الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
(13)}
نزول الآيات، والنسخ فيها:
76016 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق علي بن علقمة الأنماريّ- قال: لَمّا نزلت: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً} الآية. قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما ترى، دينارًا؟» . قلتُ: لا يطيقونه. قال: «فنصف دينار؟» . قلتُ: لا يطيقونه. قال: «فكم؟» . قلتُ: شَعِيرةً
(1)
. قال: «إنك لَزهيد» . قال: فنَزَلَتْ: {أأَشْفَقْتُمْ أنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ} الآية. قال: فبي خفّف اللهُ عن هذه الأُمّة
(2)
[6529]. (14/ 324)
76017 -
عن سعد بن أبي وقّاص -من طريق مُصعب- قال: نَزَلَتْ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً} ، فقدّمتُ شَعيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنك لَزهيد» . فنَزَلَت الآية الأخرى: {أأَشْفَقْتُمْ أنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ}
(3)
. (14/ 326)
76018 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {إذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ} الآية،
[6529] وجَّه ابنُ عطية (5/ 280 ط. دار الكتب العلمية) أثر علي? بقوله: «يريد: للواجد، وأما مَن لا يجد فالرخصة له ثابتة أولًا بقوله تعالى: {فَإنْ لَمْ تَجِدُوا فَإنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ}» .
_________
(1)
قال الترمذي في جامعه 5/ 406: «ومعنى قوله:» شعيرة «يعني: وزن شعيرة من ذهب» .
(2)
أخرجه الترمذي 5/ 494 - 495 (3586)، وابن حبان 15/ 390 (6941)، 15/ 391 (6942)، وابن جرير 22/ 484 - 485، والثعلبي 9/ 262.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه» . وقال ابن عدي في الكامل في الضعفاء 6/ 349 - 350: «علي بن علقمة الأنماري عن علي، روى عنه سالم بن أبي الجعد، يعد في الكوفيين، في حديثه نظر
…
ولا أرى بحديث علي بن علقمة بأسًا في مقدار ما يرويه».
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 147 (331) مطولًا، وابن مردويه -كما في الفتح 11/ 81 - .
قال الهيثمي في المجمع 7/ 122 (11406): «رواه الطبراني في حديث طويل في حديث الصحيح: نزل فِيَّ ثلاث آيات. وفيه سلمة بن الفضل الأبرش، وثّقه ابن معين وغيره، وضعّفه البخاري وغيره» . وقال السيوطي: «سند فيه ضعف» .
قال: إنّ المسلمين أكثروا المسائلَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقُّوا عليه، فأراد الله أن يُخَفِّف عن نبيّه صلى الله عليه وسلم، فلما قال ذلك ضنّ كثيرٌ مِن الناس، وكفّوا عن المسألة؛ فأنزل الله بعد هذا:{أأَشْفَقْتُمْ} الآية، فوسّع الله عليهم، ولم يُضيّق
(1)
. (14/ 324)
76019 -
عن مجاهد بن جبر، قال: كان مَن ناجى النبيَّ صلى الله عليه وسلم تصدّق بدينار، وكان أول مَن صنع ذلك عليُّ بن أبي طالب، ثم نَزَلَتْ الرخصة:{فَإذْ لَمْ تَفْعَلُوا وتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}
(2)
. (14/ 326)
76020 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: نُهُوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يُقدِّموا صدقة، فلم يُناجِه إلا عليُّ بن أبي طالب؛ فإنّه قد قدّم دينارًا فتصدَّق به، ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن عشر خصال، ثم نَزَلَتْ الرخصة
(3)
. (14/ 325)
76021 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر} : وذلك أنّ الناس كانوا قد أحفوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في المسألة، فنهاهم الله عز وجل عنه، وربما قال: فمَنعهم في هذه الآية، فكان الرجل تكون له الحاجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يستطيع أن يَقضيَها حتى يُقدِّم بين يدي نجواه صدقة، فاشتدّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل بعدُ هذه الآية، فنَسَختْ ما كان قبلها مِن أمر الصدقة من نجوى، فقال:{أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة} وهما فريضتان واجبتان، لا رُخصةَ لأحدٍ فيهما
(4)
. (ز)
76022 -
قال محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر-: جاء عَلِيٌّ بدينار، فتصدَّق به، وكلّم النبي صلى الله عليه وسلم، فأمسَك الناسُ عن كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نزل التخفيف، فقال:{أأَشْفَقْتُمْ أنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ} حتى بلغ: {خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ}
(5)
. (ز)
76023 -
قال مقاتل بن سليمان: ذلك أنّ الأغنياء كانوا يُكثِرون مُناجاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم،
(1)
أخرجه القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ ص 258 - 259 (471)، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ص 231 (310)، وابن جرير 22/ 484، من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس به.
إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(2)
عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.
(3)
تفسير مجاهد ص 651، وأخرجه عبد الرزاق 2/ 280 بنحوه من طريق سليمان، وابن جرير 22/ 482 - 483. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(4)
الناسخ والمنسوخ لقتادة ص 47 - 48، وأخرجه ابن جرير 22/ 483 مختصرًا.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 281.