الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
75556 -
عن محمد بن السّائِب الكلبي: أنّ هذه الآية نَزَلَتْ في أبي بكر الصديق?
(1)
. (ز)
75557 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: لَمّا نَزَلَتْ هذه الآية:
{لا يَسْتَوِي مِنكُمْ مَن أنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وقاتَلَ}
؛ قال أبو الدَّحداح: واللهِ، لأُنفقنّ اليوم نفقةً أُدرِك بها مَن قبلي، ولا يسبقني بها أحد بعدي. فقال: اللهمّ، كلّ شيء يملكه أبو الدّحداح فإنّ نِصفه لله. حتى بلغ فَرْد نعلَيْه ثم قال: وهذا
(2)
. (14/ 264)
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
75558 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {وما لَكُمْ ألّا تُنْفِقُوا في سَبِيلِ اللَّهِ} يعني: في طاعة الله؛ إن كنتم مؤمنين، فأنفِقوا في سبيل الله، فإن بخلتم فإنّ الله يرثكم ويرث أهل السموات والأرض، فذلك قوله:{ولِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ والأَرْضِ} يَفنَوْن كلّهم، ويبقى الرّبُّ تعالى وحده، فالعباد يرِث بعضهم بعضًا، والرّبّ يبقى فيرثهم
(3)
. (ز)
{لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ}
75559 -
عن أبي سعيد الخُدري، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحُدَيبية، حتى إذا كان بعُسْفان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يوشِكُ أن يأتيَ قومٌ تَحقِرون أعمالَكم مع أعمالهم» . قلنا: مَن هم، يا رسول الله، أقريش؟ قال:«لا، ولكن هم أهل اليمن، هم أرقّ أفئدة، وألين قلوبًا» . فقلنا: أهم خير منّا، يا رسول الله؟ قال: «لو كان
(1)
أخرجه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 641.
(2)
عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 238 - 239.
لأحدهم جبلٌ مِن ذهب فأنفَقه ما أدرك مُدَّ أحدكم ولا نَصيفه، ألا إنّ هذا فصْل ما بيننا وبين الناس:{لا يَسْتَوِي مِنكُمْ مَن أنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وقاتَلَ} الآية»
(1)
[6481]. (14/ 264)
75560 -
عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتيكم قومٌ مِن ههنا -وأشار إلى اليمن-، تَحقِرون أعمالكم عند أعمالهم» . قالوا: فنحن خيرٌ أم هم؟ قال: «بل أنتم، فلو أنّ أحدهم أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا ما أدرك مُدّ أحدكم ولا نَصيفه، فصَلتْ هذه الآية بيننا وبين الناس: {لا يَسْتَوِي مِنكُمْ مَن أنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وقاتَلَ أُولَئِكَ أعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أنْفَقُوا مِن بَعْدُ وقاتَلُوا}»
(2)
[6482]. (14/ 264)
75561 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: {لا يَسْتَوِي مِنكُمْ مَن أنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ} ، يقول: مَن أسلم
(3)
. (14/ 263)
75562 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {لا يَسْتَوِي مِنكُمْ مَن أنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ} الآية، قال: كان قتالان أحدُهما أفضل مِن الآخر، وكانت نفقتان إحداهما أفضل من الأخرى. قال: كانت النفقة والقتال قبل الفتح -فتح مكة- أفضل من النفقة والقتال بعد ذلك
(4)
. (14/ 263)
[6481] علَّق ابنُ كثير (13/ 412) على هذا الحديث بقوله: «هذا الحديث غريب بهذا السياق، والذي في الصحيحين من رواية جماعة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد -ذكر الخوارج-: «تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، يمرقُون من الدين كما يمرُق السهم من الرمية» ».
[6482]
علَّق ابنُ كثير (13/ 413) على هذا الحديث بقوله: «هذا السياق ليس فيه ذكر الحُديبية، فإن كان ذلك محفوظًا كما تقدم [يعني: الأثر السابق] فيحتمل أنه أُنزل قبل الفتح إخبارًا عما بعده، كما في قوله تعالى في سورة المزمل -وهي مكية، من أوائل ما نزل-: {وآخرون يقاتلون في سبيل الله} الآية. فهي بشارة بما يستقبل، وهكذا هذه» .
_________
(1)
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 2/ 276 - 277 (805)، 6/ 263 - 264 (2470)، وابن جرير 22/ 394، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 8/ 9 - 12 - ، والثعلبي 9/ 232.
(2)
عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور مرسلًا.
(3)
أخرجه ابن جرير 22/ 392 بلفظ: من آمن. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وعَبد بن حُمَيد.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 294، 2/ 275، وابن جرير 22/ 393 من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.