الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
(94)}
قراءات:
19692 -
عن أبي عبد الرحمن السلمي -من طريق عبد الرحمن بن الأصبهاني- =
19693 -
ومجاهد بن جبر -من طريق حميد الأعرج- أنهما كانا يقرآن: {لمن ألقى إليكم السلام}
(1)
. (4/ 620)
19694 -
عن إبراهيم النخعي -من طريق مغيرة- أنّه كانا يقرأ: (ولا تَقُولُوا لِمَن ألْقى إلَيْكُمُ السِّلْمَ)
(2)
. (ز)
19695 -
عن أبي رجاء [العطاردي] =
19696 -
والحسن البصري -من طريق عوف- أنهما كانا يقرآن: (ولا تَقُولُوا لِمَن ألْقى إلَيْكُمُ السِّلْمَ) بكسر السين
(3)
. (4/ 620)
19697 -
عن عاصم بن أبي النجود أنّه قرأ: {فتبينوا} بالياء
(4)
. (4/ 621)
نزول الآية:
19698 -
عن عبد الله بن عباس، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القومَ وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله. فأهوى إليه المقداد فقتله، فقال له رجل من
(1)
أخرجه سعيد بن منصور (678، 679)، وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، والكسائي، ويعقوب، وقرأ بقية العشرة:» السَّلَمَ «بحذف الألف. ينظر: النشر 2/ 251، والإتحاف ص 245.
(2)
أخرجه سعيد بن منصور (680).
وهي قراءة شاذة، قرأ بها أيضًا أبان بن زيد عن عاصم. ينظر: مختصر ابن خالويه ص 33، وإعراب القرآن للنحاس 1/ 482، والبحر المحيط 3/ 342.
(3)
عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد. وأخرجه سعيد بن منصور (680) عن الحسن وحده.
(4)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة العشرة ما عدا حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، فإنهم قرأوا «فَتَثَبَّتُوا». ينظر: النشر 2/ 251، والإتحاف ص 244.
أصحابه: أقتلت رجلًا شهد أن لا إله إلا الله؟! واللهِ، لَأَذْكُرَنَّ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم. فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، إنّ رجلًا شهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد. فقال:«ادعوا لي المقداد» . فقال: «يا مقداد، أقتلت رجلًا يقول: لا إله إلا الله؟! فكيف لك بلا إله إلا الله غدًا؟!» . فأنزل الله: {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله} إلى قوله: {كذلك كنتم من قبل} . قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد: «كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار، فأظهر إيمانه، فقتلته، وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة قبل»
(1)
. (4/ 614)
19699 -
عن عبد الله بن عباس، قال: كان الرجل يتكلم بالإسلام، ويؤمن بالله والرسول، ويكون في قومه، فإذا جاءت سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بها حيَّه -يعني: قومه-، وأقام الرجل لا يخاف المؤمنين من أجل أنه على دينهم، حتى يلقاهم فيلقي إليهم السلام، فيقولون: لست مؤمنًا. وقد ألقى السلام، فيقتلونه، فقال الله تعالى:{يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} إلى: {تبتغون عرض الحياة الدنيا} . يعني: تقتلونه إرادة أن يحل لكم ماله الذي وجدتم معه، وذلك عَرَض الحياة الدنيا، فإنّ عندي مغانم كثيرة، فالتمسوا من فضل الله. وهو رجل اسمه مرداس، خلّى قومه هاربين من خيل بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها رجل من بني ليث اسمه قُلَيْب، ولم يجامعهم، وإذا فيهم مرداس، فسلم عليهم، فقتلوه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهله بديته، وردَّ إليهم ماله، ونهى المؤمنين عن مثل ذلك
(2)
. (4/ 615)
19700 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: مرَّ رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنمًا له، فسلَّم عليهم، فقالوا: ما سلَّم علينا
(1)
أخرجه البزار في مسنده 11/ 317 (5127) واللفظ له، والطبراني في الكبير 12/ 30 (12379). وعلقه البخاري 9/ 3 (6866) مختصرًا.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس، ولا نعلم له طريقًا عن ابن عباس إلا هذا الطريق» . وقال ابن القيسراني في أطراف الغرائب 3/ 162 (2318): «غريب» . وقال ابن عساكر في تاريخه 60/ 172 في ترجمة مقداد بن عمرو: «قال الدارقطني: غريب من حديث سعيد عن ابن عباس، تفرد به حبيب بن أبي عمرة عنه، وتفرد به أبو بكر بن علي بن مقدم عن حبيب» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 8 - 9 (10943): «إسناده جيد» . ووصله ابن حجر في تغليق التعليق 5/ 242 (6866). وقال الألباني في الضعيفة 9/ 108 (4109): «ضعيف» .
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 356 - 357، وابن أبي حاتم 3/ 1041 (5831) مختصرًا من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.
إلا لِيَتَعَوَّذ مِنّا. فعمدوا إليه، فقتلوه، وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنزلت الآية:{يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم} الآية
(1)
. (4/ 612)
19701 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: لحق ناس من المسلمين رجلًا معه غنيمة له، فقال: السلام عليكم. فقتلوه، وأخذوا غنيمته؛ فنزلت:{يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} إلى قوله: {عرض الحياة الدنيا} . قال: تلك الغنيمة. قال: قرأ ابن عباس {السلام}
(2)
. (4/ 611)
19702 -
عن عبد الله بن عمر، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحَلِّم بن جَثّامة مَبْعثًا، فلقيهم عامر بن الأضبط، فحياهم بتحية الإسلام، وكانت بينهم إحْنَة
(3)
في الجاهلية، فرماه مُحَلِّم بسهم، فقتله، فجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء مُحَلِّم في بُرْدَيْن، فجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر له، فقال:«لا غفر الله لك» . فقام وهو يتلقى دموعه ببُرْدَيْه، فما مضت به ساعة حتى مات ودفنوه، فلفظته الأرض، فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال:«إنّ الأرض تقبل مَن هو شَرٌّ مِن صاحبكم، ولكن الله أراد أن يعظكم» . ثم طرحوه في جبل، وألقوا عليه الحجارة؛ فنزلت:{يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم} الآية
(4)
. (4/ 613)
19703 -
عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضَم، فخرجت في نفر من المسلمين، فيهم أبو قتادة الحارث بن رِبْعِيِّ، ومُحَلِّم بن جَثّامة
(1)
أخرجه أحمد 3/ 467 (2023)، 4/ 271 (2462)، والترمذي 5/ 273 (3279)، والحاكم 2/ 256 (2920)، وابن حبان 11/ 59 (4752)، وابن جرير 7/ 355 - 356. وأورده الثعلبي 3/ 368.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . وقال ابن كثير في تفسيره 2/ 382 - 383: «وقال -يعني: ابن جرير- في بعض كتبه غير التفسير: وهذا خبر عندنا صحيح سنده» . وقال الألباني في الضعيفة 9/ 110: «فيه نظر؛ لأن سماك بن حرب وإن كان ثقة ومن رجال مسلم؛ إلا أن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن؛ كما قال الحافظ في التقريب» .
(2)
أخرجه البخاري 6/ 47 (4591)، ومسلم 4/ 2319 (3025)، وعبد الرزاق 1/ 472 (625)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 4/ 1350 (677)، وابن جرير 7/ 355، وابن أبي حاتم 3/ 1039 - 1040 (5825).
(3)
الإحنة: الحقد. النهاية (أحن).
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 353 - 354 من طريق ابن وكيع، قال: حدثنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، أنّ ابن عمر به.
إسناده ضعيف، فيه سفيان بن وكيع بن الجرّاح، قال ابن حجر في التقريب (2456):«كان صدوقًا، إلا أنه ابتلى بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصِح فلم يقبل، فسقط حديثه» .
بن قيس الليثي، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضَم مرَّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قَعُود
(1)
له، معه مُتَيِّع له ووَطْبٌ من لبن، فلمّا مرَّ بنا سلَّم علينا بتحية الإسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة لشيء كان بينه وبينه، فقتله، وأخذ بعيره ومتاعه، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن:{يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} الآية
(2)
. (4/ 612)
19704 -
عن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه -من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط-، نحوه، وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أقتلته بعد ما قال: آمنت بالله؟!» . فنزل القرآن
(3)
. (4/ 613)
19705 -
عن جزء بن الحِدْرِجان، قال: وفَد أخي قُداد بن الحِدْرِجان بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بإيمانه وإيمان مَن أعطى الطاعة مِن أهل بيته، فخرج مهاجرًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيه في بعض الطريق سرية النبي صلى الله عليه وسلم، فقال قداد: أنا مؤمن. فلم يقبلوه، وقتلوه في جوف الليل، فبلغنا ذلك، فخرجتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، وطلبت ثأري؛ فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ياأيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} الآية. فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم دِيَة أخي
(4)
. (4/ 624)
19706 -
عن جابر بن عبد الله، قال: أُنزلت هذه الآية: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام} في مرداس
(5)
. (4/ 615)
19707 -
عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضحى-: أنّ قومًا من المسلمين لقوا رجلًا من المشركين ومعه غُنَيْمة له، فقال: السلام عليكم، إني مؤمن. فظنوا أنه
(1)
القعود: ما يتخذه الرجل من الدواب للركوب والحمل ولا يكون إلا ذكرًا. النهاية (قعد).
(2)
أخرجه أحمد 39/ 310 (23881) واللفظ له، وابن جرير 7/ 354 - 355، وابن أبي حاتم 3/ 1040 (5826).
قال ابن كثير في تفسيره 2/ 383: «تفرد به أحمد» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 8 (10942): «رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات» . وقال الألباني في الضعيفة 9/ 110: «هذا إسناد حسن» .
(3)
هو الحديث السابق نفسه.
(4)
أخرجه ابن منده -كما في أسد الغابة 1/ 533 (736) -، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/ 628 (1690).
قال ابن حجر في الإصابة 1/ 585 (1146) جزء ابن حدرد: «هذا إسناد مجهول» .
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1040 (5828)، وابن شبة في تاريخ المدينة 2/ 450.
قال ابن حجر في الفتح 8/ 259: «وهذا شاهد حسن» . وقال السيوطي في لباب النقول ص 66: «وهو شاهد حسن» .
يتعوذ بذلك، فقتلوه، وأخذوا غنيمته؛ فأنزل الله:{ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا} تلك الغُنَيمة
(1)
. (4/ 619)
19708 -
عن سعيد بن جبير -من طريق حبيب بن أبي عمرة- قال: خرج المقداد بن الأسود في سرية بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمروا برجل [في] غُنَيْمة له، فقال: إني مسالم. فقتله ابن الأسود، فلما قدموا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فنزلت هذه الآية:{ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا} . قال: الغُنَيْمة
(2)
. (4/ 619)
19709 -
عن الحسن البصري: أنّ ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبوا يَتَطَرَّقُون، فلقوا أناسًا من العدو، فحملوا عليهم، فهزموهم، فشدَّ رجل منهم، فتبعه رجلٌ يريد متاعه، فلما غَشِيه بالسنان قال: إني مسلم، إني مسلم. فأَوْجَرَه السِّنان، فقتله، وأخذ مُتَيِّعه، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاتل:«أقتلته بعد ما قال: إني مسلم؟!» . قال: يا رسول الله، إنما قالها مُتَعَوِّذًا. قال:«أفلا شققت عن قلبه» . قال: لِمَ يا رسول الله؟ قال: «لتعلم أصادق هو أو كاذب» . قال: وكنتُ عالِمَ ذلك، يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنما كان يُعَبِّر عنه لسانُه، إنما كان يعبر عنه لسانه» . قال: فما لبث القاتل أن مات، فحفر له أصحابه، فأصبح وقد وضعته الأرض، ثم عادوا فحفروا له، فأصبح وقد وضعته الأرض إلى جنب قبره. قال الحسن: فلا أدري كم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كم دفناه، مرتين أو ثلاثة؟ كل ذلك لا تقبله الأرض، فلما رأينا الأرض لا تقبله أخذنا برجليه، فألقيناه في بعض تلك الشِّعاب؛ فأنزل الله:{يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} أهل الإسلام. إلى آخر الآية. قال الحسن: أما واللهِ، ما ذاك ألّا تكون الأرض تُجِنُّ من هو شر منه، ولكن وعظ الله القوم ألّا يعودوا
(3)
. (4/ 617)
19710 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} ، قال: هذا الحديث في شأن مرداس، رجل من غطفان. ذُكِر لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشًا عليهم غالب الليثي إلى أهل فَدَك، وبه ناس من غطفان، وكان مرداس منهم، ففَرَّ أصحابُه، فقال مرداس: إني مُؤْمِن غيرُ مُتَّبِعِكم.
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 359.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 124 - 125، 12/ 377، وابن جرير 7/ 360.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1039، والبيهقي في الدلائل 4/ 310 بنحوه.
فصَبَّحَتْه الخيلُ غُدْوَةً، فلما لقوه سَلَّم عليهم مرداس، فتلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقتلوه، وأخذوا ما كان معه من متاع؛ فأنزل الله في شأنه:{ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} . لأن تحية المسلمين السلام، بها يتعارفون، وبها يُحَيِّي بعضهم بعضًا
(1)
. (4/ 615)
19711 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} ، قال: بلغني: أنّ رجلًا من المسلمين أغار على رجل من المشركين، فحمل عليه، فقال له المشرك: إني مسلم، لا إله إلا الله. فقتله المسلم بعد أن قالها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال للذي قتله:«أقتلته وقد قال: لا إله إلا الله؟!» . فقال وهو يعتذر: يا نبي الله، إنما قال مُتَعَوِّذًا وليس كذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«فهلّا شَقَقْتَ عن قلبه!» . ثم مات قاتل الرجل، فقبر، فلفظته الأرض، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمرهم أن يقبروه، ثم لفظته، حتى فعل ذلك به ثلاث مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إنّ الأرض أبَتْ أن تقبله، فألقوه في غار من الغيران» . قال معمر: وقال بعضهم: «إنّ الأرض تقبل مَن هو شرٌّ منه، ولكن الله جعله لكم عبرة»
(2)
. (4/ 618)
19712 -
عن النعمان بن سالم أنّه كان يقول: نزلت في رجل من هذيل
(3)
. (4/ 621)
19713 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله} الآية، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عليها أسامة بن زيد إلى بني ضَمْرَة، فلقوا رجلًا منهم يُدْعى: مِرْداس بن نُهَيْك، معه غنمة له وجمل أحمر، فلما رآهم أوى إلى كهف جبل، واتبعه أسامة، فلما بلغ مرداس الكهف وضع فيه غنمه، ثم أقبل إليهم فقال: السلام عليكم، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فشدَّ عليه أسامة، فقتله من أجل جمله وغنيمته، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث أسامة أحب أن يثني عليه خيرًا، ويسأل عنه أصحابه، فلما رجعوا لم يسألهم عنه، فجعل القوم يُحَدِّثون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: يا رسول الله، لو رأيتَ أسامة ولقيه رجل، فقال الرجل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. فشد عليه فقتله! وهو مُعْرِض عنهم، فلما أكثروا عليه رفع رأسه إلى أسامة، فقال:«كيف أنت ولا إله إلا الله؟!» . قال:
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 357. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 397 - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 168 - 169، وابن جرير 7/ 359 مرسلًا.
(3)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
يا رسول الله، إنّما قالها مُتَعَوِّذًا تعوَّذ بها. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هَلّا شققت عن قلبه فنظرت إليه!» . قال: يا رسول، إنما قلبه بَضْعَة من جسده. فأنزل الله خبر هذا، وأخبر إنما قتله من أجل جمله وغنمه، فذلك حين يقول:{تبتغون عرض الحياة الدنيا} فلما بلغ: {فمن الله عليكم} . يقول: تاب الله عليكم. فحلف أسامة ألا يقاتل رجلًا يقول: لا إله إلا الله، بعد ذلك الرجل، وما لقي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه
(1)
. (4/ 616)
19714 -
عن ابن عباس-من طريق الكلبي، عن أبي صالح- نحوه
(2)
. (ز)
19715 -
قال مقاتل بن سليمان: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله} ، وذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية، وبعث عليها غالب بن عبد الله الليثي أخا ثميلة بن عبد الله، فلما أصبحوا رأوا رجلًا يسمى: مرداس بن عمرو بن نهيك العَنْسِيّ
(3)
من بني تيم بن مرة من أهل فدك، معه غُنَيْمَة له، فلما رأى الخيل ساق غُنَيْمَتَه حتى أحرزها في الجبل، وكان قد أسلم من الليل، وأخبر أهله بذلك، فلما دنوا منه كبَّروا، فسمع التكبير، فعرفهم، فنزل إليهم، فقال: سلام عليكم، إني مؤمن. فحمل عليه أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي من بني عبد وُدٍّ، فقال مرداس: إني منكم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله. فطعنه أسامه برمحه، فقتله، وسلبه، وساق غنمه، فلما قدم المدينة أخبر أسامةُ النبي صلى الله عليه وسلم، فلامه النبي ملامة شديدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«قتلته وهو يقول: لا إله إلا الله؟!» . قال: إنما قال ذلك أراد أن يحرز نفسه وغنمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أفلا شققت عن قلبه، فتنظر صدق أم لا؟!» . قال: يا رسول الله، كيف يتبين لي، وإنما قلبه بضعة من جسده؟! فقال:«فلا صدقته بلسانه، ولا أنت شققت عن قلبه فبين لك» . فقال: استغفر لي، يا رسول الله. قال:«فكيف لك بلا إله إلا الله؟!» . يقول ذلك ثلاث مرات، فاستغفر له النبي صلى الله عليه وسلم الرابعة. قال أسامة في نفسه: وددت أني لم أسلم حتى كان يومئذ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتق رقبة. فعاش أسامة زمن أبى بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم، حتى أدرك علي بن أبى طالب?، فدعاه علي إلى القتال، فقال
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 357 - 358.
(2)
أخرجه الثعلبي 3/ 367، وينظر الفتح 8/ 258.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(3)
كذا في مطبوعة المصدر، ولعله تصحّف.