الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
75594 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {يَوْمَ يَقُولُ المُنافِقُونَ والمُنافِقاتُ} الآية، قال: إنّ المنافقين كانوا مع المؤمنين أحياء في الدنيا، يناكحونهم ويُعاشرونهم، وكانوا معهم أمواتًا، ويُعطَون النور جميعًا يوم القيامة، فيُطفَأ نور المنافقين إذا بلغوا السُّور، يُماز بينهم يومئذ، والسُّور كالحجاب في الأعراف، فيقولون:{انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا ورَآءَكُمْ فالتَمِسُواْ نُورًا}
(1)
. (14/ 274)
75595 -
عن مقاتل بن سليمان، في قوله:{يَوْمَ يَقُولُ المُنافِقُونَ والمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا} وهم على الصراط: {انْظُرُونا} يقول: ارقبونا {نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ} يعني: نصيب من نوركم، فنمضي معكم. {قِيلَ} يعني: قالت الملائكة لهم: {ارْجِعُوا ورَآءَكُمْ فالتَمِسُوا نُورًا} مِن حيث جئتم، فالتمِسوا نورًا مِن الظّلمة، فرجعوا فلم يجدوا شيئًا. هذا مِن الاستهزاء بهم كما استهزؤوا بالمؤمنين في الدنيا حين قالوا: آمنّا. وليسوا بمؤمنين؛ فذلك قوله: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15] حين يُقال لهم: {ارْجِعُوا ورَآءَكُمْ فالتَمِسُوا نُورًا}
(2)
[6488]. (14/ 272)
{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ
(13)}
75596 -
عن عبادة بن الصامت -من طريق أبي العوام- أنه كان يقول: {بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ} ، قال: هذا باب الرحمة
(3)
. (ز)
75597 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق أبي العوام- قال: إنّ السُّور
[6488] ذكر ابنُ عطية (8/ 228) أن قوله: {قيل ارجعوا وراءكم} يحتمل أن يكون من قول المؤمنين، ويحتمل أن يكون من قول الملائكة.
_________
(1)
أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص 648 - ، وابن جرير 22/ 402، 404، 405، والبيهقي في الأسماء والصفات (1016). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 239 إلى قوله: فرجعوا فلم يجدوا شيئًا. ونحو ما بعده في تفسير مقاتل 1/ 91 لقوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ويَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 15]. وأخرجه بتمامه البيهقي في الأسماء والصفات (1017) من طريق الهذيل.
(3)
أخرجه ابن جرير 22/ 403 تحت القول أن ذلك السور ببيت المقدس عند وادي جهنم.
الذي ذكره الله في القرآن: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ} هو السُّور الذي ببيت المقدس الشرقيّ، {باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} المسجد، {وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ} يعني: وادي جهنم وما يليه
(1)
. (14/ 273)
75598 -
عن أبي سنان، قال: كنتُ مع عليّ بن عبد الله بن عباس عند وادي جهنم، فحدَّث عن أبيه، قال:{فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} ، فقال: قال: هذا موضع السُّور عند وادي جهنم
(2)
. (14/ 273)
75599 -
عن كعب الأحبار -من طريق شُريح- أنه كان يقول في الباب الذي في بيت المقدس: إنّه الباب الذي قال الله: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ}
(3)
[6489]. (ز)
75600 -
عن مجاهد بن جبر: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ} تفسيره: السُّور: الأعراف
(4)
. (ز)
75601 -
عن الحسن البصري -من طريق سفيان- في قوله: {باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} قال: الجنة، {وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ} قال: النار
(5)
. (14/ 274)
75602 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} قال: حائط بين الجنة والنار، {باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} قال: الجنة، {وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ} قال: النار
(6)
. (14/ 274)
75603 -
عن أبي فاخِتة، قال: يجمع اللهُ الخلائقَ يوم القيامة، ويُرسل الله على الناس ظُلمةً، فيستغيثون ربَّهم، فيؤتي الله كلَّ مؤمن يومئذ نورًا، ويؤتي المنافقين
[6489] انتقد ابنُ كثير (13/ 420) ما جاء في قول كعب الأحبار مِن أنّ الباب المذكور في القرآن هو باب الرحمة الذي هو أحد أبواب المسجد، بأنه من إسرائيلياته وترهّاته.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 22/ 403، والحاكم 4/ 601، وابن عساكر 21/ 43. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن جرير 22/ 402. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن جرير 22/ 403.
(4)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 351 - .
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 175، 528.
(6)
أخرجه ابن جرير 22/ 402 دون آخره. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
نورًا، فينطلِقون جميعًا متوجّهين إلى الجنة معهم نورهم، فبينما هم كذلك إذ طفَأ الله نور المنافقين، فيتردّدون في الظّلمة، ويسبقهم المؤمنون بنورهم بين أيديهم، فينادونهم:{انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ} ، {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ} حيث ذهب المؤمنون {فِيهِ الرَّحْمَةُ} ومن قِبَله الجنة، ويناديهم المنافقون:{ألَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} . قالوا: {بَلى ولَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أنْفُسَكُمْ وتَرَبَّصْتُمْ وارْتَبْتُمْ} . فيقول المنافقون بعضهم لبعض، وهم يَتَسَكَّعُون
(1)
في الظُّلمة: تعالوا نلتمسْ إلى المؤمنيين سبيلًا، فيَسْقُطون على هُوّةٍ، فيقول بعضهم لبعض: إنّ هذا ينفُقُ
(2)
بكم إلى المؤمنين. فيتهافتون فيها، فلا يزالون يهوون فيها حتى ينتهوا إلى قَعْرِ جهنم، فهنالك خُدع المنافقون كما قال الله:{وهُوَ خادِعُهُمْ} [النساء: 142]
(3)
. (14/ 271)
75604 -
عن مقاتل بن سليمان، في قوله:{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ} : يعني: بين أصحاب الأعراف وبين المنافقين {بِسُورٍ لَهُ بابٌ} يعني بالسُّور: حائط بين أهل الجنة والنار، {بابٌ باطِنُهُ} يعني: باطن السُّور {فِيهِ الرَّحْمَةُ} وهو مما يلي الجنة، {وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ} يعني: جهنم، وهو الحجاب الذي ضُرب بين أهل الجنة وأهل النار، وهو السُّور، والأعراف: ما ارتفع من السُّور. الرحمة: يعني: الجنة {وظاهره مِن قِبَلِهِ العَذابُ}
(4)
. (14/ 272)
75605 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ} قال: هذا السُّور الذي قال الله: {وبَيْنَهُما حِجابٌ} [الأعراف: 46]، {باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} قال: الجنة وما فيها
(5)
[6490]. (ز)
[6490] اختُلف في المراد بالسُّور في قوله تعالى: {فضرب بينهم بسور له باب} على قولين: الأول: أنه حجاب الأعراف. الثاني: أنه الجدار الشرقي في مسجد بيت المقدس.
ورجَّح ابنُ كثير (13/ 419) القول الأول الذي قاله مجاهد، وابن زيد، وقتادة، فقال:«وهو الصحيح» . ولم يذكر مستندًا.
وانتقد ابنُ عطية (8/ 228) القول الثاني الذي قاله ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وعبادة بن الصامت، وكعب الأحبار، فقال:«وهذا القول في السور بعيد» .
ووجّهه ابنُ كثير (13/ 419) بقوله: «وهذا محمول منهم على أنهم أرادوا بهذا تقريب المعنى ومثالًا لذلك، لا أنّ هذا هو الذي أُريد من القرآن هذا الجدار المعيّن، ونفس المسجد، وما وراءه من الوادي المعروف بوادي جهنم؛ فإن الجنة في السموات في أعلى عليين، والنار في الدّركات أسفل سافلين» .
_________
(1)
تَسَكَّع في أمره: تحيَّر ولم يهْتَدِ لوجهته. لسان العرب (سكع).
(2)
ينفق: يخرج. لسان العرب (نفق).
(3)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 239. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1017) من طريق الهذيل.
(5)
أخرجه ابن جرير 22/ 402، 404.