الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسنًا في الجنة
(1)
. (ز)
{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
(19)}
نزول الآية:
75685 -
قال مقاتل بن سليمان: قال الفقراء: ليس لنا أموالٌ نُجاهِد بها، أو نتصدّق بها. فأنزل الله تعالى:{والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ}
(2)
. (ز)
تفسير الآية:
75686 -
عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن فرّ بدينه مِن أرضٍ إلى أرض مخافة الفتنة على نفسه ودينه، كُتِب عند الله صِدّيقًا، فإذا مات قبضه الله شهيدًا» . وتلا هذه الآية: {والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} . ثم قال: «هذه فيهم» . ثم قال: «والفرّارون بدينهم من أرض إلى أرض يوم القيامة مع عيسى ابن مريم في درجته في الجنة»
(3)
. (14/ 281)
75687 -
عن البراء بن عازب، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«مؤمنو أُمَّتي شهداء» . ثم تلا النبيُّ صلى الله عليه وسلم: {والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ}
(4)
. (14/ 281)
75688 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق هُذيل بن شرحبيل- قال: الرجل يقاتل للذِّكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانه، والرجل يُقاتل للدنيا، والرجل يُقاتل للسُّمعة، والرجل يُقاتل للمغنم، والرجل يُقاتل يريد وجه الله، والرجل يموت على فراشه وهو شهيد. وقرأ عبد الله هذه الآية: {والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 242 - 243.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 243.
(3)
أورده الديلمي في الفردوس 3/ 530 (5656) دون قوله: وتلا هذه الآية
…
وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أخرجه ابن جرير 22/ 414 - 415.
قال ابن كثير في تفسيره 8/ 23: «هذا حديث غريب» .
والشُّهَداءُ}
(1)
. (14/ 281)
75689 -
عن أبي هريرة أنه قال يومًا وهم عنده: كلّكم صِدِّيق وشهيد. قيل له: ما تقول، يا أبا هريرة؟ قال: اقرأوا: {والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ}
(2)
. (14/ 282)
75690 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوفيّ-: {والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} هذه مفصولة {والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أجْرُهُمْ ونُورُهُمْ}
(3)
. (14/ 282)
75691 -
قال عبد الله بن عباس =
75692 -
ومقاتل بن حيّان: أراد بالشهداء: الأنبياء خاصة، الذين يشهدون على الأُمَم
(4)
[6496]. (ز)
75693 -
عن مَسروق بن الأجْدع الهَمداني -من طريق أبي الضُّحى- قال: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أجْرُهُمْ ونُورُهُمْ} هي للشهداء خاصة
(5)
. (14/ 283)
75694 -
عن عمرو بن ميمون الأوْدي، قال: كلّ مؤمن صِدّيقٌ وشهيد. ثم قرأ: {والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} ، قال: هم صِدِّيقون وشهداء
(6)
. (14/ 282)
75695 -
عن أبي الضُّحى مُسلم بن صُبَيْح -من طريق سفيان-: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} ثم استأنف الكلام، فقال:{والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ}
(7)
. (ز)
[6496] علَّق ابنُ عطية (8/ 234) على هذا القول بقوله: «فكأن الأنبياء? يشهدون للمؤمنين بأنهم صِدِّيقون، وهذا يفسّره قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 22/ 414، والحاكم 2/ 111، والثعلبي 9/ 244.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه ابن جرير 22/ 413.
(4)
تفسير الثعلبي 9/ 244 عن ابن عباس، وتفسير البغوي 8/ 39.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 276، وابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) 10/ 275 (19727)، وابن جرير 22/ 413. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(6)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(7)
أخرجه ابن جرير 22/ 413.
75696 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- قال: كلُّ مؤمن صدِّيق وشهيد. ثم تلا: {والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ}
(1)
[6497]. (14/ 282)
75697 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {الصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} ، قال: بالإيمان على أنفسهم بالله
(2)
. (ز)
75698 -
قال الضَّحّاك بن مُزاحِم: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} هم ثمانية نفرٍ مِن هذه الأُمّة، سبقوا أهل الأرض في زمانهم إلى الإسلام: أبو بكر، وعلي، وزيد، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وحمزة، وتاسعهم عمر بن الخطاب
(3)
. (ز)
75699 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} ، قال: هذه مفصولة، سمّاهم: صِدِّيقين. ثم قال: {والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أجْرُهُمْ ونُورُهُمْ}
(4)
. (14/ 282)
75700 -
عن مكحول الشامي -من طريق برد- قال: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ} للشهداء خاصة
(5)
. (ز)
75701 -
قال مقاتل بن سليمان: {والَّذِينَ آمَنُوا} يعني: صدّقوا {بِاللَّهِ} بتوحيد الله تعالى {ورُسُلِهِ} كلّهم، {أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} بالله وبالرسل، ولم يشُكُّوا فيهم ساعة، ثم استأنف فقال:{والشُّهَداءُ} يعني: مَن استُشهد منهم {عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أجْرُهُمْ ونُورُهُمْ} يعني: جزاؤهم وفضلهم، {والَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِآياتِنا} يعني: بالقرآن
[6497] ذكر ابنُ عطية (8/ 233) قولًا بأن الشهداء من معنى الشاهد، لا من معنى الشهيد، وعلَّق عليه بقوله:«وذلك نحو قوله تعالى: {وتكونوا شهداء على الناس} [الحج: 78]، فكأنه قال في هذه الآية: هم أهل الصدق والشهادة على الأمم عند ربهم» .
_________
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 267، وابن جرير 22/ 414 دون لفظ: صديق. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه ابن جرير 22/ 415. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 352 - .
(3)
تفسير الثعلبي 9/ 234، وتفسير البغوي 8/ 38.
(4)
أخرجه ابن جرير 22/ 413 - 414 بنحوه.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) 10/ 275 (19728).
[6498] علَّق ابنُ عطية (8/ 234) على هذا القول بقوله: «فكأنه جعلهم صنفًا مذكورًا وحده، وفي الحديث: «إنّ أهل الجنة العليا يراهم مَن دونهم كما ترون الكوكب الدري، وإنّ أبا بكر وعمر منهم، وأنعما» ».
وعلَّق عليه ابنُ القيم (3/ 130) بقوله: «وعلى هذا القول يترجح أن يكون الكلام جملتين، ويكون قوله: {والشهداءُ} مبتدأ، خبره ما بعده؛ لأنه ليس كل مؤمن صِدّيق شهيدًا في سبيل الله» .
[6499]
اختُلف في قوله: {والشهدآء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} على أقوال: الأول: أنّ الذين آمنوا بالله ورسله هم الصِّدِّيقون وهم الشهداء عند ربهم.
وعلَّق عليه ابنُ القيم (3/ 130) بقوله: «وعلى هذا فالشهداء هم الذين يستشهدهم الله على الناس يوم القيامة وهو قوله تعالى: {لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلى النّاسِ} [البقرة: 143]، وهم المؤمنون، فوصفهم بأنهم صِدِّيقون في الدنيا وشهداءُ على الناس يوم القيامة، ويكون الشهداء وصفًا لجملة المؤمنين الصديقين» .الثاني: أن قوله: {أولئك هم الصديقون} كلام تام. وقوله: {والشهدآء عند ربهم} كلام مبتدأ. وفيهم قولان: الأول: أنهم الرسل يشهدون على أممهم بالتصديق والتكذيب. الثاني: أنهم أمم الرسل يشهدون يوم القيامة. الثالث: أنهم القتلى في سبيل الله لهم أجرهم عند ربهم، يعني ثواب أعمالهم.
ورجَّح ابنُ جرير (22/ 415) -مستندًا إلى الأغلب لغة- القول الثالث الذي قاله ابن عباس من طريق العَوفيّ، ومسروق، والضَّحّاك، وأبي الضحى، فقال:«لأن ذلك هو الأغلب من معانيه في الظاهر، وإنّ الإيمان غير موجب في المتعارف للمؤمن اسم شهيد لا بمعنى غيره، إلا أن يراد به شهيد على ما آمن به وصدّقه، فيكون ذلك وجهًا، وإن كان فيه بعض البُعد؛ لأن ذلك ليس بالمعروف من معانيه إذا أطلق بغير وصل، فتأويل قوله: {والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} إذن: والشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله أو هلكوا في سبيله عند ربهم لهم ثواب الله إياهم في الآخرة ونورهم» .
ورجَّح ابنُ القيم (3/ 130) القول الثاني -مستندًا إلى اللغة، والدلالة العقلية- بما مفاده الآتي: 1 - أنه لو كان الشهداء داخلًا في جملة الخبر لكان قوله تعالى: {لَهُم أجْرُهُمْ ونُورُهُمْ} داخلًا أيضًا في جملة الخبر عنهم، ويكون قد أخبر عنهم بثلاثة أشياء: أحدها: أنهم هم الصِّدّيقون. والثاني: أنهم هم الشهداءُ. والثالث: أنّ لهم أجرهم ونورهم، وذلك يتضمن عطف الخبر الثانى على الأول، ثم ذكر الخبر الثالث مجردًا عن العطف، وهذا كما تقول: زيد كريم وعالم له مال. والأحسن في هذا تناسب الأخبار بأن تُجرّدها كلّها من العطف أو تعطفها جميعًا فتقول: زيد كريم عالم له مال، أو كريم وعالم وله مال. 2 - أنّ الكلام يصير جُمَلًا مستقلة قد ذكر فيها أصناف خلْقه السعداء، وهم الصِّدِّيقون والشهداء والصالحون، وهم المذكورون في الآية، وهم المتصدقون الذين أقرضوا الله قرضًا حسنًا، فهؤلاء ثلاثة أصناف، ثم ذكر الرسل في قوله تعالى:{لَقَدْ أرْسَلْنا رُسُلَنا بِالبَيِّناتِ} [الحديد: 25]، فيتناول ذلك الأصناف الأربعة المذكورة في سورة النساء.
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 243.