الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
18164 -
عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يخرج من النار مَن كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان» . قال أبو سعيد: فمَن شَكَّ فليقرأ: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}
(1)
. (4/ 440)
18165 -
عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده، ما منكم من أحد بأَشَدَّ مُناشَدَةً لله في اسْتِقْصاء الحقِّ مِن المؤمنين لله يوم القيامة
(1)
أخرجه الترمذي 4/ 550 (2781) واللفظ له، وابن ماجه 1/ 41 (60)، وعبد الرزاق في تفسيره 1/ 457 (587)، وابن جرير 7/ 30 - 31، وابن أبي حاتم 3/ 954 (5331).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال الألباني في الصحيحة 5/ 579 (2450): «وهو على شرط الشيخين» .
لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربَّنا، كانوا يصومون معَنا، ويُصَلُّون، ويَحُجُّون. فيُقالُ لهمْ أخْرِجُوا مَن عَرَفْتُم. فتُحَرَّمُ صُوَرُهُم على النار، فيُخْرِجُون خَلْقًا كثيرًا قد أخَذَت النّارُ إلى نصف ساقَيْهِ، وإلى رُكْبَتَيْهِ، ثم يقولون: ربَّنا، ما بَقِيَ فيها أحد ممَّن أمرتنا به. فيقول: ارْجِعوا، فمَن وجدتم في قلبه مِثْقالَ دينار مِن خير فأخرِجوه. فيُخْرِجون خَلْقًا كثيرًا، ثم يقولون: ربَّنا، لَمْ نَذَرْ فيها أحدًا مِمَّن أمَرْتَنا. ثم يقول: ارْجِعوا، فمَن وجدتُم في قلبه مثقالَ نصف دينار من خير فأخرِجوه. فيُخْرِجون خلْقًا كثيرًا، ثم يقولون: ربَّنا، لم نَذَرْ فيها مِمَّن أمَرْتَنا أحدًا. ثم يقول: ارْجِعوا، فمَن وجَدتُم في قلبه مِثقال ذَرَّة مِن خير فأخْرِجوه. فيُخْرِجون خَلْقًا كثيرًا، ثُمَّ يقولون: ربَّنا، لَمْ نَذَرْ فيها خَيْرًا». وكان أبو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}
(1)
. (ز)
18166 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق زاذان- قال: يُؤْتى بالعبد يوم القيامة، فيُنادِي مُنادٍ على رؤوس الأوَّلين والآخِرين: هذا فلان بن فلان، مَن كان له حَقٌّ فليأتِ إلى حقِّه. فيفرح -واللهِ- المرءُ أن يدور له الحقُّ على والِده أو ولدِه أو زوجته، فيأخذه منه وإن كان صغيرًا، ومِصداق ذلك في كتاب الله:{فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]. فيُقال له: آتِ هؤلاء حقوقَهم. فيقول: أي ربِّ، ومِن أين وقد ذَهَبَتِ الدنيا؟! فيقول الله لملائكته: انظروا في أعماله الصالحة، وأعطوهم منها. فإن بقي مثقال ذرَّةٍ مِن حسنةٍ قالت الملائكة: يا ربَّنا، أعطينا كُلَّ ذي حقٍّ حقَّه، وبقي له مثقال ذرَّةٍ مِن حسنة. فيقول للملائكة: ضعِّفوها لعبدي، وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة. ومِصداق ذلك في كتاب الله:{إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} . أي: الجنة يعطيها. وإن فَنِيَت حسناته وبقيت سيئاته قالت الملائكة: إلَهَنا، فَنِيَتْ حسناتُه، وبقي طالبون كثير. فيقول الله: ضعوا عليه مِن أوزارهم، واكتبوا له كتابًا إلى النار
(2)
[1685]. (4/ 440)
[1685] علَّق ابنُ كثير (4/ 52) على هذا الأثر، فقال:«ولبعض هذا الأثر شاهد في الحديث الصحيح» .
ووجَّه ابنُ جرير (7/ 34) معنى الآية على قول ابن مسعود، فقال:«فتأويلُ الآية على تأويلِ عبد الله هذا: إنّ الله لا يظلم عبدًا وجب له مثقال ذرة قِبَل عبدٍ له آخر في معاده ويوم لقائه، فما فوقه، فيتركه عليه، فلا يأخذه للمظلوم من ظالمه، ولكنَّه يأخذه منه له، ويأخذ مِن كُلِّ ظالم لكل مظلوم تَبِعَتَه قِبَلَه. {وإن تك حسنة يضاعفها} يقول: وإن توجد له حسنة يضاعفها، بمعنى: يضاعف له ثوابها وأجرها، {ويؤت من لدنه أجرا عظيما} يقول: ويعطه من عنده أجرًا عظيمًا. والأجر العظيم: الجنة على ما قاله عبد الله» .
_________
(1)
أخرجه مسلم 1/ 167 (183).
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 32، كما أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال 6/ 247 (259)، وابن أبي حاتم 3/ 954 بنحوه من طريق عبد الله بن السائب عن زاذان. وذكره عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص 93.
18167 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} ، قال: رأس نملةٍ حمراء
(1)
. (4/ 439)
18168 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{مثقال ذرة} ، قال: نملة
(2)
. (4/ 439)
18169 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق يزيد بن الأَصَمِّ- في قوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} أنّه أدخل يده في التراب، ثم نفخ فيها، وقال: كل واحد من هذه الأشياء ذرَّة
(3)
. (ز)
18170 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- أنّه تلا هذه الآية، فقال: لأن تفضُل حسناتي على سيئاتي بمثقالِ ذرَّةٍ أحبُّ إلَيَّ مِن الدنيا وما فيها
(4)
. (4/ 440)
18171 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: كان بعضُ أهل العلم يقول: لَأن تَفْضُل حسناتي على سيِّئاتي ما يَزِنُ ذَرَّةً أحبُّ إلَيَّ مِن أن تكون لي الدنيا جميعًا
(5)
. (ز)
18172 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله:{مثقال ذرة} ، قال: وزْن ذَرَّة
(6)
. (4/ 439)
18173 -
قال مقاتل بن سليمان: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} ، يعني: لا يُنقِص وزنَ أصغر مِن الذَرَّةِ من أموالهم
(7)
[1686]. (ز)
[1686] أفادت الآثارُ اختلافَ السلف في تفسير قوله: {إن لا يظلم مثقال ذرة} على قولين: الأول: أنّ المراد بها: أنّ مَن عمل ما يزِنُ مثقالَ ذرَّةٍ مِن خيرٍ أو شَرٍّ جازاه الله على عمله؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر. الثاني: أنّ المراد: أنّ الله يقتصُّ للمظلومين يوم القيامة من الظالمين، ويرُدُّ إلى كُلِّ صاحب حَقٍّ حقَّه.
وقد رجَّح ابنُ جرير (7/ 34) القول الأول مستندًا إلى السنة، والسياق، فقال:«وإنّما اخترنا التأويل الأول لموافقته الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[حديث أبي سعيد الخدري، وما في معناه من الأحاديث التالية]، مع دلالة ظاهر التنزيل على صحته، إذ كان في سياق الآية التي قبلها التي حثَّ الله فيها على النفقة في طاعته، وذم النفقة في طاعة الشيطان، ثم وصل ذلك بما وعد المنافقين في طاعته بقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 29. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
تفسير الثعلبي 3/ 308، وتفسير البغوي 2/ 214 وعَقِبه: والمراد: أنّه لا يظلم لا قليلًا ولا كثيرًا.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 160، وابن جرير 7/ 29. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(5)
أخرجه ابن جرير 7/ 29.
(6)
أخرجه ابن المنذر 2/ 710. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(7)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 373.