الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنافقين، فخذلوهم، وتبرّءوا منهم كما تبرّأ الشيطان مِن برصيصا وخذله، فكان عاقبة الفريقين النار، قال عبد الله بن عباس?: فكان الرّهبان بعد ذلك في بني إسرائيل لا يمشُون إلا بالتّقيّة والكتمان، وطمع أهل الفسوق والفجور في الأحبار، ورَمَوهم بالبهتان والقبيح، حتى كان أمر جريج الراهب، فلما برّأه الله مما رَمَوه به انبسَطت بعده الرّهبان، وظهروا للناس
(1)
. (ز)
76354 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَكانَ عاقِبَتَهُما} يعني: الشيطان والإنسان {أنَّهُما فِي النّارِ خالِدَيْنِ فِيها} الشيطان والرّاهب، {وذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ} يقول: هكذا ثواب المنافقين واليهود النار
(2)
. (ز)
76355 -
قال يحيى بن سلّام: {فَكانَ عاقِبَتَهُما} عاقبة الشيطان وذلك الرّاهب {أنَّهُما فِي النّارِ خالِدَيْنِ فِيها وذَلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ} المشركين
(3)
. (ز)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
(18)}
76356 -
عن جرير، قال: كنتُ جالسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه قومٌ مُجتابي النِّمار، مُتقلّدي السيوف، ليس عليهم أُزُرٌ ولا شيء غيرها، عامّتهم مِن مُضر، فلما رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجَهد والعُري والجوع، تغيّر وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام، فدخَل بيته، ثم راح إلى المسجد، فصلّى الظهر، ثم صعد منبره، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:«أما بعد -ذلكم- فإنّ الله أنزل في كتابه: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ولا تَكُونُوا كالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفاسِقُونَ لا يَسْتَوِي أصْحابُ النّارِ وأَصْحابُ الجَنَّةِ أصْحابُ الجَنَّةِ هُمُ الفائِزُونَ}، تَصدّقوا قبل أن لا تَصدّقوا، تَصدّقوا قبل أن يُحال بينكم وبين الصّدقة، تَصدّق امرؤٌ من ديناره، تَصدق امرؤٌ مِن دِرهمه، من بُرّه، من تمره، من شعيره، لا يحقرنّ شيءٌ مِن الصّدقة، ولو بشقِّ تمرة» . فقام رجل من الأنصار بِصُرّة في كفّه، فناولها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره، فعُرف السرور في وجهه، فقال: «مَن سنَّ في الإسلام سُنّةً حسنة، فعُمل بها، كان له أجْرها ومِثل أجر مَن عمل بها، لا يَنقُص من
(1)
تفسير الثعلبي 9/ 286، وتفسير البغوي 8/ 85.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 284.
(3)
تفسير ابن أبي زمنين 4/ 372.
أجورهم شيئًا، ومَن سنّ سنّة سيئة، فعُمل بها، كان عليه وِزرها ومِثل وِزر مَن عُمل بها، لا يَنقُص من أوزارهم شيئًا». فقام الناس، فتفرّقوا؛ فمن ذي دينار، ومن ذي درهم، ومن ذي طعام، ومن ذي، ومن ذي، فاجتمع، فقَسمه بينهم
(1)
. (14/ 394)
76357 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: {ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} : يعني: يوم القيامة
(2)
. (ز)
76358 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} ، قال: يوم القيامة
(3)
. (14/ 395)
76359 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {اتَّقُوا اللَّهَ ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} : ما زال ربّكم يُقرّب الساعة، حتى جعلها كغد، وغد يوم القيامة
(4)
[6552]. (ز)
76360 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم حذّر المؤمنين ولاية اليهود، فقال:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ} يعني: ولتعلم نفس {ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} يعني: ما عمِلت لغد، يعني: ليوم القيامة، {واتَّقُوا اللَّهَ} يحذّرهم ولاية اليهود؛ {إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} من الخير والشر، ومن معاونة اليهود
(5)
. (ز)
76361 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- وقرأ قول الله عز وجل: {ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} يعني: يوم القيامة الخير والشر. قال: والأمس في الدنيا، وغد في الآخرة. وقرأ:{كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} [يونس: 24]، قال: كأن لم تكن في الدنيا
(6)
. (ز)
[6552] ذكر ابنُ عطية (8/ 273) قول قتادة، ثم علّق عليه قائلًا:«لأنها آتية لا محالة، وكلّ آت قريب» . ثم قال: «ويحتمل أن يريد تعالى بقوله: {لغد} ليوم الموت؛ لأنه لكل إنسان كغد» .
_________
(1)
أخرجه مسلم 2/ 704 (1017) دون قوله: فقام الناس فتفرقوا
…
إلخ، وقد أخرجها البيهقي في الشعب 5/ 27 - 28 (3049).
(2)
أخرجه ابن جرير 22/ 547.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 258. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 22/ 547.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 284.
(6)
أخرجه ابن جرير 22/ 547.