراني (10594)، والحاكم 2/ 306، 394، والبيهقي في الأسماء والصفات (809). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه البخاري (ت: مصطفى البغا) كتاب التفسير 4/ 1816.
(3)
أخرجه ابن المنذر 2/ 714، وابن أبي حاتم 3/ 957. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 374 - .
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 43 - 44.
18221 -
قال الحسن البصري: إنها مواطن، ففي موطن لا يتكلمون ولا تسمع إلا همسًا، وفي موطن يتكلمون ويُكَذِّبون ويقولون: ما كنا مشركين، وما كنا نعمل من سوء. وفي موضع يعترفون على أنفسهم، وهو قوله:{فاعترفوا بذنبهم} . وفي موضع لا يتساءلون، وفي موطن يسألون الرجعة، وآخر تلك المواطن أن يختم على أفواههم وتتكلم جوارحهم، وهو قوله تعالى:{ولا يكتمون الله حديثا}
(1)
. (ز)
18222 -
قال عطاء: ودُّوا لو تُسَوّى بهم الأرض، وأنّهم لم يكونوا كتموا أمرَ محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نعته
(2)
. (ز)
18223 -
قال محمد بن السائب الكلبي: {ولا يكتمون الله حديثا} ؛ لأنّ جوارحهم تشهد عليهم
(3)
. (ز)
18224 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولا يكتمون الله حديثا} ، يعني: الجوارح حين شهدت عليهم
(4)
. (ز)
(1)
تفسير الثعلبي 3/ 311، وتفسير البغوي 2/ 218 - 219.
(2)
تفسير الثعلبي 3/ 311، وتفسير البغوي 2/ 218.
(3)
تفسير الثعلبي 3/ 311، وتفسير البغوي 2/ 218.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 373.