الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا
(39)}
18160 -
قال مقاتل بن سليمان: {وماذا عليهم} يعني: وما كان عليهم {لو آمنوا بالله واليوم الآخر} يعني: بالبعث، {وأنفقوا مما رزقهم الله} من الأموال في الإيمان ومعرفته، {وكان الله بهم عليما} أنهم لن يُؤمِنوا
(1)
. (ز)
18161 -
عن سفيان بن عُيَيْنة، عن سالم بن أبي حفصة، قال: لم يكن بالكوفة رجلٌ كان أعظم صدقةً مِن سالم بن أبي الجعد، فقال: قال الله تعالى: {وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله} ، قال سفيان: يُرَغِّبهم فيها
(2)
. (ز)
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا
(40)}
قراءات:
18162 -
عن عبد الله [بن مسعود]-من طريق يسير بن عمرو- أنّه قرأ: (إنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ نَمْلَةٍ)
(3)
. (4/ 439)
نزول الآية:
18163 -
عن عبد الله بن عمر، قال: نزلت هذه الآية في الأعراب: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160]. فقال رجل: وما للمهاجرين؟ قال: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} . وإذا قال الله لشيءٍ: عظيم. فهو عظيم
(4)
[1684]. (4/ 439)
[1684] ذكر ابنُ جرير (7/ 36) في نزول الآية قولين: الأول: أنّها عامة في كل مؤمن. الثاني: أنها في المهاجرين خاصة دون أهل البوادي والأعراب.
ورَجّح ابنُ جرير نزول الآية في المهاجرين كما جاء في أثر ابن عمر، مستندًا إلى دلالة العقل، ولزوم الجمع بين الخبرين الثابتين، فقال:«وأَوْلى القولين في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: عنى بهذه الآية: المهاجرين دون الأعراب. وذلك أنّه غيرُ جائز أن يكون في أخبار الله أو أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءٌ يدفع بعضُه بعضًا، فإذا كان صحيحًا وعد الله مَن جاء من عباده المؤمنين بالحسنة من الجزاء عشر أمثالها، ومن جاء بالحسنة منهم أن يضاعفها له، وكان الخبران اللذان ذكرناهما عنه صلى الله عليه وسلم صحيحين، كان غيرُ جائز إلا أن يكون أحدهما مجملًا والآخر مُفَسِّرًا، إذ كانت أخباره صلى الله عليه وسلم يُصَدِّق بعضُها بعضًا. وإذا كان ذلك كذلك صحَّ أن خبر أبي هريرة معناه: إنّ الحسنة لَتُضاعَف للمهاجرين مِن أهل الإيمان ألفي ألف حسنة، وللأعراب منهم عشر أمثالها، على ما روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنّ قوله: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160] يعني: من جاء بالحسنة من أعراب المؤمنين فله عشر أمثالها، ومن جاء بالحسنة من مهاجريهم يضاعف له، ويؤته الله من لدنه أجرًا. يعني: يُعْطِه من عنده أجرًا عظيمًا، يعني: عِوَضًا من حسنته عظيمًا. وذلك العوض العظيم: الجنة» .
وذكر ابنُ عطية (2/ 556) الأقوال في نزول الآية، ثم رَجَّح أنها عامة في المؤمنين والكافرين:«فأمّا المؤمنون فيُجازَوْن في الآخرة على مثاقيل الذَرِّ فما زاد، وأما الكافرون فما يفعلون من خيرٍ فتقع المكافأة عليه بنِعَم الدنيا، ويجيئون يوم القيامة ولا حسنة لهم» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 373.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 953.
(3)
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص 54، وابن أبي حاتم 3/ 954 وفيه {ذرة} ، والتصحيح من تحقيق د. حكمت بشير (بالآلة الكاتبة) 4/ 1285.
وهي قراءة شاذة لمخالفتها رسم المصاحف. ينظر: مختصر ابن خالويه ص 32.
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (الطبعة التي بإشراف: سعد الحميد) 13/ 165 (13857)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 4/ 1252 (636)، وابن جرير 7/ 36، وابن المنذر 2/ 710 (1777) واللفظ لهما، وابن أبي حاتم 3/ 955 (5338، 5339).
قال الهيثمي في المجمع 7/ 23 (11010): «رواه الطبراني، وفيه عطية، وهو ضعيف» . وأصل الحديث في البخاري 9/ 159 (7439) بنحوه.