الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
75382 -
عن أبي حَزْرة [يعقوب بن مجاهد القرشي القاص مولى بني مخزوم]، قال: نَزَلَتْ هذه الآيةُ في رجل من الأنصار في غزوة تبوك، ونزلوا الحِجْر
(1)
، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يحملوا مِن مائها شيئًا، ثم ارتحل، ثم نزل منزلًا آخر وليس معهم ماء، فشَكَوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام يصلّي ركعتين، ثم دعا، فأرسل اللهُ سحابةً، فأمطَرتْ عليهم حتى استَقَوْا منها، فقال رجلٌ مِن الأنصار لآخر مِن قومه يُتهم بالنّفاق: ويحك، قد ترى ما دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فأمطر الله علينا السماء! فقال: إنّما مُطِرنا بنَوء كذا وكذا. فأنزل الله: {وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}
(2)
. (14/ 226)
75383 -
قال مقاتل بن سليمان: {وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم غزا أحياءً من العرب في حرٍّ شديد، ففني ما كان عند الناس مِن الماء، فظمئوا ظمأً شديدًا، ونزلوا على غير ماء، فقالوا: يا رسول الله، استسقِ لنا. قال:«فلعلّ إذا استسقيتُ فسُقيتم تقولون: هذا نَوء كذا وكذا» . قالوا: يا رسول الله، قد ذهب خبر الأنواء. فتوضأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وصلّى، ثم دعا ربه، فهاجَت الرِّيح، وثارتْ سحابة، فلم يلبثوا حتى غَشيهم السحاب ركامًا، فمُطروا مطرًا جوادًا حتى سالت الأودية، فشَربوا، وسَقَوا، وغسلوا ركابهم، وملؤوا أسْقِيتهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فمّر على رجل وهو يغرف بقَدحٍ من الوادي، وهو يقول: هذا نَوء كذا. فكان المطر رزقًا مِن الله فجعلوه للأنواء، ولم يشكروا نعمة الله تعالى
(3)
. (ز)
تفسير الآية:
75384 -
عن علي بن أبي طالب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في قوله:{وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ، قال:«شكركم، تقولون: مُطِرنا بنَوء كذا وكذا، وبنجم كذا وكذا»
(4)
[6461]. (14/ 226)
[6461] انتقد ابنُ القيم (3/ 122) -مستندًا إلى مخالفة ظاهر الآية- قول مَن قال: إنّ معنى الآية: مُطِرنا بنوء كذا وكذا، قائلًا:«فهذا لا يصح أن تدل عليه الآية ويراد بها، وإلا فمعناها أوسع منه وأعمّ وأعلى» .
_________
(1)
الحِجْر: اسم ديار ثمود، بوادي القرى بين المدينة والشام. معجم البلدان 2/ 308.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 224 - 225.
(4)
أخرجه أحمد 2/ 97 (677)، 2/ 210 (849، 850)، 2/ 330 (1087)، والترمذي 5/ 487 - 489 (3579)، وابن جرير 22/ 369، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 546 - ، وعبد بن حميد -كما في الفتح 2/ 523 - .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث إسرائيل. ورواه سفيان الثوري، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، نحوه، ولم يرفعه» . وأورده الدارقطني في العلل 4/ 163 (487). وقال ابن رجب في الفتح 9/ 257: «كان سفيان ينكر على مَن رفعه. وعبد الأعلى هذا -ابن عامر الثعلبي- ضعّفه الأكثرون. ووثّقه ابن معين» .
75385 -
عن عائشة، قالت: ما فسّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن القرآن إلا آياتٍ يسيرة؛ قوله: {وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} قال: «شكركم»
(1)
. (14/ 227)
75386 -
عن أبي أُمامة الباهلي، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:«ما مُطِر قومٌ مِن ليلة إلا أصبح قومٌ بها كافرين، ثم قال: {وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} يقول قائل: مُطرنا بنجم كذا وكذا»
(2)
. (14/ 227)
75387 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي عبد الرحمن السّلمي- {وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ، قال: شكركم
(3)
. (14/ 229)
75388 -
عن عبد الله بن عباس، {وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ، قال: الاستسقاء بالأنواء
(4)
. (14/ 229).
75389 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق هُشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير- في قوله:(وتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ)، يقول: على ما أنَزَلَتُ عليكم مِن الغَيث والرحمة؛ يقولون: مُطرنا بنَوء كذا وكذا. وكان ذلك منهم كفرًا بما أنعم الله عليهم
(5)
. (14/ 231).
75390 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير- قال: ما مُطِر قومٌ إلا أصبح بعضُهم كافرًا، يقولون: مُطرنا بنَوء كذا وكذا. وقرأ
(1)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 15/ 340 (4491)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 43/ 247 (5098) في ترجمة علي بن المغيرة أبي الحسن البغدادي المعروف بالأثرم.
في إسناده أحمد بن الحسن بن علي المقرئ، قال عنه الذهبي في الميزان 1/ 91 (337):«قال الدارقطني: ليس بثقة» . وقال ابن حجر في اللسان 1/ 153 (488): «قال الخطيب: منكر الحديث» .
(2)
أخرجه ابن جرير 22/ 372.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه جعفر بن الزبير الحنفي، قال عنه ابن حجر في التقريب (939):«متروك الحديث، وكان صالحًا في نفسه» .
(3)
أخرجه ابن جرير 22/ 369.
(4)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(5)
أخرجه ابن جرير 22/ 369 - 370.